ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
قَدّم الأخ المُبدِعْ محمد الصالحـي في مقالته – المعنونة "خواطر عن مأرب" - تفسيرات رصينة لأبعاد تلك الصورة المشوهة عن مأرب ، وقد توقفت طويلا بتأملٍ عَميقٍ عِندما قال أن احد أسباب وجود تلك الصورة هـو " المواطن المأربي الذي لم يعمل على الاندماج في المجتمع" ، وأن ذلك يعـود في رأيـه " إلى طبيعة المأربي التي فيها نوع من ( الجلافه ) والشدة والحزم وهذه صفات العرب بشكل عام ".
وهنا أجد نفسي متفقا معه في أحد جوانب هذا البُعـد ، فليس من السهل أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين ، وليس من السهل أن نستحوذ على حقوقنا إذا كان سلوكنا لا يتسق والفطرة السليمة التي تَمُجْ الانعزال والانطواء والفجاجة (الجلافه) في التعامل.
وحيث أن الله عزَ وجّل قد حبا أهل مأرب بصفات مميزة ، كما أنهم جُبِلوا على سلوكيات ميزتهم عن غيرهم ، وهي صفات وسلوكيات عربية أصيلـة وحميدة ، ومع أن الشدة والحزم أمراً مرغوباً ومطلوباً أحيانا، بيـد أن ما يبدو أنـه فجاجـة (جلافـة ) في التعامل عند أهل مأرب ليس من الأصالة في شيء ، وهو في حقيقةِ الأمرِ سلوكا مكتسبا نمـا وتطور منذ أن رَكَنَ المأربـي " مضطرا " إلى الأخذ بخيار الانعزال وإظهار الصلابة والشدة لمواجهة المجهول وشروره إبـَّان سنوات الظلام وغياب الدولة.
ولا شك أنه لا يمكننا العيش في عُزلة عن الآخريـن ، مصداقا لقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :"المؤمن يألف ويؤلَف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلَف "، وقولـه صلى الله عليه وسلم:" الأرواح جنودٌ مجندةٌ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ".
والفجاجة ( الجلافة ) في التعامل سلوكا مشينا ، غريبا عن أهل مأرب ، يجب تجنبـه، وذلك ليس بالأمر الصعب ، فالتعامل مع الناس هـو طريقة من طرائق الفـن يمكن تعلمها، ومهارة من المفيد والضروري اكتسابها ، وأسلوب حياه يلزم إجادتـه.
والواحد منا إذا استطاع توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعده هـو في المقام الأول لأنه سيشعر بحب الناس له ، كما انه سيسعد الآخرين ممن هم حوله ، ويشعرهم بمتعة التعامل معه.
وديننا الحنيف يحث على حُسن التعامل وآداب الكلام، وهناك العديد من الكتب حول فن التعامل بين الناس ، وفي الكثير من الدول الغربية هناك العديد من المعاهد المتخصصة تُعلِّم كيف يتحدّث الإنسان ، كيف يكون لبقاً في حديثـه ، كيف يكسب ود الآخرين.
وبالمناسبة، كُنت قراءة قبل أيـام كتابا عن العلاقات الإنسانيـة "علم التعامل مع الناس بطريقه لا يتم فيها المساس بذاتهم وذاتنا " ، ووجدت أن الكاتبَ يُقدِّم جُملةًَ من الطرق الأساسية لفن التعامل الإنساني، ورأيت من باب عمـوم الفائدة أن أقـدم للأخوة القـراء بعضا من تلك الطـرق :
• اعترف بالخطأ إذا أخطأت: فهو يزيل التحامل الذي يمكن أن يتولد في صدر الخصم و يخفف من أثر الخطأ ، وهو كفيلٌ بأن يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو، وعلى العكس من ذلك إذا أصررت على الدفاع عن خطئك .
• لا تَذْكُر أخطاء الآخرين: الناس يبغضون مَـن يُذكِّر الناس بأخطائهم ويُعيدها عليهم مرة بعد مرة، كما يكرهون الاجتماع به والارتياح إليـه.
