آخر الاخبار

نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي

ياسين : الأزمة تجاوزت قدرات المعارضة
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و يومين
الأحد 24 مايو 2009 08:31 ص

قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان إن المشهد السياسي اليمني بدون ملامح محددة لكن يغلب ع ليه التطرف.

وقال ياسين في حديث لصحيفة العرب القطرية في نسختها الصادرة يوم الجمعة إن مشاهد برزت إلى السطح "جعلت العمل السياسي الديمقراطي أشبه ما يكون مؤجلاً في اللحظة الراهنة". وعزا ذلك إلى أن تراكمات أخطاء مارستها السلطة منذ حرب 1994 " قد ولدت مفاهيم تتناقض موضوعياً مع الحديث عن النظام الديمقراطي".

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسل "العرب" في صنعاء وهيب النصاري:

- في ظل تطورات الأحداث في الجنوب وتوترات في الشمال بصعدة .. كيف تنظر للمشهد السياسي اليمني في الوقت الراهن؟

أستطيع أقول في الوقت الحاضر أن المشهد السياسي بدون ملامح محدده، لكن يغلب عليه بدرجة رئيسية التطرف بمعنى أنه يتحرك خارج السياق السياسي المتعارف عليه خاصة وقد برزت إلى السطح مشاهد جعلت العمل السياسي الديمقراطي أشبه ما يكون مؤجلاً في اللحظة الراهنة، والسبب في ذلك هو أن تراكمات أخطاء مارستها السلطة منذ حرب 1994م وحتى اليوم قد ولدت مفاهيم تتناقض موضوعياً مع الحديث عن النظام الديمقراطي،حيث يلاحظ على سبيل المثال الحروب في صعدة اتجاه السلطة دائماً إلى التعاطي مع الظواهر المختلفة في المجتمع بقوة كما يحدث حالياً في الجنوب،وهذا كون تراكمات لمشهد سياسي خارج سياق المشروع الديمقراطي، وهنا تكمن الخطورة والتناقض بين الحديث عن الخيار الديمقراطي وما يتكون في الحياة السياسية والمجتمع بشكل عام من ظواهر لا توحي بأن هذا الخيار قد استقر كمشروع نهائي.

- لوحظ غياب المعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك عما يدور في اليمن وانفردت للسلطة بالساحة من جهة والاتجاه الانفصالي في الحراك الجنوبي من جهة.. أين المعارضة ؟

المعارضة ليست غائبة. جزء كبير منها في أحزاب اللقاء المشترك حاضره في الفعل السياسي ولديها مشروع وهي تعمل وفقاً لهذا المشروع في ظل صعوبات بسبب طبيعة المشهد السياسي الذي أخذ فيه المشروع الديمقراطي يتآكل والصعوبة تأتي منه،أما أحداث الجنوب أعتقد أن الحراك السلمي قد ولد حالة جديدة تعبر عن الانتقال بالعمل السلمي الديمقراطي إلى مرحلة جديدة ،هذه المرحلة كان بالإمكان أن تنتقل بالمشهد السياسي على صعيد اليمن بشكل عام إلى الأفضل ومع ذلك يمكن القول ان محاولة تصوير أن ما يجري في الجنوب بأنه عمل انفصالي هو من قبيل الاستنجاد دائماً بموضوع الوحدة من قبل السلطة لضرب أي احتجاجات سلمية، ما يجري في الجنوب ليس دعوة انفصالية كما يطرح البعض ولكنه بالأساس احتجاج عل ضرب الوحدة وإحلال خيار آخر غير خيار الوحدة السليمة،وبالتالي علينا أن نقرأ المشهد من هذه الزوايا بما يدور في الجنوب بشكل عام.

إذا المعارضة سواء في المشترك أو الحراك السلمي الجنوبي أو غيرها ما لم تتفتح على مشروع تغييري حقيقي فإنه ستتم تجزئتها باستخدام مثل هذه التعبيرات،التي تستخدمها السلطة كتعبير الانفصال مثلاً التعبير وغيرها من المختلف.

- عفواً دكتور..أسباب سيطرت الاتجاهين (السلطة والحراك) في الساحة اليمنية؟

أعتقد أنه عند البحث في هذا الموضوع علينا البحث بحذر شديد، ونتتبع بنفس الوقت كيف أن التطرف الذي أنتجته السلطة قد أنتج أيضاً تطرفاً في مكان آخر ولذا يجب البحث في جذور المشكلة وليس في الظواهر التي نشأت عنها.

