قراءة في كلمة الرئيس ”هادي“
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 4 سنوات و 4 أشهر و 19 يوماً
السبت 27 يونيو-حزيران 2020 09:08 م

كلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي، اليوم، تختلف عما سبقها، من حيث المناسبة والتحديات والمخاطر، وكعادته منذ استلامه العلم، بدى شامخا قويا صاحب مشروع لبناء وطن ودولة وشعب، لا يعرف اليأس ولا التفريط والارتهان، حدد المخاطر والتحديات وسبل المواجهة، أكد عل مشروع اليمن الاتحادي كخيار ونهج، والتمسك بالثوابت والمرجعيات التي حددها لبناء يمنا شامخا، جمهوريا، اتحادياً، على كل الأرض اليمنية من ميدي إلى المهرة، ومن صعدة حتى حضرموت، حدد فخامته أسباب ومسببات المعاناة للشعب اليمني، وأسباب قبول اتفاق الرياض وطريقة تنفيذه، وأسباب تعثر التنفيذ، والمستجدات في سوقطرى وأبين، أوضح عمق ومتانة العلاقة مع المملكة وسبل مواجهة التحديات المشتركة، حدد دور القوى الحزبية والوطنية في مواجهة التحديات، حدد مفهوم السلام وشروطه والموقف منه وموقف المليشيا الحوثية منه.

وقد حوى خطابه العديد من المحددات والموجهات والرسائل لمواجهة التحديات والمخاطر نوجزها بالنقاط الأتية.

1- مناسبة الخطاب.

تزامن هذا الخطاب باجتماعه مع أركان الشرعية اليمنية ممثلة بهيئة مستشاريه وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب، بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني ورئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، هنا يكتسب الخطاب أهمية قصوى كونه موجه لكل أركان الدولة وللشعب وللحلفاء والأصدقاء والمتآمرين والأعداء، وهو في نفس الوقت توجيه وتكليف لكل أركان الدولة كل في مجاله وعمله.

وحدد فخامته هدف عقد اللقاء بأنه ( يعقد من أجل تدارس الاوضاع التي تشهدها بلادنا، والوقوف على مجمل التحديات والمخاطر التي تواجه وطننا في هذه الظروف الصعبة، والمرحلة الحرجة من تاريخه، التي تكالب فيها الاعداء، والمتربصين، والمغامرين، ممن أرادوا استغلال ظروفه لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية أو مناطقية أو طائفية، ومراكمة اوجاعه ومآسيه دون رادع من ضمير أو إنسانية).

2- تحديد أعداء اليمن وأهدافهم.

حيث حدد فخامته بوضوح من يريد منع اليمنيين من بناء دولتهم وأمنهم واستقرارهم ونهضتهم وهم ثلاث فيئات ( الأعداء، والمتربصين، والمغامرين) وحدد أهدافهم بأنها مكاسب (شخصية أو فئوية أو مناطقية أو طائفية), ويستهدفون من ذلك (مراكمة اوجاع اليمن ومآسيه دون رادع من ضمير أو إنسانية).

3- الإحساس بالمسؤولية والعمل على رفع المعاناة.

حيث حيا فخامته الشعب اليمني العظيم في كل مناطق اليمن (المتطلع إلى إنهاء هذه المأسي والأوجاع) وهذا اللقاء وهذا الخطاب وما يحمله يحدد خطوات العمل لرفع معاناة الشعب اليمني.

4- المليشيات الانقلابية والمتمردة هي سبب المعاناة والمآسي والأوجاع.

أوضح فخامته بأن (هذه المأسي والأوجاع والأوضاع الصعبة التي يكتوي بنارها شعبنا العظيم, فرضتها المليشيات الانقلابية والمتمردة على ابناء الشعب اليمني).

5- غايتنا واضحة يمن اتحادي آمن ومستقر.

أوضح فخامته بجلاء وتصميم ويقين وتأكيد ذلك بقوله (إن غاياتنا واضحة، نريد يمن اتحادي آمن ومستقر).

6- هدف اليمن الإتحادي إقامة دولة العدل والمساواة.

أوضح فخامته بجلاء الهدف من اليمن الإتحادي (أن يعيش ابناءه في ظل دولة عادلة رشيدة، دولة المساواة).

7- طريق النضال لليمن الإتحادي استعادة الدولة واستئناف المسار السياسي.

حيث حدد فخامته ذلك بقوله (وحددنا لذلك نضالاً وطنيًا شريفاً لإنهاء الانقلاب الذي تقوده المليشيا الحوثية الإيرانية واستعادة الدولة واستئناف مسارنا السياسي التوافقي).

8- السلام العادل والشامل ومرجعياته.

حدد فخامته مفهوم السلام العادل ومرجعياته بقوله (سلاماً عادلاً شاملاً يقوم على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216).

9- مد يد السلام في كل المشاورات حرصا على شعبنا اليمني وانهاء لمعاناته.

