حضرموت بين 14 و11 للهجرة ..العاشر والسابع عشر للميلاد
بقلم/ سالم القاضي باوزير
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أشهر و 8 أيام
السبت 01 أغسطس-آب 2020 05:47 م

3/3

واما فِي الباب الثالث من الدراسة يستعرض المؤلف الاحوال السياسية والمذهبية نهاية القرن السادس وبداية السابع الهجري وفِي هذا الباب يتطرق لنهاية الحملة الأيوبية على حضرموت وهزيمتهم على يد قبيلة نهد وأحلافها، وما احدثتها من تغيرات مهمة على الخريطة السياسية الحضرمية وما تعرضت له حضرموت في القرن السابع من غزو سني آخر على يد الرسولين خلفاءالأيوبيين في اليمن ، وهنا يُبين الهدف من الحملة الرسولية بقوله :

(وكان هدفها الأساسي هو استكمال المهمة التي لم ينجح فيها الأيوبيون ألا وهي القضاء على ما تبقى من الوجود السلطوي المعتزلي في حضرموت "

وقد استطاع الرسوليون اخضاع اجزاء كبيرة من حضرموت لسلطتهم .

إلا أن المقاومة الحضرمية الأباضيةوالمعتزلية بقيت مشتعلة جذوتها طوال القرن السابع "ما ساهم في أضعاف الوجود الرسولي في حضرموت وخاصة في الوادي وان بقي قوياً في الشحر الساحلية .) . "

وفِي هذا الباب يستعرض بعضا من الشخصيات الحضرمية الأباضية تحت عنوان :" من أعلام الأباضية في القرن السابع الهجري " ليتناول الفقيه الشاعر أبو الحسن علي بن عقبة الهجراني المتوفى سنة 695هـ مركزاً في ترجمته على قصيدته الرائية شرحاً وتحليلاً لما تضمنته ابياتها من انساق ثقافية خفية واضحة الدلالة على أباضية الشاعر والتي يقول في مطلعها ::

أصبرت نفس السوء ام لم تصبري

بيني وما تهوين يوم المحشر

إني أمرء عفّ الإزار عن الخنا

لم أغش منذ نشأت باب المنكر

وكذلك لم يغفل المؤلف ما تعرض له هذا العالم والأديب من معاناة وتنكيل بسبب نشاطه السياسي والمذهبي .

وفِي الباب الرابع والأخير يستعرض مجموعة من الأحداث التاريخية منذ بداية القرن الثامن الهجري حتى العاشر الهجري ،مبتدئاً بالأوضاع المذهبية والسياسية وما تعرض له الوجود السلطوي المعتزلي في حضرموت حسب تعبيره من ضربات على يد الايوبيين السنة الأشاعرة أدت الى تقويض إمامتين معتزليتين آل راشد في تريم وآل دغار في شبام .

حيث يقول :( وفِي أواخر القرن السابع الهجري تعرض ما تبقى من ذلك الوجود الى ضربة أخرى من قبل الرسوليين أدت الى سقوط آخر امامتين معتزليتين وهما آل حبوضي في ظفار وآل إقبال في الشحر.

وبعد سقوط إمارتي آل حبوضي وآل إقبال خلت حضرموت من أي وجود سلطوي معتزلي وتركزت السلطة في يد القوى القبلية الأباضية وهي القوى التي وقفت في وجه آل رسول طوال فترة احتلالهم لحضرموت .

إلا أن الأوضاع لم تظل على ما كانت عليه ، ففي نهاية القرن الثامن ظهرت على المسرح السياسي الحضرمي قوتان جديدتان هما إمامة آل أبي دجانة في الشحر ليمتد نفوذها الى المشقاص والمهرة وإمامة آل كثير في شبام وظفار .) . وهنا يورد ما قاله المؤرخ الحداد وتأكيده على إباضية آل ابي دجانة كما قال بأباضية قبائل المهرة في ذلك العهد معقباً على ما قاله الحداد بقوله: ولَم نكن نعتبر ما قاله الحداد حجه لو لم يكن ما قاله يؤكد مسار الأحداث التي سوف ناتي عليها في هذا الباب وخاصة في علاقاتها بالدولة الكثيرية.

