الرئيس هادي يَستَعين بأركان المخلوع ويَتخلى عن التغيير!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 25 يوماً
الثلاثاء 15 يوليو-تموز 2014 02:43 م

في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب اليمني من الرئيس هادي احترام تعهداته بالإلتزام بالتغيير لأنه يؤمن به ،وكذا تعهده من أنه سيحققه على أرض الواقع، ومن أنه سيُمكن الشباب من قيادة دولتهم الجديدة القائمة على الشفافية والوضوح والحكم الرشيد..والذي أكد على ذلك أكثر من مرة في وسائل الاعلام حيث قال : أن الزمن الماضي قد انتهى وإلى غير رجعة ..

و لكنك سيادة الرئيس ومن خلال ما تابعناه في تغييراتك منذ 2011م وحتى الآن هو أن الكثير من القرارات التي أتخذتها لم تكن موفقة ،لكننا كنا نلتمس لك الأعذار نظرا لتعقيدات المشهد وتداخلاته والتزامك بالتوافق وما إلى ذلك ..لكننا في كل مرة كنا نستفسر بعض الاحزاب عن القرارات وترد علينا بأن قراراتك لم تأخذ رأيها مطلقا عند اتخاذك لمثل تلك القرارات ..

وعند وصولنا إلى قراراتك الأخيرة موضوع حديثنا في هذا المقال .. مع كل أسف هاأنت تُعيد الماضي المُظلم بشخوصه الملوثين والفاسدين وبخاصة في المؤسسة العسكرية ،المؤسسة الوطنية الأهم والذي طالبناك منذ 2011 بهيكلتها على أسس وطنية وليس كما نهجت أنت في تقسيم المناصب القيادية في الجيش على أساس الولاءت للأشخاص وإرضائهم ومن ثمَّ إرضاء لبغض الإتجاهات السياسية ..وأنت بهذا الفعل وكأنك تقوم بنفسك بقيادة الثورة المضادة ونربأ بك أن تلعب هذا الدور سيدي!!

فلقد قمت مؤخرا بتعيين قادة جُدد من زُمرة وأصدقاء المخلوع، بدلا ممن أيدوا وأنضموا للثورة الشبابية الشعبية السلمية منذ لحظاتها الأولى ،فهل يعقل ذلك ؟؛وإذا كان ضروري فهل يجب تغييرهم من أزلام النظام السابق؟ و الغريب بالأمر .. أن بعض القوى السياسية الحديثة المتشكلة وفقا للانتماء القبلي والولاء الخارجي تُزاود في هذا الموضوع وتؤيدك على تلك القرارات التي أتخذتها ،ليس لإن المعينين محسوبين على قبيلتهم فحسب ،بل وحقدهم على الرئيس الشهيد الذي أعطى القبيلة ورموزها إجازة من إدارة الدولة في تلك الحقبة وأتاح للمتعلمين والكفاءات أن تحلَّ محلهم لبناء دولة النظام والقانون ..

نعم! لقد قمت يا سيادة الرئيس بعد أحداث عمران الدامية والحزينة والتي أهان بها الحوثيون هيبة الدولة والبزِّة العسكرية والجيش اليمني عموماً ،وبدلا من أن تقتص من الذين استولوا على مدينة عمران ونهبوا المعسكرات وعبثوا بها وقتلوا وشردوا .. مازلت حتى هذه اللحظة تتماهى معهم ! إن الحوثين هم من قاموا بذلك ونصبوا أنفسهم الدولة في ظل غياب دولتك فقاموا بتأديب هذا.. وعزل هذا.. وقتل هذا.. وقاموا بالإساءة والانتقاص من هيبة الدولة والجيش ولا زالوا ،ولم نجد من تغييراتك الأخيرة إلا تلبية لبعض مطالبهم ،وهذا التغيير سيدي الرئيس لم تُراعي فيه حساسيِّة شعبك وكرههم لمن هم متهمين بالاشتراك في قتل أول رئيس بنى لهم الدولة الحديثة ،فلقد قمت بتعيين شخص مُتهم بقتل الشهيد الحمدي ،والذي كان هذا المتهم قد خان شرفه العسكري ،ونكث باليمين وتأمر لخدمة دول أخرى بقتل ذلك الرمز الشهيد الحمدي ..نعم إنها مؤمرة كبيرة حدثت لباني الدولة المدنية الحديثة وباني الجيش اليمني القوي .. كانت نتيجتها قتل صاحب هذا المشروع وهذا الحلم اليمني ..لقد قتلوا المشروع والحلم والمتمثل بالشهيد ابراهيم محمد الحمدي!   

و قد قمت بتعينهم وهم من اشتركوا في قتل الشهيد الرئيس ابراهيم محمد الحمدي بحسب أخر تصريحات الاستاذ القدير عبد الرحمن الحمدي أخو الشهيد ..

وفي هذا الصدد فإننا ننصحك أن تبتعد كليا عن استخدام نفس الأساليب التي كان يستخدمها سلفك صالح.. وان تبتعد كذلك عن الكروت الملوثة والفاسدة والمحروقة أيضا ، وأن تتجه إلى كوادر الوطن المتوفرة في ارجاء هذا الوطن الغالي علينا جميعا إن أردت فعلاً أن تخرج البلاد مما هي فيه ،فالشعب اليمني مليء جدا بالكوادر وهي موجودة في كل منطقة من ربوع بلدي الحبيب ..ونحذرك كذلك من أن تستعين بهم فلربما قد يتسببوا في اذاك ،لأنهم و من تواريخهم أثبتوا ذلك ولا يُؤمن مكرهم وعمالتهم وارتباطاتهم بأجندات دول أخرى،هذه النصيحة يا سيادة الرئيس لأننا مازلنا نحبك ونرى رغم هفواتك الكبيرة فيك أنك المُنقذ لهذا البلد وليس المفتت والمُدمرله ..!!

فالتغيير سيادة الرئيس لا يمكن ولا يجوز أن يكون بالملوثين والفاسدين والمجربين،وشعبك وشباب الثورة الغيارى والذين لن يسمحوا بتفتيت البلد وعودة نجوم صالح الملوثين بالعودة ابدا مهما كلفهم ذلك من تضحيات ،لكنهم لا يزالون يراهنون عليك؛ فهل أنت أهلا لذلك أم لا؟؟؟؟

  alasaliali@yahoo.com