حيث أوضح فخامته ذلك بقوله ( لقد مددنا ايدينا للسلام في كل مرة، وذهبنا إلى مشاورات عديدة تحت رعاية الامم المتحدة، ولم نكن نحمل معنا سوى طموحات شعبنا في انهاء المعاناة التي يتكبدها جراء الحرب الغاشمة التي تسبب بها الانقلابيون، وبما يفضي إلى تحقيق سلام شامل ومستدام وفق المرجعيات السياسية الثلاث).

10- المليشيات الحوثية ترفض السلام وتنكث الاتفاقيات وتنقض العهود.

حيث بين فخامته بوضوح رفض المليشيا الحوثية لكل محاولات السلام والدعوات الأممية لذلك بأنها تلجأ في كل مرة لما يلي:

نكث الاتفاقيات، ونقض العهود.

مقابلة حرصنا لتحقيق السلام بمزيد من التصعيد وارتكاب الجرائم بحق المدنيين ومهاجمة المدن.

اتخاذ بلادنا كقاعدة لاستهداف أشقائنا بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

وها هي تواجه الدعوات الاممية لوقف إطلاق النار، وتركيز الجهود لمواجهة وباء كورونا بالكثير من التصعيد الهمجي خصوصا في جبهات القتال بمحافظات صنعاء والجوف و مأرب والبيضاء ، حيث يسجل ابطال الجيش الوطني ورجال القبائل صفحات البطولة والفداء.

11- قبول اتفاق الرياض وضرورة تنفيذه بشكل كامل دون انتقاء او تجزئة.

حيث بين فخامته بجلاء وتصميم ذلك بقوله (لقد جاء قبولنا لاتفاق الرياض، وضرورة تنفيذه بشكل كامل كما ورد في اخر مادة فيه دون انتقاء او تجزئة).

12- أسباب قبول اتفاق الرياض.

أوضح فخامته تلك الأسباب بما يلي:

 قناعتنا الراسخة بأنه يمثل المخرج الامن لإنهاء أسباب ومظاهر وتداعيات التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المناطق المحررة.

تغليب المصلحة الوطنية العليا.

توحيد الجهود لمواجهة الانقلاب الحوثي.

استيعاب الجميع في إطار الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية.  

13- أسباب تعثر تنفيذ اتفاق الرياض.

حيث أشار فخامته بأسف لتعثر التنفيذ لفترة طويلة نتيجة لما يلي:

 استمرار الممارسات التصعيدية التي كان منها اعلان ما يسمى الادارة الذاتية وما ترتب عليه.

ما شهدته محافظة أرخبيل سقطرى مؤخرا من تمرد على الدولة ومؤسساتها واعتداءات على مواطنيها الأبرياء المسالمين ، هذه الجزيرة المسالمة الآمنة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة.

14- أحداث سقطرى تمرد مسلح على الدولة ومؤسساتها واعتداء على المواطنين. 

حيث أشار فخامته بوضح لا لبس فيه لذلك بقوله (ما شهدته محافظة أرخبيل سقطرى من تمرد على الدولة ومؤسساتها واعتداءات على مواطنيها الأبرياء المسالمين ، هذه الجزيرة المسالمة الآمنة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة).

15- أحداث سقطرى تبعث على الأسف وتحز بالنفس بتوجيه السلاح والمدرعات والعتاد العسكري ضد مؤسسات الدولة والآمنين.

حيث عبر فخامته عن ذلك بقوله (إن ما يبعث الأسف، ويحز في النفس هو مشاهدة تلك المدرعات، والعتاد والمركبات العسكرية وهي تقتحم مؤسسات الدولة، وتروع الآمنين، في جزيرة سقطرى المسالمة.

16- وجهة السلاح الحقيقية هي باتجاه معركة اليمن الكبرى مع الحوثيين.

بين فخامته ذلك بقوله (في حين أنها كانت ينبغي أن تكون في عقبة ثره، وجبال الحشا وصرواح، ونهم والبيضاء وقاع الحوبان هناك حيث معركتنا الكبيرة، وعدونا الحقيقي، وملاحم أبطالنا الفدائيين الذين يسطرون أروع البطولات، ويفتدون بدمائهم الطاهرة الزكية وطننا الغالي)

17- الاحتكام إلى السلاح والقوة لتحقيق مكاسب شخصية، أو تمرير مشاريع فئوية، أو مناطقية أو حزبية أمر مرفوض وغير مقبول.

بحسم قاطع أوضح فخامته ذلك بقوله ( إن الاحتكام إلى السلاح والقوة لتحقيق مكاسب شخصية، أو تمرير مشاريع فئوية، أو مناطقية أو حزبية لن يكون مقبولا، ولن يحقق لأصحابه هدفا أو غاية).

18- الشعب اليمني سيدافع عن نظامه الجمهوري ومكتسباته ولن تنتصر عليه أي قوة مهما بلغت.

بين فخامته ذلك بقول(وسيكون شعبنا اليمني حاضرا دائما للدفاع عن نظامه الجمهوري، ومكتسباته الوطنية، ولا يمكن لأي قوة مهما كانت ان تنتصر على الشعب).

19- دعوة أبوية صادقة لأبنائه في ما يسمى المجلس الانتقالي.

