الشيخ مفرح بحيبح: لا زلت اقتنع بأن الرئيس قادر على كل شيء
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 9 أيام
الإثنين 17 أغسطس-آب 2009 08:00 م

يجيب الشيخ مفرح بحيبح على قدر السؤال، ولا يبالغ من عرفوه أن الرجل من أذكى مشائخ اليمن وأكثرهم حصافة. يصنف على مشائخ المنطقة الشمالية الشرقية ويطلق عليه البعض داهية مراد. قبل عام تقريبا كان الرجل على رأس منظمة مدنية تعمل جاهدا، بالتنسيق مع صحف ومنظمات أخرى لفض النزاعات وحل مشاكل الثأر في شبوة ومأرب والجوف. وحيث أكد أن المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي لا تزال قائمة فإنه أيضا انتخب عضوا في اللجنة العليا للتشاور الوطني التي يترأسها السياسي المخضرم محمد سالم باسندوة.

في هذا اللقاء يتحدث الشيخ مفرح إلى الزميل علي الضبيبي، حول عدد من القضايا الوطنية الراهنة ولم يخف أنه قلق من الأوضاع وخائف "على اليمن". لكنه أضاف بأنه مطمئن لظهور شخصية حميد الأحمر في هذا التوقيت الحساس.

صحيفة الديار:

*تعيش مأرب هذه الأيام أجواء أمنية مضطربة، لا سيما بعد المواجهات التي اندلعت بين الجيش وعناصر من تنظيم القاعدة -كما تقول الحكومة- والأخبار الآتية من هناك ليست جيدة. باختصار ما الذي يحصل عندكم بالضبط؟

-بداية شكرا لك لزيارتك إلى منزلي. وشكرا لكل الصحفيين الذين يقومون بأدوار وطنية مهمة. ما يحدث في مأرب هو نتاج للأحداث القائمة في البلاد والانفلات الأمني غير المسبوق. والحقيقة إن مأرب تعيش مشاكل كثيرة: بعضها مشاكل داخلية بين القبائل مع نفسها، والتي للأسف دور الدولة غائب وسلبي، وكذلك دور القبيلة أيضا. وهناك مشاكل تأتي من خارج المحافظة وتجد مأرب نفسها واقعة تحت تأثيرها ومجبرة أن تدفع الثمن دون أن يكون لها أي سبب أو دخل. ولعل ما حصل في مديرية الوادي من مواجهة بين الجيش وعناصر القاعدة خير دليل على ذلك.

ما حدث قبل أيام، يقال إن سببه هو أن ناقلة محملة بالأسلحة دخلت مأرب وأخذت طريقها إلى المكان الذي يتواجد فيها عناصر من القاعدة. وبعدها تحركت قوة عسكرية يقودها المقدشي إلى المكان نفسه وقصفت المنطقة وهو ما أسفر عن مقتل 2 من العسكر وجرح آخرين، ثم انسحبت القوات بعد أن توغلت في مديرية الوادي. والخلاصة أن الجيش عاد إلى ثكناته ولم يحقق من حملته أي نتائج سوى أن هؤلاء العناصر بدلا من أن كانوا متخفين ويعملون في السر خرجوا في اليوم الثاني يسرحون ويمرحون بالظاهر والعلن بعد أن قاتلوا بالأسلحة التي وصلتهم وأحرقوا دبابات وأطقم بواسطتها. وفي حقيقة الأمر نحن لا نستطيع أن نفهم أو نفسر هذا الموضوع وهذه القصص، ولكن في كل الأحوال نحن ندين ونشجب أعمال القاعدة ونعتقد أن تصرفات القاعدة غير سليمة وغريبة على مجتمعنا وعلى أعرافنا، وقبل ذلك على ديننا الذي يرفض العنف ويحرم قتل الأبرياء والمسالمين.. ونتمنى على الدولة أن تتحمل مسئوليتها في استتباب الأمن وتوفير الأمان للمواطن وهذا واجب الدولة. ونؤكد أننا معها ضد من يخل بالسكينة والنظام والأمن الاجتماعي.

