آخر الاخبار

تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات  ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة تحركات وتحضيرات للمسابقة القرآنية المركزية تجريها وزارةالأوقاف دعما لمعركة الوعي ضد مشاريع التطرف والإرهاب الحوثيون يحشدون عناصرهم وآلياتهم العسكرية تحت غطاء النكف القبلي لدعم فلسطين .. ارتفاع درجة التوتر والقلق الحوثي حزب المؤتمر بمأرب يدين استيلاء أحد النافذين لأرضية خاصة به ويتوعد بالتوجه للقضاء ''بيان'' عضو مجلس نواب يتهم أعضاء في مجلس القيادة برفض انعقاد جلسات البرلمان داخل اليمن تصريحات قطرية مبشرة بشأن موعد اتفاق وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تقرير حديث: أكثر من مليون مهاجر أفريقي عبروا إلى اليمن على الرغم من الحروب والمخاطر والصراعات قائد القيادة المركزية الأمريكية ''سنتكوم'' في مهمة عسكرية إلى مصر والسعودية

صباح الخير يا مصر
بقلم/ عبدالله الثلايا
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً
السبت 12 فبراير-شباط 2011 03:38 م

هذا الصباح يعد صباح الخير للمصريين خاصة والشعوب العربية عامة. وهو في نفس الوقت صباح "الزفت" لحكامهم وأزلامهم و..... إسرائيل وأمريكا.. إذ أنه الأيام التي قبله كانت درساً عملياً وتاريخاً سياسياً سيتم تدريسه في الجامعات والمدارس، بل وربما ستصبح بعض أيامه لاسيما 25 يناير يوماً سيُحتفى به كل عام ولفترات طويلة شأنه شأن 26 يوليو و 10 رمضان ...الخ. هو درس عن قوة الشعب الذي ظل متواريا عن مسرح القوة وصنع القرار.

لقد صنع التونسيون في الأمس ربيع تونس الخضراء في شتاء بارد... والمصريون ورغم انتصارهم لايزالون اليوم مرابطون في ميدان التحرير بمعنويات مرتفعة تعانق عنان السماء وهمم عالية. وبرباطة جاش يصرون على استنشاق نسمات الحرية والديمقراطية التي لطالما غابت عن الأجواء لمدة 30 سنة على الأقل... وغدت هذه النسمات في كل قطر عربي بتواصل وامتداد هده الاستفاقة أو بالأحرى الانتفاضة المباركة التي كسرت جدار الصمت. ليسمع صوت الحرية الذي أدى إلى تصدع جدران أروقة الأنظمة العربية المهترئة يدوي عاليا في السماء العربية.

فالشعب العربي ظهر في أسمى وأرقى صوره التي فاجأت الغرب. فهو شعب مثقف ومتحضر يرنوا إلى أسمى القيم والمبادئ وبكل وعي يتوق إلى الحياة الكريمة في مناخ زاخر بالحرية والديمقراطية وحق التعبير لا ظلم ولا قهر فيه. فالثورة اليوم لم تندلع من اجل الخبز بل من اجل الكرامة لأنفس ضاقت ذرعا من القمع والاستبداد والإقصاء بأفواه مكممة وأياد مكبلة. لذلك لم تخمد في تونس ولن تخمد الآن في مصر نار الثورة بمجرد فتات خبز تمنه الأنظمة الاستبدادية على شعوبها. هذه الأنظمة التي هرمت بأعمدة أروقتها الصدئة ونسج العنكبوت شباكه على أسقف جدرانها المشروخة. فهي أنظمة دامت حوالي25 إلى 30 سنة وبعضها تكلست على كرسي السلطة مدة 40 سنة فلم تعد قادرة على الاستجابة إلى تطلعات شعبها.

 كما أن هذه الأنظمة فقدت كل سبل التفاهم والتواصل مع مواطنيها. بحيث أصبحنا اليوم نتحدث عن أزمة ثقة يبن الطرفين لا يمكن تجاوزها ببعض التعديلات السطحية لا تغني و لا تسمن من جوع .لقد قال الشعب في تونس ومصر انه يريد إسقاط النظام. وسترفع كلمة الحق عاليا في بقية الأقطار العربية، لتدق ساعة رحيل هده الحكومات التي لم يعد لديها ما تضيفه والتي باتت في حاجة ماسة الآن لضخ دماء جديدة نقية وطاهرة تبعث الحياة فيها لترقى إلى مستوى تطلعات شعبها.

أما الخطب السياسية الرنانة على المنابر العربية المبنية بالأساس على اللغة الخشبية وطمس الحقائق ومحاولة تضليل المواطن والتي لا تعكس الوضع الفعلي على ارض الواقع فهي من قبيل الحيل لم تعد تنطلي على الشعب. أنظمة عربية عمدت إلى استغباء واستبلاه المواطن على غرار الخطابات الثلاث الأخيرة للرئيس المخلوع قبيل فراره. وساهمت بدرجة كبيرة في تأجيج نار الثورة وانقلاب المطالب الاجتماعية إلى مطالب سياسية تنادي بإسقاط الحكومة. وقد نسج الرئيس المصري على نفس المنوال في تصريحاته الأخيرة للشعب المصري فهما وجهان لعملة واحدة.

 كما أن العديد من الحكومات العربية ممن باتت تعرف بحكومات العصور الوسطى لدى بعض السياسيين لأنها لازالت تتعامل مع شعوبها في القرن الحادي والعشرين بمفهوم الرعية لا بمفهوم المواطنة، لم تعتبر من التجربة التونسية والمصرية فقدمت الدعم والمساندة للرئيس حسني مبارك إلى حد اليوم. كما ساندت الرئيس المخلوع بن علي حتى عشية التأكد من فراره سواء كان بصريح العبارة أو بالسكوت على المجازر التي ارتكبت في حق الشعب التونسي وترتكب الآن في حق الشعب المصري في تعبير ضمني عن الوقوف أمام إرادة شعب شقيق. الرئيس التونسي والرئيس المصري خلع وغيرهما لن يخلدوا في الحكم لان الشعب العربي الكريم هو الأحق في مساندته والوقوف إلى جانبه.

لقد فقدت مثل هده الحكومات مبرر بقائها بعد أن خانت قسم اليمين الذي أدته لخدمة الوطن وسلامة أراضيه فتلطخت أيدي مسؤوليها بدماء الأبرياء الأحرار والذين اقترفوا مجازر في حق الإنسانية لن تغتفر ولن تمحى من العقول وستدون على صفحات التاريخ بأحرف من دم ...دم شهداء من خيرة الشباب العربي بل من خيرة شباب العالم .