مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
عن موقع الأخبار العربية المظاهرات والنِزاع المُسَلَّح في جنوب اليمن تُصعّدُ مخاوفَ نَمُو عدمِ الاستقرار لدى الأمةِ الفقيرةِ والتي تعاني من حرب تمرّدَ في الشمالِ واجهتْ اليمن عدم استقرار ملحوظ منذ الانتخابات الرئاسية في سبتمبر/أيلولِ الماضيِ 2006م. ففي محافظة صعدة الشمالية هناك حوالي 000, 60 جندي وُرّطوا في حرب عصابات مع حوالي 2000 من الثوار الزيود الشيعة فهرب عشرات الآلاف من الأهالي المدنيين من القصف العسكري والقتال الدائر هناك منذو يناير/ كانون الثاني الماضي وصار الكثير منهم بدون
ملجأ أو غذاء أو ماء ودون أي عناية صحية تذكر. احتفلت اليمن في 22 مايو / أيار الماضي بالذكرى السابعة عشرة للوحدة بين الجمهورية العربية اليمنية( ج.ع.ي, اليمن الشمالي)و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( ج.ي.د.ش, اليمن الجنوبي). ففي اليمن الجنوبي حيّت الجماهير المناسبة بالمظاهرات العامة مطالبة بالحوار حول الأزمة التي عصفت بالوحدة بين الشمال والجنوب تحت رعاية الأمم المتحدة ورفع المحتجون الأعلام السوداء في ذلك اليوم في المظاهرات التي عمت محافظات عدن ولحج وأبين وتوج الجنوبيون هذه الاحتجاجات بمهرجان كبير في مدينة المكلا عاصمة حضرموت حضره مشاركون من مختلف مدن الجنوب. ووجهت تلك الاحتجاجات بالعنف من قبل السلطة ففي شبوة قمعت قوات الأمن المحتجين واحتجزت زعيمهم وكذلك فتحت النار الحي على المتظاهرين في مدينة الضالع ورغم ذلك استمرت المظاهرة في المدينة التي شارك فيها الآلاف الذين عادوا من جديد للتظاهر في المدينة يوم 3 يونيو / حزيران للاحتجاج ضد الانتهاكات المتكررة والممارسات السيئة ضد المواطنين في المحافظة وفقا لتقرير نشرته صحيفة الصحوة الأسبوعية المعارضة, كما شهدت مدينة عدن في 4 يونيو / حزيران مظاهرة وإعتصامات مماثلة للعسكريين الجنوبيين المحالين قسرا على التقاعد. كما اندلع نزاع مسلح في منطقة المحفد حيت قام المئات من العسكريين الجنوبيين المحالين قسرا للتقاعد بمحاصرة وقطع الطريق الرئيس بين محافظتي أبين وشبوة ولم تستطع السلطات استعادة السيطرة عليها حيث أستمر القتال المتقطع في المنطقة الملتهبة. ويبدو أن تزايد الإضطرابات والعنف هو المخيم على الوضع بسبب المظالم التي يعاني منها الجنوبيين والتي يعود بعضها إلى زمن الحرب الأهلية والتي لم يتم إلى الإلتفات لها أو معالجتها من قبل السلطة. جمعت وحدة عام 1990م اليمنية بين 2 مليون جنوبي و 12 مليون شمالي وتم ترتيب تقاسم السلطة بينهما بشكل ديمقراطي, لكن الأمر أختلف منذو حرب 1994م فقد صارت البلا د محكومة من قبل عصابة من الجيش الشمالي والنخبة القبلية التي تستخدم مصطلح " الديمقراطية" والدعاية لها من أجل تثبيت حكمها لكنها تستبعد المشاركة الشعبية الحقيقية في السلطة. ومع استشراء الفساد وسيادته فإن الحكومة استحقت أن يطلق عليها بحكومة اللصوص لهيمنة شلة من الشماليين عليها حيث قاموا بتدمير الجنوب والاستيلاء على الأصول التابعة له وسطوا على الأرض والثروات الطبيعية والوظائف بشكل غير قانوني بل وحصروا مصادر الثروة الخاصة بالدولة على بعضهم. بعد الحرب الأهلية عام 1994م تم بشكل قسري تسريح مئات الالآف من الموظفين العسكريين والمدنيين الجنوبيين من أعمالهم ومنحهم معاشات تقاعدية ضئيلة مقارنة بتكاليف المعيشة المرتفع في بلد ينتشر فيها الفقر بشكل كبير, ولكن الفقر الحاد في الجنوب يبدو أنه مخطط له حسب اعتقاد الجنوبيين وهناك إعدادا هائلة من المتقاعدين يطلق عليهم "حزب خليك في البيت". والذي سعوا خلال السنوات الماضية للتعبير عن مظالمهم ومطالبهم من خلال المسيرات والإعتصامات المفتوحة وعبر اللجوء إلى القضاء الذي أثبت أنه لا يكترث بهم.. بل وان مسؤولوا النظام والدولة يسيطرون على أجهزة ووسائل الإعلام فشجبوا تلكك المطالب بل ووصفوا أصحابها بالانفصاليين وأنهم أناس يريدون زعزعة أركان الدولة. لقد وصف وزير الدفاع احتجاجات المتقاعدين التي اندلعت في مايو الماضي بأنها حركة انفصالية, وعلق أحد المسؤولين الرسميين على مطالب وتظلمات الجنوبيين بأنها حركة تحن إلى زمن الملحدين في دولة الجنوب الاشتراكية