*قبل أيام صدر بيان عن قبيلتي عبيدة والأشراف يطالب الدولة أن توفر الأمن ويؤكد على وقوفها إلى جانبها ضد أي عناصر خارجة عن القانون أو تخل بالسكينة، ما رأيك؟

-الدولة هي المسئولة عن أمن مواطنيها وحمايتهم من أي مكروه أو أي شيء غريب على مجتمعهم. وأبناء مأرب متعاونون مع الدولة ولكن المشكلة، إن الدولة هي نفسها التي لا تتعاون معهم ولا تقوم بمسئوليتها في تفعيل سلطة القانون والقضاء. والحقيقة إن أعداد الجيوش التي في مأرب تفوق عدد السكان فيها، وتتوزع المعسكرات في كل بقعة ولكن لا تستخدم هذه القوة إلا ضد المواطنين.

*تدور معارك طاحنة في الجوف بين القبائل من جهة وبين أتباع الحوثي من جهة ثانية، أنتم في تحالف (قبائل مأرب الجوف)، كيف تراقبون هذه الحرب؟

-في حقيقة الأمر هذه الحرب خطيرة لأنها تحولت من مجرد حرب بين الجيش من جهة والحوثيين من جهة ثانية إلى حرب ذات طابع أيدلوجي ومذهبي وهذا هو أخطر ما فيها. وعندما تدخل الأيدلوجيات في الحرب فإنها ستكون مدمرة وستمتد إلى كل مكان ونسأل من الله السلامة. نحن في مجلس تحالف (قبائل مأرب والجوف) نبذل جهود جبارة من أجل احتوائها وقد تمكنا من خلال بعض المشائخ وعلى رأسهم آل الضمين من احتواء المعركة وتهدئة الأجواء. وهذه الحرب لا تنحصر بين الإصلاحيين والحوثيين ولكنها تتحول إلى حرب أهلية بين القبائل التي ينتمي إليها مقاتلي الطرفين.

*صعدة شهدت حروب متلاحقة ويبدو أن الحرب السادسة تكاد أن تنفجر، أو ربما قد بدأت كما يذهب البعض. من وجهة نظرك لماذا طالت هذه الحرب ولاتريد أن تنطفئ؟

-كما تعلم بدأت الحرب بشعار وفي نطاق جغرافي محدود وصغير، ثم توسعت وأخذت تتمدد حتى طمرت محافظة صعدة بكاملها. واندلعت إلى محافظات أخرى فإذا بها في بني حشيش وفي حرف سفيان والآن في الجوف. وفي اعتقادي لو كان هناك دولة مسئولة وإدارة سياسية حكيمة وعاقلة لما حصلت الحرب، ولما كان هناك داع لاستخدام السلاح.

أنا أعتقد إن الدولة لم تعد قادرة على احتواء هذه المشكلة وأثبتت الحروب المتلاحقة أن محاولة السيطرة عليها بالقوة وبالسلاح غير ممكن إطلاقا. لكن هناك طريقة واحدة ستكون مجدية إذا توفرت الإرادة الصادقة من قبل الدولة وهي وسيلة الحوار.

*لوحظ في الفترة الأخيرة اندلاع حروب صغيرة هنا وهناك بين القبائل مع بعضها، فهناك قرابة 200 قتيل بين سفيان والعصيمات وهناك حرب باردة بين مراد وقيفة وأخرى بين عبيدة والأشراف من طرف وجهم من طرف آخر، وأيضا حوادث اختطافات من وسط العاصمة.. إلى ما تعزو هذه المشاكل وبالذات في هذا الظرف؟

-بلا شك أن السبب يرجع إلى ضعف الدولة أولا، إلى غياب سلطة القانون والقضاء، إلى عدم توفر الأمن وإلى ضعف كفاءة الجهاز القضائي والأمني. الناس لاتريد مشاكل ولا ثارات ولكن عندما يذهبون إلى الدولة لا يجدون العدل ولا القانون، وبالتالي يضطرون إلى العودة للأساليب القبلية والتقليدية وكلٌ يرجع إلى قبيلته لأخذ حقه.