وهنا يكون له مع الدولة الكثيرية الطارئة على مسرح الأحداث حديثاً آخر يختلف تماماً وما تعتقده المصادر التاريخية الحضرمية والتي تقول بسنية الدولة الكثيرية من دون أن تقدم دليلاً نصياً وأحد يحدد مذهبها.

وفِي هذا الخصوص نجده يستعين بالمصادر الأدبية معتمداً على قصيدة لشاعر الدولة الكثيرية والمتحدث الرسمي بأسمها الشيخ عمر بن عبدالله بامخرمة لتسعفه بالحقيقة بعد أن اعتصمت كل المصادر الحضرمية الأخرى بالصمت ليجد ضالته المنشودة في هذه القصيدة بعد أن عرضها للنقد والتحليل ليخرج بالاستنتاج التالي::

أن القصيدة وما تضمنتها من انساق ثقافية تنتمي الى الأدب الشيعي الصريح الواضح المعالم ـ وعليه فالأقرب للحقيقة أن تكون الدولة الكثيرية زيدية المذهب.

وبعد أن أستكمل حديثه عن دولة آل جعفر الكثيري واثبات زيديتها المذهبية تطرق لدولة آل محمد بن عبدالله الكثيري الأباضية بقوله ::

"اما دولة آل محمد الكثيرية فقد تم تغييبها وطمس تاريخها وشخصيتها بشكل يكاد أن يكون كاملاً في الكتابات التاريخية الحضرمية ، متهماً الخلف بطمس وتغييب كل ما هو مخالف لمعتقدهم المذهبي وماهم عليه اليوم كما هي عادتهم في التعامل مع الموروث وبخاصة الأباضيمنه ..

وهنا نجده يوضح ويُبين لنا ما قد يُشكل علينا فهمه لوجود مذهبين مختلفين في قبيلة حضرمية واحدة كقبيلة آل كثير."

فيقول"إن المذهب الأباضي في القبيلة الكثيرية ليس مذهباً جديداً أو طارئاً بل لا بد أن يكون هو المذهب التأسيسي لهذه القبيلة شأنها شأن بقية القبائل الحضرمية والمجتمع الحضرمي منذ ثورة طالب الحق الإمام عبدالله بن يحى الكندي 129هـ . .

واذا كان هناك من هذه القبيلة من اعتنق المذهب ال

معتزليالزيديبأعتباره مذهب حضرموت التاريخي الثاني بعد الأباضي فان ذلك يعني بالضرورة أن هناك من القبيلة الكثيرية من ظل على أباضيته مذهب الأجداد تماماً مثل من ظل من هذه القبيلة على طريقة حياته البدوية والقبلية ." ...

وليؤكد ما ذهب إليه في دراسته يستشهد بأقوال كبار مؤرخي تلك الفترة التاريخية تحت عنوان عقائد أهل حضرموت في القرنين التاسع والعاشر الهجريين عند ابن خلدون والإمام السخاوي ليرصد لنا أقوالهما كلاً فيما يخص الزمن الذي عاش فيه.

فابن خلدون المتوفى سنة 808هـ يقول عن أهل حضرموت :

(ويقال ان في حضرموت نحلة الأباضية لهذا العهد) وقوله الثاني ( ان أهل حضرموت يحكمون بأحكام علي وفاطمة ويكرهون علياً لتحكيم)

وهنا يعلق بقوله "واما قوله الأول ففيه من الابانة والوضوح ما يكفي في تاييد ما دل عليه مسار الأحداث في دراستنا هذه لهذا العهد في حضرموت".

وفِي تعليقه على قوله الثاني ( يكرهون علياً للتحكيم) تأييداً لقوله الأول فما من فرقة إسلامية افترقت عن علي بسبب التحكيم وكرهته على قبوله به إلا الخوارج والأباضية .

