الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 إلى البرلمان وتتحدث عن خطة إنفاق
قتيلان و7 جرحى في صفوف قوات الجيش خلال تصديها لهجمات ''عدائية'' حوثية شمال وجنوب مأرب
خلال يناير.. اليمن تستقبل 4 آلاف مغترب عادوا إلى الوطن وأكثر من 15 ألفًا من الأفارقة
عاجل: اجتماع ''أخوي'' لقادة دول الخليج ومصر والأردن غدا في الرياض بدعوة من ولي العهد السعودي
دراسة تكشف خطر القيلولة الطويلة والزمن المناسب لها
لأول مرة.. السعودية تعتمد رمزاً لعملتها الوطنية ''صورة''
تسليم 4 جثامين لأسرى إسرائيليين والقسام توجه رسائل قوية بالعربية والعبرية
روسيا تعلن السيطرة على 800 كيلومتر مربع في مناطق جديدة ..تفاصيل
دولة عربية جديدة تنضم لقائمة التحريض الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
ميسي يقود فريقه للفوز.. ونيمار يستعرض مهاراته بشكل مثير
قرأت ونحن أمة أقرأ عن أحداث إنسانية متنوعة , وتغيرات مفصلية وقعت على مر تاريخ البشرية , وندبت حظي على صدور قرار خروجي لهذه الدنيا لأواجه حقبة زمنية ومكانية لم أرى فيها لأبناء جنسي وثقافتي سوى الروتين والخنوع والجمود والهزائم والأذلال والفقر والجوع.
تمنيت أن يكون لحياتي كعربي معنى , لدرجة أني فضلت كوني حصاة في العصر الكمبري , سمكة في العصر الكربوني , ديناصور في العصر الجوارسي , نسمة هواء في العصر الطباشيري , أو حتى عامل من عوامل التعرية في العصر الإيوسيني لعل ذلك يجعل من ذرات جسدي العربية شيئا ما ذو فائدة بدلاً من كوني زائد على هذه الحياة لكوني عربياً.
تخيلت لو أني من جيل أكاديمية أفلاطون وسقراط وأرسطو , تمنيت كوني من أبناء جيل الخالدين أبوبكر وعمر وعثمان وعلي , راودتني نفسي بأني من جيل العارفين الرازي والخوارزمي وابن الهيثم وابن رشد , حلمت بعضويتي في جيل الحداثيين مونتسكو وجون لوك و روسو وفولتير وكانط , رغبت في كوني فرداً في جيل الثائرين جيفارا ولينين وعبدالناصر ولوممبا.
قرأت عن تاريخ العرب لكوني عربياً فوجدته يحكي عن بطولات في مشارق الأرض ومغاربها , قرأت عن تاريخ أرض العرب فوجدتها مهبط للديانات السماوية وحضارات البشرية , قرأت عن طبيعة أرض العرب فوجدتها مخزون للثروات الطبيعة من مياة ومعادن وبترول وغاز , قرأت عن تاريخ اليمن لكوني يمنياً فوجدته يحكي عن روائع حضارات إنسانية من قتبان وسبأ الى حضرموت وأوسان وأخرها حمير , قرأت وقرأت وقرأت ... ولم أجد مبرراً واحداً يقنعني ويجيبني عن سؤالي : لماذا أخجل اليوم لكوني عربياً !؟
وجدت نفسي أخيراً مجبراً للبحث عن أجابة تقنعني , ووصلت الى نتيجة مفادها : نعم , أخجل وايأس لكونك عربياً وأخفض رأسك يا عربي , فأنت فرداً في جيل الطافرين حسني وصالح والقذافي وبن علي والبشير...الخ
رجعت الى أحلامي لعلها تعطي لعروبتي معنى , وضعت رأسي على مخدتي الغربية الصنع , وبدأت أحلم أن الفاروق عمر ينزل من السماء لنجدتنا , لعل بن الوليد يقبل علينا من بحر العرب بجيوشه ليعيد لنا كرامتنا , لعل الأيوبي يقوم من قبره ليوحدنا وينجدنا, وفجأة وأنا غارق في منامي سمعت منادي ينادي : يا عربي يا عربي آن الأوان. فصحوت وقلت : من أنت ؟ . فأجاب : عربي . فقلت له : الفاروق او الأيوبي او خالد . فقال : لا هذا ولا ذاك . فقلت : اذا أنت كابوس عربي آخر. فقال : بل ناقوس عربي , أنا من واقعكم وشارعكم وحياتكم , أنا من بيتكم وحارتكم ومسجدكم , أنا الكرامة والحرية , أنا العدالة الإنسانية , أنا جيل البوعزيزي , فألعن احلام السماء البحار والقبور , وأرفع رأسك للعالم أجمع وأعلنها مدوية ..... "عربياً أنــــا" ولا تخجل بعد اليوم , ولا تحدثني عن عواقب التغيير قبل أن تعيش حلاوته والا صنفت مجدداً من جيل الطافرين.