والسبب الثاني يعود إلى تقصير القبائل نفسها وانحسار الأعراف القبلية الأصيلة التي اتصفت بها القبيلة اليمنية على مدى مئات السنين. في السابق كانت القبائل تهب إذا رأت أي مشكلة بين قبيلتين وتحتويها وتمنع المواجهة حتى يتم الصلح بين الطرفين. الآن لا أدري لماذا غابت القيم والتقاليد والأعراف الحميدة وتنامت الظواهر السيئة. وحتى الأساليب التي كانت القبائل تحرمها وتعاقب عليها تنامت في الوسط القبلي بصورة مخيفة.. ما كان هناك حوادث اختطاف ولا غدر ولا قطع طريق ولا شيء من هذا الذي نراه اليوم. أنا أعتقد أن هناك تآمر على القبيلة، وأعتقد أن المشائخ الحقيقيين الذين كانوا يضبطون حركة القبائل صنعت لهم السلطة من يخذلهم من داخل القبيلة نفسها، وهذا من صنع النظام ولكن ليس من مصلحته.. ليس من مصلحة الدولة أن تضعف دور المشائخ الحقيقيين.. الآن هناك بعض المشائخ غير مؤهلين وغير جديرين بالقيادة، لا يفهمون القوانين القبلية ولا الأعراف والأسلاف التي كان معمول بها. أما بشأن مراد وقيفة، فإن فخامة الرئيس مشكورا تدخل وحال دون اندلاعها من أول يوم. وكانت قد حصلت مواجهة ولكن الرئيس كلف محافظ مأرب ومحافظ البيضاء للتدخل السريع لإيقاف الحرب وقد بذل الرجلان ومعهم بعض المشائخ جهودا جبارة ونزلوا إلى الوسط ومكثوا قرابة 4 أيام حتى التزم الطرفين على وقف إطلاق النار ووقعَّت المشائخ على ذلك والآن القضية بنظر الرئيس والناس ملتزمة ومنتظرة الحسم الأخير.

*يأخذ البعض على قبيلة مراد التاريخية، أنها غائبة عن الأحداث، ولم تعد لها أي أدوار ومواقف من شأنها أن تسهم في الإصلاح بين القبائل المتقاتلة أو حتى في غيرها، ولا سيما وهي قبيلة كبيرة ولها تاريخ وطني معروف، ما رأيك وأنت أحد رموز مراد؟

-ليس صحيح إن مراد غائبة عن الساحة. قبيلة مراد موجودة في الواقع وفي الذاكرة الوطنية. وهي تقول رأيها عندما ترى أن من الواجب عليها أن تقول. وهذه القبيلة قدمت مشائخها الكبار في سبيل الثورة ووهبت لليمن كثيراً من الرجال والصناديد في أصعب وأخطر المراحل التاريخية التي مرت بها اليمن. ولا يمكن لقبيلة ذات عمق تاريخي ونضال طويل أن تكون غائبة عما يحدث اليوم. فهي على المستوى القبلي تقوم بأدوار مهمة في الصلح بين القبائل وفي احتواء مشاكل الثارات وغيرها. وهي الآن ممثلة في مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف ببعض مشائخها، والبعض في مجلس التضامن. وهي كذلك موجودة في لجنة التشاور. ولا أحد ينكر أن مراد بأبنائها موجودة في المجتمع المدني وتمارس العمل السياسي منذ عقود. ونحن مع غيرنا من القبائل في مارب وشبوة والجوف أسسنا منظمة مدنية لمواجهة الثارات وفض النزاع بين القبائل، وقمنا بحملات ميدانية وإعلامية لإصلاح ذات البين ونشر الوعي بضرورة التخلص من الثأر وتوفير الأمن في المؤسسات التعليمية والمدارس ودور العلم وحققنا بعض النتائج وإن كانت قليلة إلا أنها جيدة.

*نريد أن نسمع رأيك حول ما يعتمل في المحافظات الجنوبية، وحول الأحداث الأمنية الأخيرة التي حصلت في لحج وأبين والضالع.

-لا بد للدولة أن تعترف بوجود مشكلة حقيقية بشقيها الحقوقي والسياسي. ولا بد أن يعترف الجميع بهذه القضية وأن يفكر الجميع بإيجاد الحل. وأنا أعتقد أن هذا الحل لن يكون إلا بمؤتمر حوار وطني جامع لكل الأطراف بما فيهم الحوثي والمعارضة الجنوبية في الخارج والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقطاع القبيلة وكل الشخصيات الوطنية. وهذا الحوار لا يقدر عليه ويدعو إليه إلا شخص واحد وهو علي عبدالله صالح.. هذا الرجل هو الوحيد الذي يستطيع أن يخرج البلاد من أزماته.

