هادي وكيري وترامب من يعتذر يا جلال ؟
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 7 سنوات و 11 شهراً و 28 يوماً
السبت 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 09:02 م

التلاسن الإعلامي الذي جرى بين الرئاسة اليمنية ووزارة الخارجية الأمريكية خلال اليومين الماضيين حول محاولة تأكيد إعتذار كيري لهادي بعد تناقلها على سياق دولي واسع وردة فعل أمريكية مضادة قادها المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكي كريستشين جيمس عبر قناة الحرة الامريكية حيث قام بنفي ذلك .

وهنا دعونا نتساءل هل عقدة النقص الملازمة للفندم جلال هادي وأبيه هي التي جعلت منه يقوم بتسريب خبر فيه تحوير متعمد للقاء الرئيس هادي بنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندر كينغ وسفير الأدارة الأمريكية في اليمن السفير ماثيو تولر , فبدلا من نشر خبر أن المسئول الأمريكي أعتذر عن سرعة وتعجل وزير الخارجية الأمريكي وتسريبه لبعض مضامين الاتفاق الحوثي الأمريكي قبل إبلاغ الحكومة اليمنية .

أو تجاهل "خبر مكتب هادي " لموافقة الإدارة الأمريكية في التراجع عن بعض مضامين تلك المبادرة ومناقشة أفكار جديدة تفضي بعودة كلا الطرفين إلى طاولة المفاوضات . 

ترى هل وصلت جرأة جلال هادي إلى تضليل إعلام الشرعية بأكمله وتضليل الأعلام الخليجي والعربي عموما حتى وسائل الإعلام الغربية التي تناقلت الخبر , أم حقا حصل إعتذار من الجانب الأمريكي لكنه إعتذار دبلوماسي وليس إعتذار رسمي, بإعتبار أن تلك اللقاءات التي تحصل بين قادة الدول يجب أن يصاحبها بعض عبارات المجاملات الرسمية والدبلوماسية, لكنه حصل لها تفخيم وتهويل" من قبل مكتب جلال. 

دعونا نغوص ولو قليلا في مضمون رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي كريستشين جيمس الذي جاء سريعا عبر قناة الحرة الامريكية حيث أجاب ” كيري لا يعتذر عن اصراره تسوية الملف اليمني وسيواصل جهوده في هذا السياق”.

في نظري هي إجابة تحمل تحدي صارخ للرئاسة اليمنية بتبني ضغوط جديدة " وإصرار على التسوية حسب الرؤية الكيرية " في قادم الأيام , وأعتقد أن ما تم اليوم من إعلان هدنة مفاجئة على أرض الواقع كانت جزء من هذا الإصرار الأمريكي .

 مساء أمس ناقش هادي مع مستشاريه موضوع الهدنة حتى ساعة متأخرة من الليل لكن نتيجة اللقاء مالت إلى رفض تلك الهدنة رغم طلب الأمريكان لها .

 لكن ذات الضغوط على الجانب الأخر قد أفلحت مع دول التحالف التي أعلنت بدورها ومن طرف واحد عن وقف العمليات العسكرية في اليمن , رغم التقدم الكبير للجيش الوطني في عدة جبهات وهو أمر يصب في صالح التحالف .

وهنا كانت المفاجئة للحكومة اليمنية قبل الشارع اليمني وهو إعلان التحالف هدنة لمدة 48ساعة مشروطة بالتزام الحوثيين بها وحضورهم الى ظهران الجنوب للمشاركة في لجنة التهدئة والتنسيق.

ترى هل هذه ترجمة ميدانية لحقيقة إعتذار كيري لهادي , أم رغبة أمريكية وقبل الوداع لإمضاء "تصريحات كيري حول الهدنة ",حتى لا يغادر الرجل مكتبه في الخارجية الأمريكية بهمة فاشلة , كان هادي وحكومته هي سبب الفشل في نظرهم . 

أظن الإجابة الوافية لكل ما هو قادم حول التسويات وهدن الحرب ستكون في جعبة ترامب وفريقه القادم إلى البيت الأبيض , ليس مع ملف اليمن فقط ولكن مع قضايا المنطقة بشكل عام .