رسالة لقبائل مأرب وشيوخها
بقلم/ محمد بن عيضة شبيبة
نشر منذ: 5 سنوات و 4 أشهر و 5 أيام
السبت 06 يوليو-تموز 2019 06:08 م

هل ستتعظ مأرب بما حصل لصعدة وعمران؟!

يا قبائل مأرب ومشايخها الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد ،،،،

كان الكثير من قبائل صعدة ومشايخها يظن أن الحوثي لن يستهدف إلا الشيخ الفلاني وقبيلته فقط، وأنهم وقبائلهم في مأمن من بطشه، ولذلك منهم من لزم الحياد، ومنهم من أعان الحوثي على ربعه، وبني عمه، ظناً منهم أن المشيخة ستصفو لهم، وأن الحوثي إذا أهان الشيخ اللي ينافسهم سيترك لهم المشيخة والوجاهة..

ولأن الحوثي خبيث وعارف وين القبائل سارحة، وما يعتلج في صدورها، وويش هي تبا، قام بتطمينهم، وربما تحالف مع بعضهم، ووعدهم أن يفتك بمنافسهم وعاهدهم أن لن يستهدف غيره!!

وهكذا كلما قضى على قبيلة، حَيَّدَ القبائل الأخرى، وتصالح معهم حتى يتفرغ لقبيلة ثانية وشيخ ثانٍ، فقضى عليهم جميعاً ( شيخ شيخ، قبيلة قبيلة، دار دارا، زنقة زنقة، بيت بيت)!!

وأصبح عبدالملك الحوثي بعد أن كان هجرة عند مشايخ صعدة، سيداً عليهم، وشيخهم، وكبيرهم، ومراغتهم، ومردهم، وهم تحت حكمه، ورحمته، وفي قبضته!!

كل ذلك بسبب الخلافات، والفرقة، والمصالح، والأطماع، والحذلقة الزائدة!! وعدم قطب الأمور من أول يوم.

ولو أنهم واجهوه جميعاً في وقت واحد والصنو عند الصنو من أول لحظة والساعد بالساعد من أول طلقة، لكان الحوثي أسيراً بأيديهم وتحت سلطتهم، لكنهم تفرجوا في بعضهم، وخيلوا في أصحابهم، إلا القليل منهم حتى انفرد بهم واحداً بعد واحد وهم اليوم إما مقتول أو معتقل أو تحت سيطرته أو نازح من بيته ومحافظته.

ثم زحف الحوثي نحو محافظة عمران، وقال للمشرقي، وجليدان، والقهالي، وكهلان، وابو عوجاء، وعبدالله بدرالدين، والمخلوس، وباقي المشايخ والأعيان، أنا وإياكم أخوة، وغريمي الشيخ حميد، والفندم حميد فقط!!

لا أنا ضد حاشد، ولا بكيل، هم أخوتنا وشيعتنا، من عهد علي بن أبي طالب وإلى اليوم،

خلوني أنا وغرمائي أرتاح منهم، وأريحكم منهم، ففرط المشايخ في إخوانهم، وتصالحوا مع الحوثي، وبعضهم تشفّى، وشمت، وقالوا له تفضّل الخط الأسود مفتوح!!

حتى سيطر الحوثي على عمران وبعد أن سيطر تفرغ لهؤلاء المشايخ، فسوّد وجوههم جميعاً وقشّر لهم العصا وسراهم بغير عَشاء!!

وهكذا مصير من يتفرج في صاحبه!!

ثم صنع مع كل القبائل والمشايخ في كل المحافظات التي يسيطر عليها اليوم كما صنع في صعدة وعمران

واليوم يا قبائل سبأ، ويا رجال مأرب ها هو يريد أن يكرر التجربة المريرة المهينة معكم أنتم، ويوهمكم أن غريمه فقط الشيخ فلان، والقبيلة الفلانية، أو الجماعة الفلانية، والحزب الفلاني، ثم إذا سيطر بتخاذل منكم، وتساهل من قداكم، فأنتم بين خيارين إما أن تقبلّوا ركبته، وتعيشوا تحت رحمته - وحاشاكم- أو تنزحون مع عوائلكم، وغرانكم، وجفرانكم وقراشكم، وفراشكم، وتدورون لكم بلاد غير البلاد، أو يفتح لكم معتقلات في الصحراء يهتان فيها كمن شنب ويوطي فيها كمن رأس!

خذوها نصيحة من مجرب، والعاقل من اتعظ بغيره، ووالله ما تستاهل لحاكم الغانمة إلا الطيب، ولا خشومكم السامية إلا كل كرامة، فلا تتخاذلوا وتتفرجوا على بعضكم البعض، وما أمسى في جارك أصبح في دارك..

وقد كانت لكم تجربة ماضية معه وحرب سابقة، حميتم داركم، ودافعتم عن محافظتكم، فحفظتم كرامتكم، وصنتم أعراضكم، وبقيتم أعزة في بيوتكم. وغيركم مشرد، أو متهان.

واليوم يا أصل العرب، ويا رجال القوة والبأس، أحزموا أمركم، ووحدوا صفكم واقبلوا ببعضكم، وخذوا من غيركم العبرة، ولا تسمعوا لنمام، أو مخذل، سيجفل عنكم ويتخلى عنكم مع أول طلقة، وعند أول صيحة.

أنتم أخوة، وعرضكم، وكرامتكم واحدة، ومن سمح بأهانة صاحبه فهو هين وسيهتان.

كونوا كما كنتم على قلب رجل واحد، وإن لم فقولوا كما قال أجدادكم

( أنا عدو بن عمي وعدو من يعاديه)

وأنصحكم بما نصح به المهلب بن أبي صفرة أولاده السبعة وهو على فراش الموت وقد أحضر لهم حزمة حطب، فلم يستطيعوا كسرها إلا عندما فرقوا عيدانها فقال لهم:

كونوا جميعاً يا بنيّ إذا اعترى

خطبٌ ولا تتفرقوا آحاداً

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً

وإذا افترقن تكسرت أفراداً

وسلامتكم، وجعل اللاش فداكم وحفظكم الله وحفظ بلادكم.

أخوكم: محمد عيضة شبيبة - صعدة