*كيف يستطيع وهو الآن يواجه ما يشبه إعصار عنيف، وهو طرف في الأزمة؟

-أنا أؤكد لك أنه يستطيع أن يطفئ كل الحرائق وأن يعالج كل المشاكل. نحن عرفناه تماما بأنه رجل الأزمات. عندما ينوي يحقق نتائج.. لاحظنا العام الماضي كيف تدخل وأنهى الأزمة مع المشترك بشأن قانون الانتخابات. بعدما صوت البرلمان على إقرار القانون الانتخابي النافذ وقرر المؤتمر أن يخوض الانتخابات منفردا وقاطع المشترك، وشكلت لجنة عليا للانتخابات من طرف واحد وكان المؤتمر الشعبي العام يقول خلاص لا يمكن التراجع مهما كان، وكانت أيدي الناس على قلوبهم وقلنا البلد ستدخل على حرب أهلية، وفي الأخير تدخل الرجل وأوقف الأزمة واتفق الجميع على التأجيل والتمديد للبرلمان سنتين وكأن شيئا لم يكن.. الرئيس بيده كل شيء وأنا لا زلت أنتظر تدخله الحاسم.

*نظرتك نحو توقيف الحوار بين المشترك والمؤتمر، إلى أي مدى هذا الأمر خطير، أو إلى أي مدى الحوار مجد بينهما؟

-الحقيقة القضية أصبحت أكبر من المشترك وأكبر من المؤتمر، وأصبحت تعني اليمن بكل فئاته وما يحدث في البلاد ليس سببه اللجنة العليا للانتخابات.. والحوار يجب أن يكون شامل وجامع كما قلنا للوجاهات الاجتماعية والمجتمع المدني والقطاع القبلي ومختلف فئات الشعب لأن الحوار بين المؤتمر والمشترك ليس هو الضروري الآن. القضية قضية وطن ومصير اليمن.. ونلاحظ أنها تلتهب في مختلف البقاع وتنتقل من محافظة لأخرى، وبدون القبول بالحوار فالبلد على كف عفريت نسأل الله السلامة. ولذلك فإنني أرى أن توقيف الحوار بين المؤتمر والمشترك في محله.. لأنه لم يعد مجد والمواضيع المطروحة أمام الأحزاب للحوار ليست القضايا الوطنية الكبرى.

*لكن أنتم في لجنة التشاور هل هذه القضايا التي ذكرت مطروحة على جدول أعمالكم؟

-نعم، هي قضايا وطنية وإذا وجدت الإرادة من الجميع لدعوة مؤتمر وطني عام تشمل مختلف فئات الشعب بما في ذلك الحراك والحوثيين والمعارضة الجنوبية في الخارج والأحزاب وكل الشرائح فإن حلحلة المشاكل ستكون حتمية والنتائج ستكون طيبة.

*لعلك تابعت خطاب البيض الأخير، كيف كان؟

-(يضحك) خطاب البيض أنا لست معه. إنه يكرر خطأ 94 نفسه وهذا خطأ ثاني.

*وعلي ناصر والعطاس...

-علي ناصر والعطاس الذي نعلم أنهما شخصيتان وطنيتان وما زالا محافظين على اليمن ووحدتها. لكن الوحدة التي تضمن حقوق الجميع، وليس بمفهومها الحالي التسطيحي، الوحدة بمعناها العادل والمتساوي.

*ما رأيك يا شيخ بما يطرح الآن حول فكرة الأقاليم والفيدرالية ..الخ؟

-حقيقة هي الحل لليمن.. وأنا مع هذه الفكرة أنا وغيري ممن يهمه شأن اليمن. فالهروب من هذا المقترح هو خراب اليمن، والالتزام به هو بحث في إحدى أهم وسائل الإصلاح الوطني الضامن لوحدة البلاد ومستقبلها. ونحن نعلم أن اليمن ازدهرت وعاشت أفضل مراحلها حينما كانت أقاليم، في عهد الدولة السبئية والحميرية وغيرها.

