ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
الأسبوع الفائت ظهر حسين الأحمر في مجلس النواب وهو يدافع عن محمد أحمد منصور بضراوة، لقد نعته بالرمز الوطني،واصفا حملات أهالي "الجعاشن" "والعنسيين" ضد تصرفات منصور بأنها شوشرة.
موقفه ذلك جعله يبدو مغايرا تماما للأعراف والتقاليد القبلية التي تحث على نصرة المظلوم.
قبل سنوات بدأ نجم حسين الأحمر يلمع .
كان الشاب يهيئ نفسه للإمساك بناصية الفعل السياسي في البلاد وتقديم ذاته كرقم صعب في الحياة السياسية اليمنية ليس بإمكان أحد تجاهله أو تخطيه ،معتمدا في ذلك الظهور على سمعة والدة الراحل الشيخ عبد الله الأحمر وكذا قبيلة حاشد ذات النفوذ القبلي المؤثر في أجهزة الدولة ومؤسساتها .
الشاب الثلاثيني المتأهب لمكانة سياسية، ظل يحشد القبائل في مناهضة سياسة الرئيس صالح بعدما أقصي من رئاسة فرع الحزب الحاكم بمحافظة "عمران" خلال انتخابات تنظيمية أجريت نهاية 2005م، وحين ردد أن إقصائه لم يكن سوى رغبة من الرئيس صالح، كان هو قد بدأ إقامة علاقات خارجية تمنحه قوة وجود داخلي لتكون ليبيا البداية في اتصالاته الخارجية لتأسيس حزب سياسي جديد في مواجهة حزب الرئيس لتتمخض تلك الزيارة عن تأسيس مجلس التضامن نهاية يوليو 2007م والذي أعلن أن من أهدافه فض النزاعات القبلية ومحاربة الفساد من أولويات ذلك المجلس إضافة إلى أنه سيعمل على إنشاء مدارس لتعليم الأعراف القبلية!!،أحد نتائج زيارته لليبيا، لينبري له الشيخ ناجي الشايف شيخ مشايخ بكيل الذي عقد مؤتمراً صحفياً مدعوماً من السلطة حضره مئات المشايخ، أعلن خلاله براءته من "مجلس التضامن الوطني" الذي قال أنه مدعوم من دولة جارة- إشارة الى المملكة العربية السعودية التي عرفت برعايتها لمشايخ يمنيين خاصة في المناطق القريبة من حدودها.
كانت علاقة الشيخ الشاب بالرئيس مرتبطة بعلاقة الأخير بوالده الراحل ، إلا أن لبعض فسر رغبة صالح في إقصاء حسين من رئاسة فرع المؤتمر بعمران آنذاك أنها رسالة إلى أبناء الشيخ الراحل مفادها أنه لم يعد بالإمكان قبول منافس آخر إلا في ظل وجود ترتيبات أخرى ينبني عاليها مستقبل نظامه السياسي يكون الاتفاق قائما على جدلية "تابع ومتبوع" غير أن إحساس حسين بخطورة رحيل والده ألجأه إلى محاولة إظهار ذاته كرجل ذو هم وطني كبير وانتماء واسع فقد قال في حوار نشرته صحيفة المصدر المستقلة أن الرئيس صالح يتبع سياسة الإمام يحيى بن حميد الدين في التعامل مع مفردات الواقع القبلي ويحمل ذات الهم الذي كان يحمله الإمام يحيى وهو توريث السلطة، إلا أن الشاب حسين الأحمر في رأي البعض ذو مزاج متقلب فاقد للخبرة والتجربة في تعامله السياسي والقبلي لايعي عادات وأعراف القبائل لأنه لايعرفها بحسب-الشيخ علي العجي شطيف- القيادي في مجلس التضامن الذي أسسه حسين- وذلك في أول اختبار حقيقي لخلافة حسين لدور والده إثر قضية طرفاها أفراد من قبائل "الحنشات" وآخرون من خارف على خلفية تقطع كادت أن تؤدي إلى كارثة أثناء النظر فيها في مقيل الشيخ الراحل عبد الله الأحمر.
تناقض حسين الأحمر مع أهداف مجلس التضامن الذي أسسه وانحيازه إلى جانب شيخ الجعاشن الذي شرد العشرات من أبناء منطقتي "الجعاشن" "والعنسيين" وقصفهم بالرشاشات وسلاح الـ"" r.b.g ونهب حقوقهم وممتلكاتهم ، حين اعتبر ما يقوم به أبناء "العنسيين" من مطالبة الدولة لإنقاذهم مجرد شوشرة تهدف إلى الإساءة إلى واحد من رموز الوطن!! موقف يعبر بجلاء عن سعي الأخير الى تمتين النفوذ القبلي وإحياء نزعة العصبية القبلية في أبشع وجودها ، منافيا دعوته المشائخ إلى العمل كفريق واحد في خدمة الوطن والحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة القبلية المتمثلة بالإخاء والصدق والكرم والمروءة والشجاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي كان قال أن فيها الكثير من القيم الإنسانية.
كما أن هذا الموقف الذي اثار استياء واسعا والذي الذي صدر عن أحد رموز السلطة ونافذوها يعبر عن طبيعية العلاقة المشوهة بين المجتمع والدولة اليمنية ، فقد عجزت الأخيرة عن إيجاد هوية وعصبية وطنية جديدة وجامعة قادرة على استبدال الهويات والعصبيات القديمة.. وتحت تأثير وحضور كبيران لشيوخ القبائل وتغلغلهم العميق في النسيج الاجتماعي، ولضعف مركزية الدولة، ولقلة النُخب اليمنية المثقفة وحضورها الهزيل مقارنة بزعماء القبائل.
لكن مساعي الشيخ حسين في تشكيل أدوات "مشيخة" مصغرة تابعة له جاءت متأخرة وفي زمن لم يعد فيه لدى الناس استعدادا للبقاء تحت سطوة أحد ،و ينم عن قصور واضح لديه في قراءة الواقع وتحولاته -إن كان يقرأ –فهناك وعي جماهيري صاعد بدا يتشكل زاحفا باتجاه ضرب نفوذ وتأثير تلك القوى التقليدية القبلية المهيمنة التي وقفت عائقا أمام وجود دولة حقيقية
إلا أن أحد السياسين يرى أن وصف حسين الأحمر لمحمد منصور بالرمز الوطني وصفا طبيعيا، ليس لأن شيخ الجعاشن رمز وطني -حد قوله- ولكن لأن الشيخ حسين يفسر الوطنية من دائرة ا"لمشيخة" بل لا يخرج في التعاطي مع قضايا الوطن عن هذه الدائرة وأضاف" كما أن اليمن مجموعة "مشيخ"لا أقل ولا أكثر والوضع الطبيعي له أن تجري الأمور بهذا الشكل فكيف نريد إسقاط استراتيجيات مؤسسية على واقع غير استراتيجي و ليس من الطبيعي أن يقف الشيخ حسين ضد ممارسات محمد أحمد منصور بل ما حصل هو عين الصواب الذي يعكس حقيقة واقعهم .. لا غرابة إن قال الشيخ حسين أو غيره ممن على شاكلته لاحقًا بأن شعيبا الفاشق مبعوث العناية الإلهية لأهل الحسينية"
قد يكون قولا غير صائبا إلا أنه من وجهة نظر حسين الأحمر هو الصواب ،ولا غرابة فقد سمع الشعب ما هو أسوء من ذلك القول، وهل هناك أسوء من ان يشرب الإنسان من ماء البحر إذ لم يعجبه واقعه البائس.؟؟
Antwfe_25@hotmail.com