الأستاذ الدكتور/صالح باصرة المحترم
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 5 أيام
الأحد 11 إبريل-نيسان 2010 04:44 م

لعل رسالة إخوانك وأبنائك الطلاب الدارسين في ماليزيا قد وصلتك وهي تحمل مناشدتهم لك بإعادة النظر في قرار ترحيل زميلهم عبد الرحمن الماوري على خلفية حادثة الاعتداء على الملحق الثقافي ، هذه الرسالة المبعوثة إلى معاليكم بعد اجتماع الطلاب في 28-3- 2010 والذي أسفر عن خروجهم برؤية لحل هذه المشكلة ، وتشكيل لجنة قامت بسلسلة لقاءات مع سعادة السفير الأستاذ عبد الله المنتصر ومع الملحق الثقافي الأستاذ إقبال العلس ومع زميلهم عبد الرحمن الماوري وقد تضمنت الرسالة تفاصيل ما دار في هذه اللقاءات .

وبعد كل ما جاء في هذه الرسالة التي حملت اتفاقا على تقديم الطالب الاعتذار للملحق الثقافي يتم نشره في الصحف والمواقع الإلكترونية واستعداده لأي إجراء لا يحرمه من مواصلة التحصيل العلمي وكذا تنازل الملحق الثقافي عن حقه الشخصي شفويا وربط التنازل عنه خطيا بتلقي توجيه منكم أو بجهة أخرى مختصة . بعد كل هذا نرى أن الأمر بيد معاليك .

سيدي معالي الوزير

كل من اطلع على هذه القضية ومنهم كاتب هذه السطور عبر مراسلاته مع الزملاء في ماليزيا على ثقة بحكمة وحنكة معاليكم والتي ستقودكم إلى اتخاذ القرار الصائب الذي يجمع بين حلمكم وحزمكم .

سيدي معالي الوزير

يقدر كل من له اطلاع بهذه القضية أنكم تريدون أن تحفظوا للملحقيات الثقافية هيبتها بقرار حازم وهذا محل تفهمهم لكن كم سيكون جميلا أن تبقى هذه الهيبة وبقرار رحيم يأخذ بعين الاعتبار أن الملحقيات الثقافية ما وجدت إلا لرعاية شؤون الطلاب وحل مشاكلهم وتذليل الصعوبات أمامهم وهيبتها مكتسبة من قيامها بواجبها على أكمل وجه وأفضل صورة وتمثيلها لوزارتكم ولمعاليكم أفضل تمثيل .

سيدي معالي الوزير

ليس مثلي من يتحدث عن الحكمة في حضرة رجلٍ حكيمٍ مثلك ، ولكني أتحدث بلسان شخص كان حديث عهد بالإبتعاث يرى أن الحكمة لا تقتضى إنزال العقوبة بطالب ليكون عبرة لغيرة لإصلاح العلاقة بين الطلاب والملحقيات الثقافية بل هي كما أسلفت في تقويم تصرفات هذه الملحقيات ، وإرشادها للقيام بواجباتها ، ومتابعتها في أدائها ، وقرار ترحيل طالب وحرمانه من إكمال دراسته لن يحل قضايا الملحقيات الثقافية في معظم دول الابتعاث بل سيكرس حالة الإحباط لدى الطلاب ، فلا إنصاف من أصحاب القرار إن هم اشتكوا ، ولا تفهم إن هم أخطئوا ، بل قد يدفعهم هذا إلى تصرفات جماعية حتى لا يكون الضحية شخصا واحدا بعينه فيضمنوا وصول صوتهم قويا مدويا ومؤثرا ، وهذا ما لا يرضاه الجميع .

سيدي معالي الوزير

الطالب المعني بهذه القضية عاش عاما كاملا في ماليزيا بلاد الأحلام يتقلب في الكوابيس والهموم ، بين هم العلم والتفوق ، وبين هم الحصول على المساعدة المالية ، وبين هم الاغتراب . فلم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد أن ضاقت به السبل وهو الرجل المشهور بخلقه وأدبه وهدوءه وحسن معشره بين جميع زملائه.

سيدي معالي الوزير

إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، فلما لا تضع الوزارة وملحقياتها الثقافية أجنحتها لطلاب العلم وعبد الرحمن أحدهم فقد فضل العلم على حظ نفسه في تكوين أسرة ، ولم يمنعه اليتم المبكر من التفوق في الثانوية العامة وقد فقد أباه في تلك السنين ، ولم تمنعه ظروف العراق من الحصول على شهادة البكالوريوس كأحد أوائل دفعته ، ولم يمنعه العيش دون مساعدة مادية لعام كامل في ماليزيا من الحصول على درجة الماجستير بامتياز. وإن والله لا نرضى لكم أن تكونوا سببا في إيقاف هذا المشوار من التفوق والنجاح والمثابرة وحرمانه من الاستمرار في الحصول على درجة الدكتوراه ، بسبب فورة غضب تملكته في لحظة ضعف .

سيدي معالي الوزير

أما وقد أبدى الأستاذ إقبال العلس مشكورا الاستعداد للتنازل عن حقه الشخصي وامتثل الطالب لكل ما يراه زملاؤه في اللجنة الطلابية ، وما يراه سعادة السفير من حلول فلم يبق إلا قرار حكيم ومعهود منكم لينهي هذه القضية نهاية مشهودة تثلج صدور الجميع وتزيدنا احتراما لشخصكم الكريم ولوزارتكم الموقرة ولأساتذتنا الأجلاء في الملحقيات الثقافية فلا تحرمونا من قرار كهذا ..