آخر الاخبار

صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل

من برلين إلى العدين
بقلم/ فاروق غالب
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الجمعة 17 فبراير-شباط 2012 07:14 م

عاد من حيث أتى، عاد من برلين إلى العدين، شاب صغير السن لطيف ومهذب وابن احد اكبر الاقطاعيين في العدين أو مايسمى الشيخ، ربما بدافع التشجيع من قبل اخيه عضو المجلس النواب قرر السفر بغرض الدراسة او بالاحرى الحصول على شهادة من إحدى الجامعات الالمانية ليس حبا فيها ولكن لتزيين الجانب الأكاديمي حتى يقال الأستاذ او المهندس حيث ولفظة شيخ أصبحت مقرونة بكل معاني التسلط والظلم الاجتماعي في دولة ليس لها من الاسم سوى اللفظ.

لم يتأقلم الشاب اللطيف في دولة تختلف تمام عن البلاد التى عاش فيها، فألمانيا دولة قانون والناس كلهم من رئيس الدولة إلى المواطن البسيط سواسية أمام القانون, دولة ابواب محلاتها ومنازلها من الزجاج، ليس هو فحسب بل أخرين من أبناء الاقطاعيين والذي بكل تأكيد بالاضافة أنهم اقطاعيين فهم أصحاب القرارت السياسية في بلد كاليمن، اليمن مازالت تعيش عصور الظلم التى كانت سائدة في أوربا قبل الثورة، جزء من ابناء اليمن مازالوا لم يعرفوا معنى المواطنة بالرغم من سماعهم لهذه العبارة أثناء الدعايات الانتخابية غير انهم لم يلمسوها في واقع حياتهم بل على العكس من ذلك فهم يعيشون الظلم والقهر، وما يحز بالنفس ويزيد الأنيين أن هذه السياسة مدعومة ومازالت في نظام صالح المنهار بل وتعتبر دعامة من دعائم بقائه، وخير دليل على ذلك إقطاعي الجعاشن وما عمله في أبناء منطقته أمام مرأى ومسمع من نظام صالح بل ودعم منه.

عودة إلى الشاب اللطيف الذي تفاجئ أن كل شي في المانيا يمشي بالقانون وكون أنه ابن اقطاعي لا تشفع له في دولة قانون كألمانيا، ضاق ذرعا من ذلك الوضع فهو متعود أن يقال له ياشيخ، وتنحني له الجباه اثناء مروره, ويوقف له عند عبوره ويصفق له عند قول فكاهة سامجة ووو.. الخ.

قرر الشاب اللطيف الوديع العودة إلى عالمه، عالم الشخط والنخط والفحاط والمرافقين وأصوات الكلاشنكوف، فهذا العالم الذي تربى فيه في ظل نظام سياسي شرع ودعم ذلك ظلما، فلم يعد ذلك الشاب اللطيف بل صار الشيخ الجبروت وهو في عمر الزهور، وصارت له صولات وجولات، غير أن المفاجاه كانت في ظل نظام صالح الذي اعتمد على مبدأ القرابة والمحسوبية قبل مبدأ الكفاءة، فنسمع أن ذلك الشاب وبقدرة قادر أصبح عضو ليس في مجلس القرية او المديرية بل مرة واحدة في مجلس المحافظة والمسؤول عن دائرة التخطيط، لم يكن ذلك عجيبا فذلك كان وضع طبيعي في ظل نظام صالح، مسؤول عن التخطيط وهو لم يستطع أن يخطط لحياته ولم يصبر على العلم واخذ تجربة فريدة في الحياة في بلد كألمانيا.

الثورة لابد لها من الاستمرار لإسقاط نظام صالح وسحقه بالأقدام وان طال الزمن، غير أن الثورة لابد أن تصل لتحرر أولئك البشر من تسلط ثلة من الاقطاعيين وعلى رأسهم إقطاعي الجعاشن، والإقطاعيين لا ننكر لهم ملكهم للأراضي ولكن ننكر لهم ملكهم للبشر واستغلال ذلك بشكل بشع تصل إلى تدخله بين المرء وزوجه.

الدولة القادمة عليها أن تنهي هذا النظام الاجتماعي السياسي السيئ وتعمل على تقنيين العلاقة بين ملاك الأراضي والمستأجرين، وهؤلاء المستأجرين عليهم الثورة على مؤجريهم فزمن الخوف قد ولي إلى غير رجعة.

نصحية إلى ذلك الصغير العودة إلى برلين للحصول على شهادة في التخطيط حتى يكون كفئ لمنصب تلقده بغير وجه حق.