• لا تنتقد من أجل النقد: فالمرء يخاف من النقد بنفس مقدار تعطشه للمدح، والنقد يجرح الكبرياء ويثير الاستياء ، كما أنه أمرا لا طائل من ورائه، إذ يضع الشخص دائما في موقف المدافع باحثا له عن مبرر.
• ركز على الأشياء الجميلة فيمن تتعامل معه: فلكل منا عيوب ومزايا، وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تجابهه بها، ولكن حاول أن تعرضها له بطريقة لبِقة وغير مباشرة كأن تتحدث عنها في إنسان آخر من خيالك، فهو حتماً سيقيسها على نفسه وسيتجنبها معك.
• كن مصغيـا: فمثلما ترغب في أن تكون متحدثاً جيداً عليك بالمقابل أن تجيد فن الإصغاء لمن يحدثك، فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده السيطرة على حديثه، وبالتالي تجعله يشعر بالحرج منك ويستصغر نفسه وبالتالي يتجنب الاختلاط بك، بينما إصغائك إليه يعطيه الثقة ويحسسه بأهميته وأهمية حديثه عندك.
• كن هاشاً مبتسماً: فهذا يجعلك مقبولاً لدى الناس حتى ممن لم يعرفك جيداً ، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب .
• كن متعاوناً مع الآخرين: في حدود مقدرتك وعندما يُطلبْ منك ذلك حتى تبتعد عن الفضول، وعليك أن تبتعد عن إعطاء الأوامر للآخرين فهو سلوك منفر.
• كن واضحاً في تعاملك: ابتعد عن التلون والظهور بأكثر من وجه، فمهما بلغ نجاحك فسيأتي عليك يوم وتنكشف أقنعتك وتصبح حينئذٍ كمن يبني بيتاً يعلم أنه سيُهدَم.
• انتق الكلمات وأبتعد عن التَكلُّف بالكلام والتّصرف: فكل مصطلح تجد له الكثير من المرادفات ، فاختر أجملها، كما عليك أن تختار موضوعاً محبباً للحديث، وأن تبتعد عما ينفر الناس، وكن على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتزان وفكر بما تقوله قبل أن تنطق به.
• لا تحاول الادعاء بما ليس لديك: فقد توضع في موقف لا تحسد عليه، ولا تخجل من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى وضع غيرك فهذا ليس عيباً، ولكن العيب عندما تلبس ثوباً ليس ثوبك ولا يناسبك.
• لا تكن لحوحاً في طلب حاجتك: لا تحاول إحراج من تطلب إليه حاجه ، وحاول أن تبدي له أنك تعذره في حالة عدم تنفيذها، وأنها لن تؤثر على العلاقة بينكما، وأحرص على تواصلك مع من قضوا حاجتك حتى لا تجعلهم يعتقدون أن مصاحبتك لهم لأجل مصلحة.
• ابتعد عن الثرثرة والغيبة : فالثرثرة سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحط من قدرك لديهم ، والغيبة تجعل من تغتاب أمامه يأخذ انطباعاً سيئاً عنك وأنك من هواة هذا المسلك المشين حتى وإن بدا مستحسناً لحديثك.
• عليك بالتواضع : فمهما بلغت منزلتك فإن التواضع يرفع من قدرك ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك، وبالتالي سيجعل الناس يحرصون على ملازمتك وحبك.
• قلل من المزاح: فكثرته تحط من القدر، والمزاح ليس مقبولاً عند كل الناس، وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقد من خلاله من تحب، كما انه عليك اختيار الوقت المناسب لذلك.
• حافظ على مواعيدك مع الناس واحترمها: فاحترامك لها معهم سيكون من احترامك لهم، وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته.
• اختر الأوقات المناسبة للزيارة : فقد يكون لدى مضيفك أعمال وواجبات يخجل أن يصرح لك بها، ووجودك يمنعه من إنجازها، فيجعلك تبدو في نظره ثقيلاً.
هذا وللحديث بقيـة بحول الله..