ما دُخْلُ المملكة ؟!!
بقلم/ كاتب/محمد الشبيري
نشر منذ: 15 سنة
السبت 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 09:08 م

سنكون بُلداء حقاً إن ساورنا الشكُّ في أن الجارة السعودية تقاتل من أجل سلامتنا وتقتل أبرياء في صعدة بحجة إحيائهم، ذلك تبرير يذكرني بحديث نُقل عن قائد عسكري أمريكي يبرر ضرب قرية فيتنامية إبان الحرب على فيتنام \" نحن نضربها لنحييها \" وكذلك يفعل الأمريكيون في العراق إذْ يدمرون قرىً بأكملها بحجة الحرب على الإرهاب، والفرق كبير، على الأقل بالنسبة لي، بين طائرة عربية أوغربية فالرصاص هو الرصاص والقتل هو القتل .

ما تقوم به السعودية اليوم ليس إلا حفاظاً على سلامة أراضيها مما تسميه خطراً حوثياً يهددها، وليس لأن الحوثيين خارجين عن النظام والقانون ولا لأنهم \" شيعة \" كما يصوّر البعض لكن ذلك يأتي في سياق الحفاظ على مناطق الشريط الحدودي بين البلدين وخصوصاً مناطق أعطيت للسعودية ما يزال كثيرٌ من اليمنيين يعتقدون بيمنيتها وإنْ لم يُفصح أحدٌ عن ذلك !

ولنا أن نتساءل : لماذا لم تقف السعودية وأخواتها _ باستثناء قطر_ مع اليمن في محنته التي كانت تهدد وحدته في صيف عام 1994م؟ ولماذا وزعت المملكة الدعم اللوجستي من عتاد وسيارات وحتى \"بسكويت ديمة\" و\"تمور المملكة \" على الشريط الحدودي لليمن وصولاً إلى حضرموت والمهرة دعماً للانفصاليين الذين أرادوا تمزيق وحدة اليمن؟

الم يكن موضوع الانفصال أكثر خطراً على اليمن من جماعة الحوثي ؟ ثمّ الم يكن تشطير اليمن يهدد أمن واستقرار الخليج ككل؟

والأغرب من ذلك دعم دول مجلس التعاون الخليجي للسعودية في وجه ما أسموه \" العدوان الحوثي على أراضيها \" وكأن الحوثي دولة تملك السلاح النووي وصواريخ عابرة للقارات !!

هذه هي السياسة التي تجيدها المملكة فلا صداقات دائمة لديها ولا عداوات أيضا .ً

وما هو مؤكد أنه ليس من مصلحة السلطة في اليمن ترك الأمور هكذا للتدخل الخارجي وإفساح المجال أمام الطيران السعودي لتجريب معداته على ظهور الأبرياء في صعدة بحجة الدفاع عن السنّة ضد الشيعة، فغداً ستضرب إيران مجاميع السّنة في (الجوف مثلاً) للدفاع عن حقوق الشيعة لنتحول بقدرة سياسة المصالح إلى مسرح للتمثيل بجثث اليمنيين .

على السلطة حسم الموقف ومنع التدخل الخارجي واعتبار قضية صعدة ومأساتها شأناً يمنياً داخلياً ليس من حق أحد إدخال انفه فيه أو حتى مجرد ابداء الدعم تجاه طرف ضد آخر لأن الخاسر من كل ذلك هو اليمن .
أتمنى أن تضع الحرب أوزارها وأن لا تسفك مزيداً من الدماء في بلادنا فلدينا من المشاكل ما يكفينا عن الحروب .
والله من وراء القصد ،،،،،،،،،،