ما وراء إجتماع المخلوع بالإعلاميين
بقلم/ 26 سبتمبر
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 21 يونيو-حزيران 2013 02:05 م

السرعة التي قام مكتب المخلوع علي صالح بنفي الخبر الذي نشره موقع هنا عدن عن اجتماع المخلوع بعدد من الإعلاميين العاملين في وسائل إعلام مؤتمرية ومواليه له إضافة إلى بعض الإعلاميين في المؤسسات الإعلامية الرسمية الذين تم تغييرهم ، سرعة النفي هذه غير معهودة من مكتب الزعيم المخلوع لأخبار مماثلة وأحيانا لاخبار وتسريبات وهمية .

النفي السريع للخبر يشير على ان الاجتماع سري وسري للغاية وانه لغايات ومهمات كبيرة ودقيقة ، وما جاء في مضمون الخبر الذي نفاه مكتب الزعيم سريعا والمعلومات التي نقلتها مصادر الخبر تدل على ان الزعيم سيقوم بمهمات قاتلة للنيل من الوطن الذي لم تضمد جراحه بعد

اجتماع المخلوع بحوالي أربعين إعلاميا وبشكل سري وهذا لم نعتاد عليه منذ تم اقتلاعه من دار الرئاسة حيث خصص قناة فضائية لنشر صوره وإذاعة أخباره وحتى لقاءاته بالعجائز ومن ليس لهم شأن بالأحداث ، فالزعيم من هواة الأضواء والكاميرات ، وهذا ما يثير الشك جديا عن فحوى مخططاته القادمة واستعانته بعدد كبير من الإعلاميين دليل على ان المخطط عدائي وانتقامي لأنه استعان بإعلاميين تم استبعادهم من مناصبهم في بعض المؤسسات الإعلامية الرسمية ودعوتهم لحضور هذا الاجتماع هو من اجل الاستفادة من ردة الفعل الانتقامية التي بداخلهم

المعلومات التي أوردها الخبر الذي كشف سرية هذا الاجتماع ، أورد عدد من القضايا التي يستهدفها الاجتماع (كيفية التعامل الإعلامي ضد حكومة الوفاق والرئيس هادي والجانب الأمني والعسكري , وخطة التعامل مع عميلة الاغتيالات , وإظهار عجز الحكومة المقبلة وتفكيك المشترك , ووضع كافة العراقيل أمام أدائهم خصوصا الإصلاح والتركيز على السخط الشعبي ضد الحكومة ومناقشة قضية من تم الإفراج عنهم وهم ضالعين في حادثة النهدين والاستعداد للانتخابات القادمة ) وهي عناوين كافية لفحوى المخطط الذي يرتب له صالح وقد تناول كل الجوانب المهمة لعمل الحكومة والرئيس والأحزاب والاغتيالات والوضع العسكري والأمني ووضع العراقيل أمام الأداء العام وإثارة السخط الشعبي ضد الحكومة

أنا أتوقع ان المخلوع يدفع بالوزراء ضمن حصته في الحكومة للموافقة على اعتماد جرعة سعريه جديدة ، وهو يعرف ماذا تعني الجرعة الجديدة لأنه خبير في تجريع الشعب وأتوقع ان المخلوع قد وصل الى قناعة كبيرة بعد فشل كل المحاولات التي قام بها سواء الاعتداءات على الكهرباء والنفط والتخريب والاغتيالات ونشر الفوضى وغيرها ، القناعة لديه الآن هو اللجوء للشارع من خلال استغلال سخطه من أي قرار قد يأتي

الجرعة التي تسلهم برفع الأسعار سيتعامل معها الشارع عفويا بالغضب وستحل على المواطن كالصاعقة ولا يحتاج المواطنين الى من يتبنى تنشيطهم واستثارتهم لان الوضع المعيشي أصبح لا يطاق وأصبح الكل معني برفع هذه المعاناة الثقيلة ، والسياسيين المتربصين بالاصطياد بالماء العكر هم الذين سيستفيدون من هذه العملية

أتوقع ان المخلوع يعد نفسه لاستغلال مثل هذا العمل الذي قد تقدم عليه الحكومة وبدافع من حزب المخلوع وتخطيط المخلوع ذاته ،

من خلال متابعة الوضع السياسي اليمني وخاصة وضع المخلوع ندرك ان صالح محاصر بقوة وتعددت الجهات التي تفرض عليه الحصار محليا وإقليميا ودوليا وهذا الحصار سيدفع به الى اللجوء للفوضى واستثارة الشارع والركوب على غضبه الذي سينتج عن عمل ما سواء الجرعة القادمة والمحتملة او عملية مماثلة لان المخلوع يسعى لاستغلال الشارع وعفويته بعد ان فشل خلال الفترة الماضية من تحقيق عمل شعبي غاضب ، وفشلت كل الإشاعات التي روجتها واختلقتها وسائل إعلامه

اجتماع المخلوع بالإعلاميين وبشكل سري دليل على عمل عدائي وعدواني ضد الرئيس والحكومة او ضد الحوار الوطني او الأمن العام او تقلص أعمال الفوضى بشكل عام

المعطيات العملية خلال الفترة السابقة ( تزايد عمليات التسلح وتهريب الأسلحة والتوافق مع الحوثي وبقاء نجله احمد في صنعاء وتهيئة الرأي العام لتصفية الرئيس واستعادة السلطة بالقوة وعمليات التنصت الهاتفية بين المخلوع والرئيس ) ووضعها أمام الاستعداد الإعلامي تكفي ان تكون دليل للجزم بأن المخلوع قادم على عمل تخريبي كبير يفوق الاعتداء على الكهرباء والنفط وقطع الطرقات ، إضافة الى تطرق السفير الأمريكي الى ترسانة الأسلحة المنهوبة والمخزنة في سنحان وحث الحكومة على التعامل معها لاستعادتها

الضغط والتهميش والتهديد الذي يعاني منه المخلوع كلها عوامل ستدفع بالمخلوع لارتكاب عمل إجرامي لإفشال التسوية التي يسير عليها اليمن وقد تتعدد صور هذا العمل ، تصريحات أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر والتهييج الإعلامي لوسائل الإعلام التابعة له كلها تشير الى عدم رضا المخلوع عن المسار الحالي

الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية وأجهزة الاستخبارات لابد ان يكونوا جميعا عند مستوى عالي من اليقظة وان يدركوا ان أنصار المخلوع لا زالوا على تواصل معه ويخضعون لتوجيهاته وأنهم موجودين في كل المؤسسات الأمنية والدفاعية والاستخبارية وان هناك مكلفين في غرفة عملياته لإداراتهم كما لو إنهم يديرون المؤسسة بكاملها

الحكومة وخاصة في هذا الوقت يجب ان تفوت الفرصة على المتربصين باليمن وان لا تقوم بأي إجراءات سعرية جديدة لأنها ستكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير وأي عمل من هذا النوع ستكون قدمت الحجة للمخلوع وعلى طبق من ذهب