تنحى من التنحي يا صالح وليس من التناحة
بقلم/ د. أحمد الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و يوم واحد
الخميس 27 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:53 م

"وقع", "لن يوقع", "لم يوقع"..تكمن الطامة أن علي صالح لا يمكنه التفريق بين هذه الكلمات !!! لقد مكث في الحكم ثلاثة عقود ونيف وما زال يعاني من صعوبة فهم التفريق بين "لم" و "لن" .. هذا عندما كان يتمتع بكامل قواه السمعية!! ترى كم يحتاج للتفريق بين التنحي والتناحة الآن ؟ !!!!!!

منذ تقديم المبادرة الخليجية, أو السعودية بالأحرى, وصالح لم يبق أي حيلة إلا وجربها, تعامل ويتعامل مع هذه المبادرة كمتنفس سياسي لوجيستي يوفر مجالاً أوسع للتخلص من الثورة والوطن على حدٍ سواء..

الزياني طاف بين الرياض وصنعاء أكثر من طوافه بين الصفا والمروة لا لشيء إلا لقتل الثورة وامتصاص غضب الثوار وتوفير وقت إضافي لصالح لالتقاط أنفاسه وتجميع قواه لتصفية الثورة والثوار!

فاجأني مبعوث الأمم المتحدة بقوله أن الحل يكمن في التوقيع على المبادرة السعودية, وفي نفس الوقت يردد عبارته المتكررة, الوضع في اليمن معقد !!! وكأنك تستمع إلى الزياني نفسه! هنا يتبين للمتابع الحصيف أن القوى الدولية ليست مستعدة بعد للتعامل الجاد مع ملف الثورة اليمنية, وهو ما تجلى في قرار مجلس الأمن ٢٠١٤ الذي لم يكن عند مستوى الجرائم التي يرتكبها نظام صالح في حق الشعب; فقد بدا القرار وكأنه يتحدث عن الصراع الأثيوبي الاريتري !!

هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد أن صالح يراهن على قضيتين لبقائه. الأول عامل إهدار وقت الثوار عن طريق المبادرات التي لم يفطن لأغراضها المشترك باكراً وأرجو أن يكون قد فطن المشترك أخيراَ.

العامل الثاني يكمن في إرهاب الشعب باستخدام كافة أنواع الأسلحة البرية والجوية, ومن لطف الله أن أرحب ومدينتي صنعاء وتعز لا تطلان على البحر, وإلا لقصفهما بقطع بحرية كما فعل شبيحة بشار المار ينز في اللاذقية ! لكن لإيمان صالح وبشار بوحدة الدم اليمني السوري, فقد تم استيراد شبيحة جويين من سوريا لتجربة الدم اليمني وخلطه ببارود شبيحة بشار النعجة!

صالح يريد نصراً عسكرياً بأي ثمن, يريد التخلص من الجميع ليكمل حلقة انتقامه من الشعب التي بدأها عقب انتخاب الشعب للمناضل بن شملان, رحمة الله عليه. صالح يدك أرحب وتعز وصنعاء ليلاً نهاراً..يظن صالح أن الناس سيهابونه وسيرتدوا عن الثورة. إنه يخادع نفسه ليس إلا, فالثوار أصبحوا يخيفون الخوف نفسه!

تعز, أرحب, صنعاء تعاني هذه الأيام أ كثر مما عانت سراييفو من قصف الصرب! بدأت ملامح شوارع مقديشو تطل على صنعاء وتعز..هذه هي الصوملة التي بشر بها صالح منذ مدة !

إنها المكابرة والمقامرة واليأس لا سواها, ما جعل صالح يوغل في سفك دماء الشعب. حتى الطفل يدرك أن كل يوم يبقى فيه صالح حاكماً يعني وبالاً جديداً عليه. نعم صالح يعلم أن زمانه ولى والشعب تقيأه لكن ضحالة ثقافته وتصحره العلمي والأخلاقي لم يمنحانه الجرأة لينسحب من الحياة السياسية بشكل لائق.

كلمة للمجلس الوطني..

ينبغي أن يشرع المجلس الوطني باتخاذ كل ما يمكنه للدفاع عن المدنيين والشعب بشكل عام.. صالح يقتل الشعب بالتقسيط ولم يرتق عمل المجلس بعد إلى المستوى المطلوب.. إن لم يستطع المجلس الوطني توفير الحماية المحلية للشعب وإيقاف مجازر هولاكو في تعز, أرحب, صنعاء وكل اليمن, فقد حان الآن المطالبة بحماية دولية للشعب.. ليس عيباً ان نطالب بحماية دولية أو على الأقل حظر جوي لصواريخ وطائرات صالح...

تم تصفية العولقي وطفله بطريقة همجية بربرية وسمعت استنكار بعض مثقفي وكتاب الغرب أكثر مما سمعته من أحزاب وكتاب اليمن!!! هل أصبح الدم اليمني رخيصاً إلى هذا الحد ؟ طائرات أمريكا تعربد في أجواء اليمن وتقصف من تشاء!!!

في أحسن الأحوال سيتم قصفك ثم يدفعوا لأهلك بضع دولارات كما حصل في أفغانستان كدية قتل مخلوق يمني باعه النظام وقتل بنيران صديقة لصالح !!!

المجلس الوطني عليه العمل بمسؤولية عالية للتصدي لأساليب صالح الدموية فالشعب اليمني تحمل الكثير, وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته, ولا نامت أعين النظام.. على المجلس الوطني أن يتذكر أن الشعب يثور على هولاكو وليس أمير موناكو !!