رئيس هيئة الأركان: المدعو عبدالملك الحوثي هو المتسبب في كل المآسي والدمار الذي لحق باليمن .. عاجل توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب
منذ أسبوع والباص متوقف , وحالي عدم , فالبترول معدوم كما تعلمون , والحالة لا تسر ,والمصاريف في تناقص , والديون في تزايد , وزوجتي لا تكف عن التذمر والتشكي من حظها النحس , وتندب عيشتها معي , ولا تتعب من كثرة تعييري بما لدى أزواج أخواتها , وإنني لست مثل الآخرين , وأنني لو كنت "مفحوس" أنني في ميدان التحرير بين الرجال الصدق !!..
وصباح اليوم سمعت جاري يتحدث عن حارة يباع فيها البترول بأضعاف ثمنه , محذرا من وجود عصابة قريش المشهورة بعنفها وخطورتها , تسيطر على الحارة لدرجه أنها فرضت اسمها على الحارة .
هذه المخاطر أفزعتني وتمنيت على إثرها لو بحوزتي آلة الزمن لتعيدني إلى زمن ما قبل الثورة الصناعية , حيث لا احتاج إلى بترول او باص , ولا وجود للمرور والفرزة , ولا علي صالح وعياله ولا حوثي ولا حراك ولا زوجتي أيضا.
ولكن ماذا اعمل ! أنا مضطر للمخاطرة لأجل لقمة العيش , شغلت الباص بما تبقى من بنزين , ودسست عشرة ألف ريال في جيبي , واتجهت نحو حارة قريش , ودعوات أبنائي خلفي تشجعني " لاحظوا أنانيتهم في التضحية بي " .
المهم استغرق الوصول إليها نصف ساعة فقط, وكان الوقت في الظهيرة , ومن أول شخص سألته دلني على الحارة فقد أصبحت مشهورة في المنطقة , وقابلني عند مدخل الحارة آمراه عجوز جالسه على رصيف الشارع وهي تصيح : أربعه .. أربعه.. أربعه.. وبدأت تنظر إلي بعين ملؤها الشفقة .. لم افهم الأمر وقتها , ودخلت الحارة وهي شبه فارغة , والمنظر يدعو للارتياب والذعر .. حتى إنني فكرت في العودة , الهدوء مسيطر على المكان , ولا وجود لأي حركه .. إلا من دكان صغير على بابه دبه بترول صغيرة , فاستنتجت فورا – يا لبداهتي - أنها علامة داله على بيع البترول ,أوقفت الباص جانبا ,ونزلت باتجاه الدكان , وبسؤال واحد لصاحبه وجدت البترول ذا السعر الغالي "إنها مستلزمات السوق السوداء", وبمفاوضه صغيرة , قبلت السعر على مضض, فالدبة ناقصة ,والبترول لونه غير معتاد , واشتريت الدبة وفقا للمثل اليمني " ولد البلاء ولا عدمه ".
هرولت نحو الباص, وبمجرد اقترابي منه ظهر فجاءه أربعة رجال أعفاط وبأيديهم "صمل" ذكرني بمسئول الفرزة ,الشرر يتطاير من عيونهم ,تعلوهم ابتسامه صفراء تنبئ عن وقوع فريسة في شباكهم :
- وصاح كبيرهم "أسميته فيما بعد بأبوجهل" : أين عد تسير ؟
- أجبته بثقة مصطنعه: أرح لي .
- رد ابو جهل وبصوت عال : اطرح الدبة .
- رفضت برحممه : هذه دبتي " عاد أنا " اشتريتها " ذالحين " .
- صرخ احدهم : صورته جلده بيحكه ..
- وقبل أن اعلق بأي كلمه .. ارتفعت "الصمل" إلى السماء في الأعالي , ثم رئيت ظلها وهي تهوي على راسي وأنحاء جسدي , ودارت بي الأرض , ورئيت النجوم في عز الظهر, واصم الو شيش أذني, وتولدت لدي رغبه جامحة في النوم , وقبل أن اغرق فيه , لمحت لوحة إعلانية كبيرة مرفوعة في الشارع , تزينها صورة الرئيس..مكتوب تحتها: "هنيئا لشعبا انت قائدها ", ولا ادري كيف علقت هذه الصورة في ذاكرتي , وأنا أغادر دنيانا باتجاه دنيا اللاوعي .. حيث وجدت صورة زوجتي إمامي وهي تتحسر من عيشتها معي
أفقت من غيبوبتي - لا ادري كم استغرقت – بنفسيه مهزومة ,وبجسم تزينه الوحنات , وجيب فارغ إلا من كشف الديون والمصاريف المطلوبة, وفوق ذلك بدون بترول, ولكن بقدر معقول من المعنويات , فمازال الباص واقفا في مكانه , لملمت أشلائي وقررت المغادرة وبسرعة خشيت ظهور أبو جهل أخر فينتزع مني الباص ايضا , وقبل أن أصل ناصية الشارع, ألقيت نظرة وداع للحارة , فشاهدت تلك المرأة العجوز الواقفة على الرصيف وهي تصيح : خمسه .. خمسة .. خمسة.. فأدركت على الفور أنني كنت الضحية الخامسة في ذلك اليوم ولاشك ..