وقفة الحيران على استقالة نبيل من الإخوان 2-2
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر
الثلاثاء 13 يناير-كانون الثاني 2009 06:29 م

مارب برس – الهند – خاص

• "عطرينى فإني ذاهب للقاء الأحبة"

 الشهيد جار الله عمر غداة المؤتمر العام "للإصلاح".

• "يقولون ياسين سعيد نعمان في جيبي وأنا أقول بل هو في قلبي".

 عبد الوهاب الآنسي.

• "آه،، أنا من الإخوان، وأبي من الإخوان، وانت شكلك يهودي بتكره فلسطين والفلسطينيين".

 طفل مصري يلبس فانيلة عليها صورة الأقصى يرد على ضابط حكومي.

 ****************

 هذه هي الحلقة الثانية والأخيرة وموضوعها "استقالة نبيل الصوفي من الإخوان" وهو يسميها "استقالة حزبية" والإخوان ليسوا حزبا ولا جماعة سياسية، وإن تكن السياسة أهم بنودهم فليست غاية في ذاتها وهو ما أكدته رسائل الشهيد حسن البنا.

 كان ظهور حسن البنا قدرا من أقدار الله لتجديد هذا الدين على إثر سياق تاريخي عصيب وهو إسقاط الخلافة العثمانية في عام 1924 بفعل تآمر اليهود والإنجليز وتنفيذ عرب الخيانة يؤمهم "أبو رغال" :

وأبوالرغال الهاشمي خيانــــــة  للدين والأوطان يأتي المنكـــرا

ويسير خلف الإنجليز وكلمـــــا قالوا له شيئا أهل وكبــــــــــرا

وإذا التفت وجدت ألف دسيسة ووراء كل دسيسة إنجلتـــــــرا

 فإن كان يأذن لنا نبيل أن نعرض باقي "الجراح" أثرا لاستقالته من "الإصلاح" فسنقول له هذا هو

 الجرح الرابع:-

إن عبارة "استقالة حزبية” في سياقها البلاغي واللغوى وإيحائها الإعلامي تهوين وتصغير لنضالات القادة المؤسسين وجرح آخر لشعور "راعي الغنم قاهر المستبدين" الشهيد المؤسس في اليمن عبده محمد علي نعمان المخلافي "31 عاما فقط"، قال عنه أعداء دعوته يوم طردوه من مصر: " أدركوا حسن البنا اليمن"، أي أن المخلافى يوشك أن يصير مؤسس حركة إحياء تتجاوز حدود اليمن إلى أبعد من مواقع النجوم وأمجاد التاريخ الراشدي حتى تصل إلى حدود السلطان محمد بن مراد الثاني "محمد الفاتح" تقدم إعتذارا بين يديه وتعهدا بإعادة الخلافة، ومن لم يصدق فليتأمل دلالة إصرار ياسين عبد العزيز حضور احتفالات "العثمانيين الجدد" بفتح القسطنطينية، إن حركة "الإصلاح" تتجاوز أسوار القسطنطينية يا نبيل، فلماذا تريد أن تضعها في علبة كبريت أو دكان حزبي لبيع السجائر؟

الجرح الخامس:-

يقول نبيل بما معناه "لقد فكرت وقدرت وفكرت وقدرت فرأيت أنه لا مفر من تقديم الاستقالة". هذا هوعبد الرؤوف الروابدة أشهر الشخصيات السياسية والشعبية في الأردن في عهد الملك حسين يختم قراءة برنامج حكومته بعبارة: "فلنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، فطلعت جرائد الصباح بالمانشيت العريض تقول: "هل لا يزال الروابدة إخونيا؟"، فالعبارة هي من أشهر الأقوال المأثورة للشهيد حسن البنا. ليس من السهل يانبيل أن يسلخ المرء جلده من جماعة الإخوان.

 وإن كنت تصر أيها النبيل أن الإسلام ليس "الإخوان" .... فلماذا كان يبكي بسام العموش من الأعماق؟ فإن ترد الجواب فهو كالتالي:-

 وجد بسام العموش حقا أنه ليس هناك سوى دينين "دين الله ودين الملك" وأنه في لحظة ندم لم يصدق فيها نفسه كيف اختار دين الملك؟، نعم يا نبيل " إما دين الله وإما دين الملك".

الجرح السادس:-

يقول نبيل بما معناه أن "الإصلاح ربما يحسن التعبئة والمقاومة ولكنه لا يحسن إحداث التغييرالإجتماعي والسياسي على الواقع". كل ما قاله نبيل صحيح وليس نبيل بكاذب، ولكن من يقنع المشروع الصهيوني وحكومات الاستسلام أن مشروع "الإخوان المسلمين" مشروع عالمي إنقلابي جذري تغييري يسعى لحكم العالم. ما كذب نبيل قط مذعرف أن الكذب يضر أهله، ولكن من يقنع قادة الغرب أن مشروع الإخوان المسلمين يريد أن يأتي على أركان حضارة العالم اليوم، ألم أقل لك يانبيل أن الإخوان المسلمين رسالة هذا الدين إلى العالم؟

وأخيرا أيها الحبيب بجاه حسن البنا ومصطفى مشهور وعبدالقادر عودة وبرأس بسام العموش وعبد الرؤوف الروابدة وزياد أبي غنيمة نناشدك من هنا من حيدرآباد من المسجد الذي صلى فيه أبو الأعلى المودودي، نناشدك يانبيل أن ترجع عن قرارك.

إرجع إلي فإن الأرض واقفة كأنما الأرض فرت من ثوانيها.

abdulmonim2004@yahoo.com