*لعلك تابعت الشيخ حميد الأحمر على الجزيرة نريد أن نسمع قراءتك لإجابات الشيخ حميد؟

-الحقيقة أن المقابلة كانت مهمة وجاءت في توقيت هام وحساس، وإن الرجل كان صريح وواضح ويحمل همّ اليمن. فمقابلته يجب على الجميع أن يسمع لها فما تكلم إلا بما هو صحيح وبما يخدم الوطن وأنا معجب بكل ما طرحه. أنا قبل هذه المقابلة تعرفت على الشيخ حميد عن قرب من خلال عدة لقاءات وأدركت أن الرجل مشروع وطني واعد ويحمل همّ اليمن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وفيه طموح الشباب العاقل. وكان بروزه في هذه المرحلة مهم جدا وواجب على مثله.

*الحوادث الأخيرة في الجنوب ولا سيما في حبيل جبر وأبين..

-(مقاطعا) ناسف لإراقة الدم اليمني، ولكن نحن نحمل الدولة المسئولية لأن الواجب أن يستجيبوا لمطالب الناس بالطرق السلمية، وننصح أنه لا يمكن قمع الحراك بالقوة وإنما القمع سيعمق الانفصال في نفوس الناس. وما لم تسلم الدولة وتعترف بالمشكلة الجنوبية بشقيها الحقوقي والسياسي فإنهم سيسيرون باتجاه الانفصال بلا شك وربما تعرض لهم المطالبة التي يطرحوها الآن وقد لا يقبلوها في المستقبل.. ونحن نعرف أن القضية بدأت بمتقاعدين ووصلت إلى ما هي عليه الآن.. لا بد أن تبادر السلطة والرئيس بالذات للقبول بمؤتمر وطني عام يحل مشاكل البلد جميعها لأن الأزمة كبيرة وستنتقل من محافظة لأخرى.

*لكن ما هي الضمانات لنجاح هذا المؤتمر ولتنفيذ قراراته؟

-أرى أن يقبلوا بشروط الجنوبيين للقبول بالحوار ويوفروا حسن النية ويثبتوا ذلك لهم.. وأعتقد أن هناك دول عربية إذا تدخلت وضمنت سير الحوار للجميع فإن هذا سيكون ضمان مقنع للجنوبيين، والضمان الأكيد هو أن تتوفر القناعة والرغبة والإرادة لدى الرئيس علي عبدالله صالح (مبتسما).

*لماذا لم يعد اليمنيين يثقوا ببعضهم من وجهة نظرك؟

-من عام 79 اختلت القيم وفقد الناس الأمل والثقة في بعضهم البعض وأصبح مفهوم القيم بما يمتلك الشخص أو بما ينهب أو يسرق، على حين سابقا كان طموح من يهمه شأن اليمن هو أن يقدم الإنسان لليمن من ماله ودمه بروح وطنية وبما يصلح للمجموع ويحفظ للثورة روحها الحقيقية وأهدافها.. أما اليوم وما عاشت عليه الناس فتحول الطموح إلى من يكسب أكثر ويتمحور الكل حول الذات وبالتالي أصبح التفكير نفعي ومصلحي.. فما أحوج اليمن اليوم إلى أن تعود الروح السابقة إلى الناس والاقتناع بالتضحية من أجل الوطن والمصلحة العامة لا سيما والبلاد اليوم تمر بمرحلة خطرة وبظروف استثنائية ربما لم يسبق وأن مرت بها اليمن في تأريخها.. هناك أوضاع اقتصادية سيئة، انفلات أمني سيئ ، فساد مالي وإداري غير مسبوق، خلل في القيم والأخلاقيات، حروب أهلية ودعوات انفصالية وفي بعض الأحيان مناطقية، وهو ما يتوجب على الشخصيات الوطنية والقوى الحية أن يهبوا لإنقاذ وطنهم وأن يقفوا في مؤتمر وطني واحد بعيدا عن الأنانيات والذوات ليبحثوا في وسائل الخروج من هذه الأزمة لضمان بقاء اليمن موحدا ومتساويا وخال من الحروب.

*الشيخ مفرح بحيبح محسوب قبليا على مراد، لكنه سياسيا محسوبا على من..؟

-أنا ملتزم ومقتنع بأفكار ورؤى التنظيم الوحدوي الناصري لكنني لست ملتزم لهم حزبيا. لكن لا زلت مقتنع بأفكار التنظيم وأهدافه ومبادئه.