بحرص الأب على أبنائه والقائد على جنده ومواطنيه وجه فخامته دعوة صادقة تحوي ما يلي:

ان نستغل الجهود المخلصة والكبيرة لأشقائنا في المملكة التي تبذلها للعودة إلى مسار تنفيذ اتفاق الرياض.

ادعوهم لإيقاف نزيف الدم وتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب اليمني.

إيقاف التصعيد والاعتداءات.

العودة الصادقة والجادة لتنفيذ اتفاق الرياض.

20- أسباب إيقاف إطلاق النار في أبين.

حيث أوضح فخامته بأنه وجه بالالتزام التام بوقف إطلاق النار في ابين للأسباب التالية:

 استجابة لجهود الاشقاء لإتاحة الفرصة لتلك الجهود لإنهاء التمرد على الدولة ومؤسساتها.

استئناف تنفيذ الاتفاق.

21- التحايا الحارة للرجال البواسل والأبطال الشجعان.

حيث قال فخامته (انني اتوجه بالتحايا الحارة لرجالنا البواسل وابطالنا الشجعان في القوات المسلحة والمقاومة الذين يجترحون البطولات في مختلف الميادين لدحر وهزيمة المليشيات الباغية التي ألحقت خرابا كبيرا بالوطن وتسببت بأوجاع ابناءه).

22- أسباب التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب اليمني.

حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (هناك تحديات كبيرة تواجه الشعب اليمني، خلقتها الظروف الاقتصادية، وسوء الخدمات، وتفشي وباء كورونا، وممارسات خارجة عن القانون تتدخل في اعمال مؤسسات الدولة لإعاقتها عن القيام بمهامها).
23- تضافر كل الجهود ومن الجميع لتخفيف هذه التحديات الكبيرة ومواجهتها وتعزيز وضع الدولة.

حيث أوضح فخامته ذلك بقوله ( مما يتطلب تضافر الجهود من كافة ابناء الشعب اليمني وقواه الحيه والسلطات المحلية والمركزية، وتعزيز قنوات التواصل مع الاشقاء والأصدقاء بما يخفف من وطأة هذه التحديات، ويعزز وضع الدولة اقتصاديا، وإغاثيا، وصحيا، وتنمويا ، وامنيا). 

24- دور الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية أمام هذه المهددات والمخاطر.

حيث بين فخامته ذلك بجلاء بقوله (ان هذه المهددات والمخاطر التي تواجه الوطن تقتضي من كافة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الاضطلاع بدورها في تمتين الصف الوطني، وتعزيز لحمته، والترفع عن المناكفات الصغيرة والمواقف قصيرةالنظر).

 25- عين الشعب مفتوحة والتاريخ لن يرحم أحد.

حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (فالتاريخ لن يرحم أحد، وعين الشعب مفتوحة وتراقب كل شيء).

26- اليمن وطن الجميع وهو أمانة في أعناقنا.

حيث قال فخامته (هذه بلادنا جميعاً، هذا وطننا، أمانة في أعناقنا).

27- واجب الجميع الحفاظ على اليمن شامخا، جمهوريا، اتحادياً من ميدي إلى المهرة، ومن صعدة حتى حضرموت.

 أوضح فخامته ذلك بقوله (وواجب علينا جميعا الحفاظ عليه، شامخا، جمهوريا، اتحادياً من ميدي إلى المهرة، ومن صعدة حتى حضرموت).

28- التأكيد على عمق ومتانة علاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية.

حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (نؤكد على عمق ومتانة علاقتنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية).

29- مواجهة التحديات الكبيرة المشتركة بين المملكة واليمن .

أوضح فخامته ذلك بجلاء بقوله (فنحن نواجه تحديات كبيرة ومشتركة وتحتاج الى الكثير من التنسيق والصبر والعمل بجدية لمواجهتها والتغلب عليها).

30- شكر المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لمواقفهما الأخوية الصادقة.

حيث قال فخامته ( وأوجه جزيل الشكر والتقدير لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، الذين كانوا و مازالوا يجسدون المواقف الأخوية الصادقة الحريصة على حقن دماء أبناء شعبنا اليمني و الساعية للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته و الذين يقفون معنا في كل الظروف الصعبة فتحية لهم بإسمي وباسم اليمن قيادة و شعبا).

31- التحايا الصادقة لأبطال الجيش الأبيض من اطباء وطواقم طبية.

حيث قال فخامته (وأوجه كل التحايا الصادقة لأبطال جيشنا الأبيض من اطباء وطواقم طبية في كل المحافظات اليمنية وفي مقدمتها عاصمتنا الغالية صنعاء، وعاصمتنا المؤقتة عدن الذين يقفون صفا واحدا في مواجهة فيروس كورونا الذي يفتك بأبناء شعبنا اليمني فتحية صادقة لهم).

32- مسك الخطاب الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والمجد للشعب والسمو للوطن.

وختم فخامته خطابه بقوله (الرحمة والخلود لشهدائنا الأبطال، الشفاء لجرحانا الميامين،

 الحرية لمعتقلينا الشجعان، المجد لشعبنا الأبي الصابر المقاوم، الرفعة والسمو لوطننا اليمني الشامخ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).


د عبده سعيد المغلس

27 يونيو 2020