القول الفاصل في الرد على فاطمة واصل
بقلم/ محمد جمال الدين
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
الأحد 21 فبراير-شباط 2010 11:37 ص

أختي العزيزة يبدو أنك لا تفهمين من معنى القبيلة إلا اسمها من الحقيقة إلا رسمها. وسأوضح لك وللقراء ما خفي عليك.. القبيلة: هي كيان اجتماعي يرتبط بقيم وأعراف وتقاليد توارثها العرب أبا عن جد ومنها الشهامة والكرم ونجدة الملهوف ومساعدة الضعيف, والقبيلة ليست بمعزل عن الكيان المجتمعي الأخر وهي- أي القبيلة- ليست في اليمن فحسب بل وفي دول الجزيرة العربية, فالمملكة العربية السعودية تتكون من قبائل, وقبائل أقحاح والإمارات العربية كذلك والأردن وسوريا.. بل كل الدول العربية, وحتى لديك في بلد الحضارة والتقدم التكنولوجي (أمريكا) توجد القبيلة, فالهنود الحمر هم قبيلة, ولهم مميزات خاصة منها أنهم لا يدفعون الضريبة.

وحين تتحدثين في مقالك " ليس فقراً.... إنها التخمة القبلية" عن تلك التصرفات اللامسئولة في (الباص) تنسبينها إلا القبائل, مع العلم أني أجزم بالقول إن أبناء القبائل لا يتصرفون تلك التصرفات وإنما هم من (المخضرية) التي تنصلت عن القبيِْلة واكتسبت بعضا من التمدن, فتكون ذلك المزيج الرديء الذي لا يتحلى بالقبيلة ولا يتحلى بالتحضر.

ومن المواقف التي حصلت وبرزت فيها الشهامة, أذكر لك هذا الموقف.. كانت فتاة في (الباص) وكان شاب يدخن فقالت له: لو سمحت انفث دخان سيجارتك بعيدا فلم يستجب, فقال له شخص يدعى (.......الزيادي) لو سمحت أطفئ السيجارة, فلم يفعل وحدثت المشادّة, فنزل الزيادي من الباص وحاول سحبه للخارج ولكن صاحب الباص تحرك, فما كان من الزيادي إلا أن أوقف سيارة أجرة وسار إثره حتى آخر موقف (للباص) فانزله من (الباص) وأشبعه ضربا حتى أغمي عليه.

وإذا أردت أن أؤكد لك ذلك سأعطيك رقم تلفون ذلك الشخص الذي لديه دم القبيلة, فما كل تافه ينسب إلى القبيلة.

والقبيلة في اليمن رحمة بأهلها في ظل غياب القانون, وأجزم لك لولا الخوف من القبيلة لرأيت القتل والاغتصاب في الشوارع؛ لأن هنا أشخاصا طغت عليهم المادة التي جمعوها بطرق غير مشروعة وصاروا يمشون مشي الطاووس, فلو كلمتيه كلمة واحدة لأمر مرافقيه أو أخرج مسدسه وقتلك وبرزمة من المال يكون بريء, هذا إن وصلتي إليه, لكن لوجود القبيلة يخشى كل واحد من أولئك أن يتصرف تصرف كهذا.

أما ذلك الشيخ الذي يوصل الكهرباء إلى قريته فللّه درّه ودرّ أبيه, نتمنى ألف شيخ مثله, فالشيوخ الضعفاء لم تصل الكهرباء إلى قراهم ولن تصل.

الغش وما أدراك ما الغش.. إنني من محاربي الغش لدرجة المخاطرة وكم عانيت من هذه الحرب لدرجة التهديد بالقتل, ولكني أرى فيما طرحتيه عدالة على الأقل, فعندما يكون أحد أبناء الوجهاء في لجنة الامتحان يكون هناك غش كما قلت أو قال احد المعلقين. وغش فيه عدالة فالكل سينال نصيبه. كيف هذا؟؛ لأن أبناء المسئولين, يا أختي, لا يغشون بل يقومون باللعب في دفاتر الامتحان ويرسمون صور الفنانيين والفنانات ورئيس اللجنة قد تلقى أوامره بتبديل الدفاتر حيث يقوم شخص بحل الامتحان في غرفة سرية بعد تسريب ورقة الامتحان إليه ويأتي بمجموع عالي, ويؤهل للمنحة في دولة أروبية ليكتمل الفساد. فأيهما أفضل هذا الغش أم الغش الذي فيه عدالة.

الكاتبة, نحن في دولةٍ القانون فيها مشلول يسير على كرسي يدفعه القائمون عليه إلى ساحة القضاء متى شاءوا, ولتنفيذ مصالحهم, وبعد الانتهاء يقومون بإعادته إلى غرفته التي لا يتحرك منها إلا لهذا الغرض الذي وضع من أجله. فالقبيلة لا دخل لها بهذا. فإن شفى الله القانون من محنته وانطلق على رجليه يتحرك يمينا وشمالا ويسير على المسئول قبل المواطن, فلن يكون فيه لا قبيلة ولا شيخ ولا وجاهه, وإذ تحاملنا على القبيلة في ظل مرض القانون فسنُبتلى بأشد منها بلاء "العصابة". والله ثم والله إن القبيلة والقبْيَلة أرحم من العصابات. ولو تذكرين في عام 2000 وحتى 2003 كيف انتشرت الأخيرة وتحت رعاية أصحاب المصالح, وكم حصل من سطوٍ ونهبٍ وقتل حينها وحتى اختطاف فتيات. والذي أراه أن تستدركي مقالتك بمقالة أخرى تلم الجرح, كي لا يكون في النفس شيء عليك.

maaaj67@yahoo.com