- التطورات الأخيرة في البلد استدعت تعبير الخارج عن مخاوفه خاصة دول الخليج وأمريكا ، ما هي الأسباب الخفية خاصة وأن ما حدث في الجنوب احتجاجات ضد استحداث نقاط عسكرية ولم تصل إلى مستوى مواجهات مسلحة كما حدث في صعدة؟

السبب الرئيسي أن السلطة استطاعت أن تصور المشكلة على أنها مشكلة مخاطر تتعرض لها الوحدة اليمنية وتحت هذا العنوان الكبير اختفت المشكلة والأزمة الحقيقية، اختفت أزمة الظلم في الجنوب،و الأزمة السياسية والاقتصادية على صعيد اليمن، اختفت أزمة صعدة، المشكلة في تقديري اليوم ليس بهذا العنوان الذي تستنجد به السلطة لتبحث عن دعم خارجي وتؤلب القلوب بأن الوحدة في خطر، بل المشكلة تكمن في تجاهل السلطة إجراء إصلاحات جذرية فعلية حقيقة تجنب هذا البلد الأزمات المستمرة، الجميع يتحدث عن يمن مستقر موحد ديمقراطي. وهناك من أشار إلى أن الوحدة الحقيقة تكمن في العدالة، والشراكة السياسية لكل المواطنين في اليمن، وبالتالي الحديث عن الوحدة جعلها لم تغفل المشكلة الحقيقة التي أدت إلى هذا الوضع أو هذه الأزمات،و طرح أن الوحدة دائماً في خطر والترويج لذلك في مواجهة أي أصوات تدعوا إلى التغيير والإصلاح وتدعوا لمغادرة الأزمة هذا يضر بالوحدة أكثر من حمايتها، لذلك علينا أن ننطلق من جذور المشكلة الحقيقية ونبحث عن مخارج وحلول للأزمات التي تعاني منها اليمن.

- أين أحزاب المشترك المعارض من الأزمات التي تعاني منها البلد ورؤيتها للحلول؟

أحزاب المشترك موجود ة كمعارضة سياسية خلال الفترة الماضية لم يكن المشترك غائب بل كان حاضر بفعالية وإن بدأت أصوات التطرف التي أنتجتها السلطة قد سيطرت على المشهد السياسي لكن لا أعتقد أن المشروع الوطني الذي يضعه المشترك قد غاب عن الوعي السياسي كأحد المخارج الرئيسية لمواجهة أزمات هذا البلد، نحن الآن بصدد عقد اللقاء التشاوري الأول الذي سيضم الكثير من الأحزاب السياسية والقوى الاجتماعية والتكوينات الشعبية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني بهدف الدعوة إلى حوار وطني شامل وسنضع أمام هذا اللقاء جملة من القضايا التي نعتقد أنها ضرورية للحوارات الوطنية وشاملة للخروج من المأزق الذي نحن فيها.

- علمنا أن اللقاء التشاوري الذي يعقد قبل ذكرى الوحدة اليمنية سيناقش الحلول والأزمة التي تمر بها البلد ، هل يعني أن المعارضة لم تدرك ما هي الأزمة والحلول حتى اللحظة؟

المشكلة ليست أن المعارضة تدرك أو لا تدرك بل المشكلة هي كيف يمكن أن يلتقي أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والقوى المختلفة حول أولاً تشخيص طبيعة الأزمة، وثانياً كيفية الخروج من الأزمة، ونعتقد أن الأزمة في الوقت الحاضر تجاوزت قدرات المعارضة بصيغتها الحالية والسلطة أيضاً ولا زال هناك في واقع الحياة قوى موجودة ومتفاعلة مع هذا الوضع على أن تكون حاضرة لتشخيص الأزمة و البحث عن الحلول ولذلك حتى تتسع دائرة الحلول لكل القوى الحية في المجتمع.

- بعد الاتفاق على تأجيل الانتخابات مع الحزب الحاكم لوحظ استرخاء المعارضة... والرئيس صالح دعا المعارضة مؤخراً للحوار، ما هو الوضع الحالي مع الحزب الحاكم وما هي الضمانات لنجاحه؟

أولاً التأجيل لم يكن دعوة للاسترخاء، بل كان من وجهة نظرا لمعارضة الدعوة إلى حشد أكبر عدد مكن من القوى السياسية والاجتماعية للبحث في المشكلة واستطعنا خلال الفترة الماضية أن نحقق هذا الحشد ولم نسترخي، ولكن كان عملنا هو التشاور مع عدد كبير من القوى الاجتماعية والسياسية والجهات المختلفة وطبيعة العمل ربما كانت أعطت انطباع أن هناك استرخاء نحن الآن على وشك عقد اللقاء التشاوري.