السابقة. وهكذا فإن استبعاد الجنوبيين المتقاعدين من المشاركة في المنظومة السياسية للبلد ورفض معالجة مشاكلهم والنظر بطلباتهم العادلة لن يؤدي إلا إلى زيادة حدة التوتر في البلد. ولا تقتصر المشكلة والتوترات في الجنوب على حركة المتقاعدين ومطالبهم بل أن هناك ماهو ابعد وأخطر من هذا حيث تأخذ المسألة بعد جنوبي أكبر وأعمق فقد ارتفعت حركة الاحتجاج بيين سكان الجنوب ضد ممارسات النظام التي تمس الجنوبيين كإنتشار ظاهرة السطو والسرقة التي تقوم بها النخبة السلطوية الشمالية للأراضي والبيوت الجنوبية العامة والخاصة والمتنزهات وحتى المقابر تعرضت للنبش والسطو من قبل العصابات المسلحة المدعومة بالمتنفذين في السلطة.. ويئن أبناء الجنوبيين من التواجد العسكري الشمالي المكثف وانتشار نقاط التفتيش في الجنوب. يضاف إلى ذلك ما يعاني منه الجنوبيين من تمييز واضح يمارس ضدهم كالحرمان من الوظائف وفرص التعليم والمشاركة السياسية بل ووصل الأمر إلى الحرمان من الخدمات الأساسية والضرورية. وتثير المعارضة في المنفى التي تدعى " تاج" على موقعها الإليكتروني ( تاج عدن ) بأن تاريخ الجنوب " ج.ي.د.ش" يتعرض للمحو وتدعي بأن قراري مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة 924 و 931 اللذان صدرا أثناء الحرب الأهلية قد انتهكتهما السلطات اليمنية وأن الجنوب يتعرض لاحتلال غير قانوني من قبل الشمال. على خلاف الثوار الزيود الشيعة في شمال اليمن يثير الجنوبيون شكاوى وقضايا تتعدى مطالبهم في الجنوب. ففي الأشهر الأخيرة ضربت السلع الأساسية موجة غلاء غير مبررة زاد من حدة تأثيرها أن نصف سكان اليمن أصلا يعانون من الفقر المدقع وزيادة الأسعار أيضا تعني المقاومة اليومية للجوع من قبل أعداد كبيرة من المواطنين. إن الوعود الانتخابية التي أعطتها حملة الرئيس بالإصلاح الاقتصادي والسياسي لم تتحقق ولم تجسد أي من تلك الوعود التي لو صحت لقوضت أساسا النخبة الحاكمة نفسها.. ويتزايد اليوم القلق الشعبي من انتشار حدة الفقر والفاقة بين صفوف المواطنين على مستوى واسع وكذا من انتشار الأمية والتأثير المتعاظ للأصوليين ومن انتشار البطالة وقلة توفر الماء النظيف ونقص خدمة الكهرباء والرعاية الصحية السيئة. تستخدم الحكومة اليمنية وتكثر من الحديث عن الديمقراطية وهي تحتكر المؤسسات المختصة بها كي تطيل من عمر النظام الاستبدادي وتبرر مشروعيته كون السيطرة على المؤسسات الديمقراطية واستخدامها أيضا تزودان النظام بالوسيلة التي تمنع بها التعددية وتسمح بالتحكم بالمعارضة والنقد والسخط الموجه ضد الحكومة لكن الديمقراطية تنحى جانبا عندما تبرز مجموعة ترفع مطالب حقيقية تتعلق بالمشاركة بالسلطة. فقد ردت الحكومة على انتشار وتعاظم الإحباط الذي يعم البلد, وعلى الحرب في الشمال والسخط في الجنوب بمزيد من تضييق الحريات والحقوق المدنية..ففي الأشهر الأخيرة ضيقت السلطة أكثر على حرية التعبير وعلى هامش الحريات المحدود فأغلقت المواقع الاليكترونية المعارضة وعلقت خدمات رسائل الهاتف النقال وتعرض الصحفيين للاعتقال والضرب ورفضت إصدار تراخيص جديدة للصحف وخنقت نشاطات المعارضة والنشطاء السياسيين من خلال التهديد والاعتداءات المباشرة عليهم, كما أنها حضرت نشاط أحد الأحزاب السياسية وأحزاب أخرى تنتظر نفس المصير.. إن الاحتجاجات التي عمت جنوب اليمن وتجاهل النظام للمطالب الجنوبية بالإضافة إلى ردود الفعل العنيفة من قبل السلطة اتجاهها يشيران إلى أن نص ومحتوى اتفاقية الوحدة بين الجنوب والشمال قد تم خرقهما وألحق الضرر بمصالح الجنوبيين وجير ت تلك الاتفاقية لصالح قلة من المفسدين الشماليين المتربعين على عرش الحكم, ومن ناحية أخرى فإن فشل النظام في مراعاة مصالح السواد الأعظم من المواطنين أثناء وضع السياسة الحكومية فإن الدولة تكون قد انتهكت أهم الأسس التي تقوم عليها العملية الديمقراطية برمتها وقوضت شرعية وجود تلك الدولة بدرجة أساسية.
الكاتبَة مُحلّلة سياسية وخبيرة في الشؤون اليمنيةِ. تدير موقعَ جيوش التحرير
www.armiesofliberation.com
للتواصل معها على
jane.novak@gmail.com
الننص الاصلي
By:
Jane Novak / The Arab American News Demonstrations and armed conflict in southern