واما قوله بأنهم يحكمون بحكم علي وفاطمة فذاك يصدق على الزيدية والأباضية أما الزيدية فلأنهم شيعة وذاك شان كل الفرق الشيعية وأما الأباضية فأنهم وأن أختلفواوأفترقوا عنه بسبب التحكيم إلا أنهم يأخذون بأحكامه . "

وفيها يستدل على ما سبق بأباضية المغرب الذي اطلع أبن خلدون على كتاباتهم والذي لا يقولون فيها بخلق القرآن وانه قديم أي أنهم يقولون بقول أهل السنة ويدعون ما ذهبوا إليه بقولهم ( إن الإجماع اثبت أن القرآن غير مخلوق) . )

ويستدلون بقول علي عندما أنكرت عليه الخوارج في التحكيم ورده عليهم بقوله :

"أنا ما حكمت مخلوقاً وإنما حكمت القرآن"

واما الإمام السخاوي المتوفى سنة 902هـ فقد جاءت شهادته في موضعين الأول قوله "اليمن يوجد في علمائه الحنفية وكثير من الزيدية وهم بصنعاء ونحوها ومن العثمانية وهم بحضرموت ..." والثاني حين عد حضرموت من البلاد "التي لا حديث يروى بها ولا عرفت بذلك" وهنا يضيف معلقاً على ما قاله السخاوي في قوله الأول " إن العثمانية التي يتحدث عنها الإمام السخاوي هي مذهب في الإمامة والحكم يرى صحة ولاية ابي بكر وعمر وعثمان وهي حين تقول بذلك لا تربطها بصلة النسب القرشي للخلفاء كما نجده لدى أهل السنة والذين يشترطون الأئمة من قريش

وكذلك الشيعة والتي تشترط في الإمام أن يكون هاشميا .

وهنا يذكر المؤلف المذاهب والفرق العقائدية التي تنتمي الى العثمانية ويذكر منها: المعتزلة والأباضية وفرقة ( المطرفية) وهي من الفرق الزيدية التي لا تشترط حصر الإمامة في أبناء علي وفاطمة كما هو حال بقية الفرق الزيدية الأخرى من جارودية وهادوية

وفِي هذا الباب من الدراسة يخصص المؤلف مساحة كافية ليتناول فيها السلطان بدر بن عبدالله الكثيري (ابو طويرق)902هـ977هـ ومشروعه الانقلابي السلطوي السني الاعتقاد ومحاربته للكيانات الأباضيةو المعتزليةالحضرمية واستعانته بالقوى الخارجية طوال صراعاته والتي استمرت قرابة خمسين عام من عمره .

وقد تناول في الفصل الثاني من الباب الحياة الفكرية والأدبية في القرن العاشر تحدث فيها عن أهم ثلاث شخصيات في ذلك القرن ، و هم الأئمة :

بحرق-بامخرمة– باجمال وقد استعرض سيرهم بشي من النقد والتحليل وما تعرض له تراثهم من تشويه على يد الخلف وبعد أن انهى حديثه عن الإمامين بحرق و بامخرمة نجده يقول أثناء ترجمته للإمام باجمال" لقد تبين لنا انهما كانا على مذهب الاعتزال ولَم تكن معرفة حقيقة مذهبهما سهلة المنال ميسورة بعد أن عبثت ايادي الأخلاف بحقيقته وجاهدت كثيراً لطمسه ليتناسب مع مذهبهم اليوم وبعد أن أدعت تلك الأيادي انهما من أعلام التصوف وادخلت على ترأثهما الكم الكثير من الافكار والآراء التي تؤكد ما يقوله الخلف غير أن الحقيقة التاريخية كما يقول علماء التاريخ يخدمها أعداؤها أكثر من أصدقائها "