وفيما يخص الحوار مع الحاكم حقيقة كانت المشاورات مستمرة مع الرئيس علي عبدالله صالح أو المؤتمر الشعبي العام وآخرين حول كيفية البدء بالحوار وفقاً للاتفاق،و لم تكن هناك حوارات بل مشاورات حول كيفية الحوار وما هي القضايا التي يمكن أن يبدأ الحوار حولها ثم بعد ذلك اتفقنا على أن الحديث عن الحوار يجب أن يسبقه أولاً تشخيص الأزمة وإذا اتفقنا على تشخيص محدد لهذه الأزمة بمشاركة كافة القوى السياسية الأخرى يصبح البحث عن الحل ممكن أما إذا بقي اختلاف جذري أو كبير بين الأطراف المختلفة حول طبيعة الأزمة يصبح الحوار صعب، ولذلك الفترة الماضية كان فيها مشاورات مكثفة حول كيفية البدء بحوارات تقودنا إلى نجاحات مطلوبة لأن أي أخفاقات في الحوار بالمرحلة القادمة ستكون مضرة ضرراً بالغاً للحياة السياسية.

- البعض يطرح ضرورة وجود طرف ثالث خارجي لإنجاح الحوار بين المعارضة والحزب الحاكم؟ خاصة وقد تعثرت الحوارات أكثر من مرة بين طرفي الحياة السياسية؟

تجربة الحوارات في اليمن مريرة لأنها غالباً كانت تنتهي بتسويات جزئية ولم تسمح موازين القوى بالذهاب إلى ما هو أبعد من التسوية قلب المشكلة،و لم نبحث في اللقاء من عدمه، لكننا ما زلنا مستغرقين في اللحظة الراهنة في قضية أهم وهي البحث في جوهر المشكلة، و لدينا في المعارضة ممثلة بالمشترك رؤية تكاد تكون جاهزة حول ما هي الحلول لوضع اليمن على طريق الاستقرار، بعد ذلك كيف يمكن الخروج بهذه الحوارات أو الاتفاقات وهو موضوع سابق لأوانه.

- الخروج من الأزمة تحت سقف الوحدة هل أصبح ممكناً في ظل الظروف الراهنة وتداعيات داخلية وتخوف علي المستوى الإقليمي تحديداً الرياض وواشنطن من اضطرابات قد تشهدها اليمن؟

لا أدري لماذا دائماً تقحم الوحدة بهذه الطريقة، نحن نتحدث الآن عن أزمة وطنية خانقة لها مظاهرها المختلفة وأحداث الجنوب قضية لا بد التوقف أمامها بمسؤولية كما عبر المشترك الذي اعتبرها بوابة الحل، بدون حلها لا يمكن الحديث عن حل الأزمة اليمنية، وهناك مشكلة أخرى في صعدة ومشاكل اجتماعية اقتصادية العديد من المشاكل التي تواجهها البلد، يجب البحث بشكل جاد دون أن نضع الوحدة كشماعة، إذا لم يجري البحث الجاد في هذه القضايا بمسئولية، أعتقد أنه لا يستطيع أحد أن يضع سقف للخروج من الأزمة في اليمن.

- تحدث مستشار الرئيس محمد سالم باسندوه عن فشل الوحدة الاندماجية وطرح مشروعين هما الحكم المحلي الكامل أو الفيدرالية ،كيف تنظرون في المعارضة لذلك المشروعين؟

أتفق مع الأستاذ باسندوه أن الوحدة الاندماجية فشلت بل أذهب إلى القول أننا أمام ثلاث تجارب الأولى تجربة التمزق التي عشناها عندما كان اليمن مجزأ، وهذه التجربة لم تحقق النهوض الحقيقي سواء الاقتصادي أو الاجتماعي وعاشت اليمن في ظل حروب وعدم استقرار و مؤامرات على الرغم أن هذه المرحلة أنتجت مشروعا وحدويا ،و ثم انتقلنا إلى الوحدة الاندماجية من عام 1990م حتى عام 1994م والتي انتهت بالحرب، وبعد الحرب دخلنا مرحلة الوحدة بالقوة، والتي أنتجت هذا الوضع الانقسامي الحاصل الآن، وهو أخطر من الانفصال.

