فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح
" خاص - مأرب برس "
الفساد هو المسيطر على نظام الحكم في اليمن بحسب التقارير الدولية ، بل إن اليمن تُعدُّ من أكبر أوعية الفساد في العالم ، حيث التَهَمَ الفساد كل شيء في اليمن وأتى فيها على الأخضر واليابس بدءاً بعائدات النفط التي لا نعلم حتى اليوم كم تنتج اليمن منها وتدخل مباشرة في الحساب (رقم واحد) بالبنك المركزي ، وانتهاءً بالجباية
الجمركية والضريبية التي تجاوزت حدود الممكن إلى اللاممكن .
ويظل المواطن وحده ضحية الفساد ، الذي بسببه يعاني من الجوع والفقر والمرض والجهل ،تلك الأمراض التي قامت الثورة من أجل القضاء عليها ، بل أصبح القضاء عليها من أهم الأهداف الستة للثورة التي تحتل مكاناً ثابتاً في ترويسات الصحف الرسمية . وبسبب الفساد اجتاحت المواطن أمراض أخرى لا تقل فتكاً عن تلك الأمراض لعلَّ أهمها :
الخوف من المستقبل القريب ، والخوف من الحاضر ، والخوف على النفس ، والخوف على العرض ، والخوف على المال ، والخوف من كل شيء ، هذا الخوف سيطر على المواطن بعدما أصيب بخيبة أمل من إصلاح الخلل والقضاء على الفساد وجيوبه المفتوحة .ولكن يظل أشد الأمراض فتكاً هو شعور المواطن "بالغربة" في وطنه ، وهو أقسى شعور يشعر به الإنسان ، يشعر الإنسان بالغربة في وطنه عندما يرى خيرات بلاده يستأثر بها
ثلة من الناس لا تمثل أكثر من (10%) من المجموع الكلي لأبناء الوطن ، بينما الأغلبية الساحقة من أبناءه مسحوقة مطحونة تتلقى فتات الفتات ، وكأن غول الفساد.
يقول للمواطن :
ليَ الثلثان من نفطي وثلثا ثلثـه الباقي
وثلثـا ثلث ما يبقى وثلث الثلث للباغي
وتبقـى أسهم ست تقسـم بين أعواني
يشعر المواطن بالغربة القاتلة عندما يرى المفسدين قد استأثروا بالقصور المنيعة ذات الأسوار العالية بينما يصرف هو ثلاثة أرباع راتبه الشهري إيجاراً لبيته ، وفي نفس الوقت يرى الكثير من إخوانه المواطنين يسكنون في بيوت من علب الصفيح .يشعر المواطن بالغربة القاتلة عندما يرى المفسدين يتبخترون في الشوارع بآخر
الموديلات من السيارات الفارهة ذات الماركات العالمية المشهورة والتي يصل سعر الواحدة منها إلى (120.000$) ، بينما هو لا يجد في جيبه تعرفة الركوب على الباص (20ريال) .
يشعر المواطن بالغربة القاتلة عندما يرى المفسد الذي كان لا يملك شيء أصبح لديه الشركات العملاقة، والأراضي الواسعة ، والمزارع المترامية الأطراف ، والأرصدة الهائلة في البنوك الغربية ، والاستثمارات الخارجية ، والمواطن الكحيان إذا امتلك محل أو دكان صغير سلطت عليه الدولة كل كلابها المسعورة التي لا تشبع (ضرائب ،واجبات ، بلدية ، نظافة ، سجل تجاري ، تأمينات ،...إلخ) ، وإذا امتلك عربية يخرج بها الصباح سلطت عليه الدول رجال البلدية الأشاوس يلاحقونه ويضربونه ويصادرون عربيته بما عليها ويقذفون به في سجن البلدية العتيد إن لم يصل الأمر إلى الذبح (كما حدث للسمحي ، وبرهان وغيرهما) ، وإذا امتلك دراجة نارية يعول بها أسرته ويصون ماء وجهه من السؤال سلطت عليه الدولة رجال المرور الأشاوس ليكسروا رجله ويصادروا دراجته ويرمونه في الشارع دونما إسعاف .
يشعر المواطن بالغربة القاتلة عندما يرى المفسد يطير إلى الخارج للعلاج على نفقة الدولة إذا ما أصابته إنفلونزا بسيطة أو أصابت (المدام) لا قدر الله أو أحد الأولاد (أصلحهم الله) ، بينما المواطن يموت في (طواريد) أقسام الطوارئ بمستشفيات الدولة المدعومة من أموال الشعب .
يشعر المواطن بالغربة القاتلة عندما يرى (الفاشل ابن الفاسد) يدرس في أعرق الجامعات العالمية على حساب الدولة بأعلى الرسوم السنوية التي تصل إلى (24.000$) للعام الواحد (وتأكدوا من منح وزارة التخطيط الخاصة جداً جداً ، وكذا منح وزارة النفط) ،بينما ابن المواطن المجتهد الحاصل على أعلى المعدلات يكاد يلفظ أنفاسه للحصول على منحة إلى أي جامعة في الخارج حتى ولو كانت جامعة (بونا) الهندية .
يشعر المواطن بالغربة القاتلة عندما لا يجد قضاءً عادلاً مستقلاً يلجأ إليه إذا ما اعتدى عليه أحد المتنفذين المحاطين بالمرافقين المدججين بالسلاح ولا يجد من ينصره ولا من يأخذ بيده لاسترداد حقه المسلوب ، أو دمه المسفوك ظلماً وعدواناً (كما فعل بالحمادي) .
فهل بعد هذا الاغتراب في الوطن يشعر المواطن بالانتماء للوطن ؟!!