واما في الفصل الثالث و الأخير من الباب الرابع تناول المؤلف الزهد المعتزلي- الأباضي في حضرموت في العصر الوسيط ومدرسة الزهد الحضرمية المعاصرة ،ليعطي لنا صورة واضحة عن مدرسة الزهد الحضرمية والسلوك الأخلاقي الذي ساد في تلك الفترة إذ يقول: "أن تصوف حضرموت إنما هو تصوف سلوكي خال من الجانب النظري في التصوف ولا يكون الجانب النظري في التصوف ( أي نظري) إلا فلسفياً وهذا النوع من التصوف هو الزهد بعينه أي ان الزهد هو جانب سلوكي خال من الفكر والتجريد النظري"وهنا نجده يربط ما بين الزهد الحضرمي (الأباضي-المعتزليوما نحن عليه اليوم ليقول: "لا نستطيع أن نفسر ظاهرة بقاء الزهد الحضرمي على صورته النقية الخالية من أي تصوف الى اليوم إلا إذا كان لحضرموت مسارها التاريخي الخاص بها وهو الأمر الذي جعل لمسيرة الزهد فيها مساره الخاص بها أيضاً، وتأتي تلك الخصوصية من طول عمر مذهبي الأباضية والاعتزال في حضرموت الذي أمتد الى ما بعد القرن العاشر على الأقل".

وهنا يشير الى تاثير الفكر المذهبي وما رافقه من زهد طوال

فترة وجوده بقوله: لقد أمتد تأثيره المباشر ليشمل المجتمع الحضرمي كله بما في ذلك البوادي حيث قام بأسلمة العرف القبلي الحضرمي واستطاع تحويل العيب القبلي الى حرام ديني.

وفِي هذا الفصل تطرق لموقف أهل حضرموت من مسألة الحقيقة الصوفية في القرن العاشر الهجري ذلك القرن الذي دارت خلاله معارك السلطان بدر أبي طويرق والتي خاضها طوال خمسة عقود من حياته محاولاً فيها فرض سلطته الزمنية والدينية -الأشعرية الصوفية- على كل حضرموت وهذا ما لم يستطعه على الأقل فترة حياته.

وكما أوضحت الدراسة أن الأوضاع العقائدية في حضرموت كانت الى القرن العاشر الهجري تنتمي الى مدرسة أهل البيان من معتزلة واباضية ولَم يكن حينها للأشاعرة المتصوفة تصوف من أهل العرفان وجود يذكر في تلك الفترة

وإن من كانوا يعدونهم متصوفة في تلك الفترة ما هم إلا مجموعة من الزهاد والعبّاد

وليس لهم إي علاقة بالتصوف الفلسفي .

وفي هذا الخصوص يقول الأستاذ مفلح :

"إن الأقرب لدينا في هذه الحالة إنه في القرن العاشر الهجري كان البعض من معتزلة الحضارمة، قد حدث لديهم تداخل واستيعاب مقصود لمصطلحات التصوف مع السلوك الزهدي العبادي المعتزلي الأصيل، كان من نتيجته ذلك التداخل أن ظهر وانعكس في شكل تعريفات بيانية للمصطلحات الصوفية، ولعل هذا يفسر الحالة الحضرمية من التصوف التي تعتمد الجانب السلوكي منه، دون الجانب التجريدي الفلسفي"

وهنا يورد مقولة للإمام عبدالله علوي الحداد تبين الموقف الحذر لدى مدرسة الزهد الحضرمية المتأخرة في تأويل النصوص يقول فيها:(والقرآن على ظاهره، وليس لنا أن نزيله عن ظاهره إلا بحجة وإلا فهو على ظاهره)

وهذا ما يؤكد عليه المؤلف في دراسته باننا في حضرموت أمام حالة خاصة وفريدة من نوعها ألا وهي بقاء الزهد الإسلامي فيها على نقاوته الخاصة من أية مؤثرات فكرية ونظرية فلسفية صوفية ...