إذا كل هذه التجارب التي عشناها من الناحية العملية فشلت، السؤال هو هل جربنا كل الممكنات حتى نستطيع الخروج من الأزمات؟،أعتقد لا زال أمامنا بحث لتسوية تاريخية وطنية والأستاذ باسندوه طرح مقترحا يستحق الحوار والنقاش وتوجد آراء أخرى مطروحة على قاعدة تأخذ كل هذه التجارب التي عشناها بعين الاعتبار ،وعلى الجميع اليوم أن يبحثوا عن تسوية تاريخية وطنية جديدة.

- بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة حذرت من ظهور مشروعات صغيرة،ما هي هذه المشاريع وهل ظهرت؟

خطورة الأمر أن المشروع الوطني الذي يضع اليمنيين أمام مستقبل مفتوح وخيارات أجمل نقيضه المشروعات الصغيرة، لكن هذه المشاريع ليست المشكلة فيمن يحملها لكن من ينتجها، ومن أنتجها اليوم هو هذا النظام الذي لم يستطع أن يتعامل مع مشروع وطني واحد، ولذلك من مصلحة هذه الأنظمة المستبدة سواء في اليمن أو في الوطن العربي،و أن تدفع خيارات الناس إلى مثل هذه المشاريع لأنها تستطيع التعامل معها وبعضها مشاريع العودة ما قبل الدولة، تلك المشاريع التقليدية ما قبل الدولة والتي تجعل الناس مؤطرين طائفياً أو جهوياً خارج إطار الدولة الوطنية، ولذلك تكمن المشكلة الرئيسية في عدم قدرة هذه الأنظمة على أن تحمل مشروعا وطنيا أو تقبل بالتعامل مع مشروع وطني لأنها لا تستطيع أن تتعامل إلا مع هذه المشاريع التي تتبادل معها الخيارات والمواقف.

- نفت السلطة والأطراف الرئيسية في معارضة الخارج وجود حوار برعاية خارجية هل انتم على اطلاع بهذا؟

ليس لدينا اطلاع على هذا الموضوع ..

- يقال أن تحركات للرئيس اليمني السابق على ناصر محمد وعبدالرحمن الجفري وآخرين في القاهرة للقاء مع عناصر من السلطة؟

لا يوجد لدي معلومات عن هذا الموضوع.

- الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي علي سالم البيض أنتقل من عمان إلى لندن ويقال أنه في سويسرا، هل يوجد اتصال معه وآخرين من معارضة الخارج بقيادات في الحزب ؟

لدينا اتصالات أخوية مع كل أخوتنا الموجودين في الخارج،و قرارات الحزب وسياسته يتخذها المكتب السياسي والأمانة العامة وهم أعضاء في اللجنة المركزية.

- ظهر قيادي من تنظيم القاعدة «الوحيشي « مؤخراً متضامنا مع الحراك في جنوب اليمن ويهدد أنه سوف ينتقم من السلطة جراء ما ترتكبه ضدهم، ما تفسيرك لظهوره في هذه الظروف ؟

أعتقد إذا استطعت الالتقاء بالوحيشي سيفسر لك أكثر في ظل هذا الوضع

- معذرة دكتور.. لماذا ظهر الآن؟

أعتقد أن كل القوى المتواجدة سواء سياسية أو فكرية أي قوى ستدلي بدلوها بالوضع وهذا لا يعني تماماً أن نحمل الحراك في الجنوب مسئولية ما يقول مثل هذا التنظيم وعناصرهم.

- ظهر احتقان الشارع في جنوب اليمن ضد كل ما هو شمالي، ما هو السبب؟

هذا ناتج عن أن الوحدة بالقوة التي أنتجت هذا الانقسام وخلقت هذه الثقافة الرديئة، والتي تعد أخطر من الانفصال، وقد نبهنا لحدوث مثل هذا عندما بدأت بعض الأصوات في مرحلة مبكرة تتحدث بهذا الشكل وتبحث عن حل للمشكلة بالتوجه نحو إنتاج هذه الثقافة، ولكن قيل حينها لنترك الحزب الاشتراكي يعالج مشاكله الداخلية وحده،ونبهنا بأن هذه ليست مشكلة الحزب الاشتراكي وحده، ولكنها نتاج ثقافة رديئة يجري تسريبها من خارج المشروع الوطني بهدف استغلال الظرف القهري الذي يعيشه الناس وبسبب آثار حرب صيف 1994م، والآن تسربت هذه الثقافة من خارج هذا المشروع بشكل كامل، ورعايتها للأسف بسبب الممارسات التي تمارسها السلطة في الجنوب، وتقديم النموذج السيئ الذي تقديم الوحدة بصورة سيئة.

