يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟
مأرب برس - خاص
ربما لم يكن يخطر ببال اليمنيين جميعا سواء في الشمال او الجنوب في عام 1990 وهم يشهدون ميلاد اليمن الموحد انه سيأتي يوم تعود فيه قضية الوحدة لتصبح محل نقاش وتجاذبات بين أبناء اليمن. لا شك أننا سواء في الشمال أو الجنوب كنا ننظر للوحدة علي أنها محطة التغيير الكبرى في حياتنا نحو مستقبل أفضل ، تغيير يتعدى مجرد دمج الكيانات الإدارية في الشمال والجنوب ليشمل الجوانب السياسية والإقتصادية بل والإجتماعية والثقافية. مازلت أتذكر الناس في مجتمعنا القبلي قبيل إعلان الوحدة وهم يتحدثون كيف أن الوحدة ستلغي جميع الثارات القبلية وستضع كل الدماء ليبدأ الناس عهداً جديداً من بدأ فيه بالقتل أصبح مجرماً تأخذ العدالة فيه مجراها. الكثير في الشمال كان يتوقع من الوحدة دولةً يكون فيها النظام والقانون هما السلطة العليا وكانت جميع النفوس مهيأة لذلك وفي الناحية الاخرى كان المواطن في الجنوب يرى في الوحدة متنفساً من الكبت وعودة نحو الإستقرار ومشاركة الجميع في إاستثمار خيرات الوطن . اليمنيون في الشمال والجنوب كانوا يرون في الوحدة الرخاء والإزدهار والقوة وأن تتحول الأموال التي كانت تنفق علي الجوانب العسكرية والامنية نتيجة التوتر بين الشطرين أن تتحول هذه الأموال نحو البناء والرخاء الاقتصادي للمواطنين جميعا في الشمال والجنوب. لقد كان الجميع يأمل أن تكون الدولة الوليدة مثالاً للدولة الحديثة علي مستوى المنطقة والعالم العربي .
إنه من الغباء اليوم عدم الإعتراف بان هناك حالة من الإحباط لدى الكثيرين لما وصل اليه الحال في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية ، حالة الإحباط هذه تقود الكثيرون إلى إعادة التفكير والمراجعة في كل شيء وحتى في ما يراه البعض ثوابتاً كالوطن والثورة والوحدة.
وكذلك فإنه أيضاً من السذاجة أن نتصور أن الحل يكمن في عودة كل شيء إلي ما قبل الوحدة وكأن هذه السنوات السبع عشر لم يتغير فيها شيء أوكأن الأمر بكل سهولة يقتصر علي عودة براميل الحدود والأعلام كما كانت. إنناجميعاً في الشمال والجنوب نختزن الكثير من الاحتقانات المناطقية والإجتماعية التي تراكمت علي مدى سنوات وهي قابلة للانفجار عند ما تجد من يشعلها ويساعد علي إشتعالها وعندما ينفرط العقد فانه بالتأكيد سيوجد الكثيرون محلياً وإقليمياً وعالمياً التي تتوافق وتتعارض مصالحهم في تفجير مثل هذه الإحتقانات في شمال اليمن وجنوبه وستأخذ أشكالاً مختلفة علي حسب كل منطقة وحسب تقاطع وتوافق المصالح فيها.
العزف اليوم علي نغمة الإنفصال يستخدمه الكثيرون لحسابات مختلفة فبينما يراه البعض وسيلةً للجماهيرية والنجومية لأنه في ظل الاوضاع الحالية يجد له صدىً كبيرًا، يجده البعض الآخر وسيلةً للإنتقام والثار الشخصي لفقدان مراكز قوته وإمتيازاته وتراه أحزاب المعارضة بعبعًا تخيف به الحزب الحاكم وتذكره أنه ثمرة لما جنته سياساته . وعلي الناحية الاخرى يرى الحزب الحاكم في مثل هذا المشروع وسيلةً تساعده علي البقاء والإستمرار وإستخدامه لتخوين كل من يعارضه أو يعارض سياساته بل وتجييش الناس خلف مشروع الدفاع عن الوحدة باعتباره الحارس الوحيد لها . وبين هذا وذاك سيظل المواطن اليمني البيسط جيلاً بعد جيل يدفع الثمن وفي كل مرة يكتشف بعد عشرات السنين أن التجربة فشلت وأن عليه أن يبدأ تجربةً أخرى بحثاً عن العدالة والرخاء . إننا جميعاً بحاجة إلي التفكير هذه المرة بطريقة مختلفة حتى نصل إلي نتيجة مختلفة.