وأثناء حديثه عن الشيخ ابي بكر بن عبدالله العيدروس (العدني) المتوفى في عدن سنة 914هـ ، أورد له مقولته في بيان الشريعة والحقيقة يقول فيها ::

((وعلى الجملة أن الشريعة اتباعك أوامره وهي الإسلام وأن الحقيقة هي إقامتك بأمره كأنك تراه وكأنه يراك وهو مقام الإحسان))

وعلى تعريف الشيخ العيدروس للشريعة والحقيقة يقول المؤلف "رحم الله الشيخ العيدروس فانه بتعريفه ذاك للشريعة والحقيقة قد أعفانا من أي جهد نظري أوعقلي للمقارنة أو التحليل لكشف مكنونه المعرفي فقد أورد نصاً بيانياً خالصاً من أي تفسير أو تأويل صوفي "

ويعتبر الشيخ العدني من مشاهير أئمة التصوف في حضرموت ويأتي قوله في مسألة الشريعة والحقيقة مخالفاً لما يقول به المتصوفة من أهل العرفان ويتفق ومايقول به أهل البيان أي الاباضية و المعتزلة ، وفِي هذا يقول المؤلف: "ان الإمام العدني كفانا مؤنة مزيد من الحديث حول أية علاقة له وأسلافه من العلويين الحضارمة وبقية علماء حضرموت بالتصوف على طريقة أبن عربي حتى القرن العاشر الهجري ."

وهنا نجده يستشهد بمجموعة اقوال للشيخ العدني تتوافق وما يعتقده المعتزلة والأباضية ومنها: تفسيره لقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى :)

حيث يقول ليس هو استواء وقوع وحلول بل هو استواء ملك وحكم ) و هذا هو قول الأباضية و المعتزلة.

وكذلك في قوله ( يسمع بلا اصمخة وآذان ويرى من غير أحداق وأجفان ) يضيف معلقاً "ان الإمام العدني أن لم ينف بذلك ( الجوارح) عن الذات الإلهية، فانه ينف ( الوجه) على الأقل وهذا هو قول المعتزلة والزيدية والأباضية خلافاً للاشاعرة الذين يثبتون كل ذلك ولا يتأولونه كما هو الحال عند الفرق الثلاث المذكورة ."

اضافة الى ماسبق ، وتحت عنوان الإمام العدني والسياسة ، يورد المؤلف قصيدة للإمام العدني يرد بها على قصيدة بعث بها الشيخ عمر بامخرمة الى الأمير الزيدي محمد حسين البهال ينعى فيها سقوط صنعاء في يد الطاهريين السنة الاشاعرة ويحرضه على استعادتها منهم، وعند سماع العدني بقصيدة با مخرمة رد عليه بقصيدة يقول في مطلعها :

يا كاذباً فيما تقل قد زلزلت

الأرض مما قلته زلزالها

يقول الأستاذ مفلح : و إذا كان الإمام العدني ومن قصيدته تلك إنما كان يمارس السياسة والمذهبية في انصع صورها وتجلياتها ويسبح في عالم السياسة والرئاسة وتياراتها المتصارعة المتهالكة على الملك والسلطان ،

مضيفاً واذا كان كل ذلك هو أبعد ما يكون عن عمل أهل التصوف أو فكرهم وإذا كان عهد القصيدة سنة 910 هـ أي قبل وفاته بأربع سنوات فقط لا غير، فأنه يحق لنا أن نتساءل ::

متى طرح الإمام العدني عن كاهله كل ذلك العبء الدنيوي الثقيل ليقبل على التصوف ان كان قد تصوف حقا؟...

والى هنا نكتفي بما قمنا باستعراضه من خلال قراءتنا المتواضعة لكتاب( حضرموت بين القرنين ... ) للأستاذ والمفكر سالم فرج مفلح والتي من خلالها تعرفنا على الاوضاع السياسية والمذهبية في تلك الفترة من تاريخ حضرموت الوسيط وما بينه لنا من خلال هذه الدراسة وأثبته بالدليل القاطع إن حضرموت حتى نهاية القرن العاشر الهجري لم تكن تعرف المذهب السني بل

كانت ما بين الأباضية والاعتزال.

وفِي الختام أرجو أن أكون قد وفقت في استعراضي لهذه الدراسة القيمة والتي تعتبر أول دراسة علمية يقدمها الأستاذ مفلح عن تاريخ حضرموت السياسي والمذهبي.