- بعد 19 عاماً من قيام الوحدة اليمنية ماذا تبقى منها في ظل ظهور مشاريع غير وطنية؟

أقول ان حرب صيف 94م ضربت الوحدة في الأساس، علينا أن نبحث ونتتبع ما أصاب الوحدة من انتكاسة منذ حرب 94م، ولذلك لا نتحدث اليوم ما بقى من الوحدة، بل عن هل يستطيع اليمنيون الآن وبعد كل هذا أن ينتجوا تسوية تاريخية جديدة تقوم على قاعدة التغيير والشراكة الوطنية ،وعلينا أن نقف أمام محطة هامة في اللحظة الراهنة منطلقين من التجارب التي عشناها.

- أنت قيادي في المعارضة ترى ما هو مطلوب من السلطة لإخراج البلد من الأزمة؟

0 لا نطلب من السلطة لأن السلطة لم تعد قادرة على القيام بأي خطوة جادة في هذا المسار فهي مجمع مصالح محددة مغلقة غير قادرة الانفتاح على المصلحة الوطنية ، وأي سلطة تنغلق على نفسها بهذا القدر لا تستطيع أن تنتج حلولاً وطنية، وبالتالي لا بد أن يشترك الجميع بإيجاد الحلول.

- ما تتعرض له الصحافة اليمن، هل حفاظاً على الوحدة الوطنية كما تبرر السلطة؟

هذا واحد من النماذج التي تجعلنا نؤكد أن انغلاق السلطة على مصالح محدودة لا يمكنها أن ترى مصالح المجتمع بصورة الحريات العامة وبصورة حرية الصحافة والمزيد من العمل الديمقراطي لمعالجة المشاكل التي تنتشر في كل أجزاء هذا البلد،والصورة التي تنظر أن حل أحداث الجنوب هو مزيد من العسكرة و نشر القوات المسلحة هذا الوضع يدعوا إلى مزيد من التفكير..

- إذا استمرت السلطة في انغلاقها وعدم إشراك القوى السياسية الأخر لحل المشاكل، ماذا سيحل بالبلاد؟

نحن أمام محطة ومفترق طريقين أما الاستمرار في هذا الوضع، وهو طريق كإرثي أو أن نزكي الحل الوطني لحوارات حقيقية جادة غير مراوغة تبحث في جوهر المشكلة واليمنيين لازالوا قادرين على إيجاد الحل المناسب للأزمات،و أمامنا هذان الطريقين في الوقت الراهن.

- هل يعني أن الخارج استشعر خطورة أن تصل اليمن إلى الطريق الأول قبل السلطة خاصة من قبل الرياض وواشنطن؟

اليمن جزء من المحيط الإقليمي ما يصيبه لا بد أن يثير الهلع والخوف لدى المحيط الإقليمي،وعلى اليمن أن يتقبل كل النصائح التي تأتي من الخارج أو الداخل، ونحن في المعارضة رحبنا بكل الدعوات التي جاءت سواء من الدول الإقليمية أمريكا أو الاتحاد الأوروبي فيما يخص البحث عن معالجات جذرية للأوضاع الداخلية اليمنية، إن هذه التصريحات كلها تشير الى أن ما يدور في اليمن هو شأن داخلي، وعلى اليمنيين أن يعالجوا أوضاعهم الداخلية دون تدخل خارجي، لكن علينا أن نفهم أن ما يمكن أن يحدث في اليمن كما رأى البعض قد يصبح معقد إلى درجة يثير مخاوف الآخرين، ويمكن أن ينتقل إلى أي بلد آخر، وأعتقد أن مثل هذا التداعي الذي لمسناه خلال الفترة الماضية يدل على مكانة اليمن سوى من حيث الموقع الجغرافي أو السياسي وهو من شأنه أن يجعل اليمن تحت المجهر بحيث لا يسمح للأوضاع فيه أن تتدهور إلى المستوى الذي ينتج مشكلات إقليمية خطيرة أو مشكلات تؤثر على الأمن الدولي.