أيها المغالطون ... هذه حقيقة الإخوان المسلمون
بقلم/ محمد الهيج
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر
الأحد 01 يوليو-تموز 2012 05:38 م

قال رب العزة (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) . هذا أدق وأصدق وصف لأهل مصر في الماضي والحاضر , في زمن الفرعون الأول رمسيس , وفي عهد الفراعنة الجدد منذ ستينيات القرن الماضي وحتى الــ25 من يناير 2011م , بالأمس كان رئيس جمهورية مصر العربية يؤدي اليمين الدستورية أمام الثورة والثوار في قلب ميدان التحرير , وألقى خطاباً حماسياً وثورياً هادئاً أنصت له العالم رغم أنفه , ورفعت له القبعات إكراماً وإجلالاً لروعته

ليس موضوعي هو خطاب محمد مرسي رئيس الجمهورية المنتخب شعبياً , لكن موضوعي هو حديث المغالطين الذين يشوهون الحقائق , ويقلبون المعادلات ويتلاعبون بمعطيات الواقع والتاريخ , ليصلوا إلى نتائج وبراهين ملفقه , وهم في شغلهم هذا يراهنون على بساطة العقول , وسطحية النظر والتأمل , وسذاجة التفكير والمنطق , اذكر أن هؤلاء حين نجح أردوغان تركيا في مشروعه النهضوي والحضاري الإسلامي , كانوا يحاولون إقناع الناس – ومعهم هالة إعلامية كبيرة – أن إخوان تركيا بدعاً من الإخوان في العالم , وأن هؤلاء – إخوان تركيا – يجيدون التفكير والتخطيط السليم وبقية الإخوان في العالم لا يجيدون ذلك , وأن إخوان تركيا صادقون وبقية الإخوان كاذبون , وأنهم يسهرون ويتعبون لمصلحة الوطن والمواطن وغيرهم من إخوان العالم يسهرون ويتعبون طلباً لكرسي السلطة من أجل مصالح شخصية ضيقة , وظلوا على هذا المنوال سنيناً يكذبون ويغالطون حتى يسر الله بفضله تفوق إخوان فلسطين في الإنتخابات التشريعية , وظهر صدقهم للعالم وتبين حرصهم على مصلحة وطنهم ومواطنيهم وسطع نجم تألقهم عالمياً , وحينها بدأت أبواق الكذب والمغالطة بترديد سخافاتها إرجافاً في المجتمع , إخوان حماس صناعة خاصة لا يشابههم أحد , ولن يجاريهم أحد , ليسو كإخوان مصر ولا اليمن ولا الأردن ولا غيرها هؤلاء مجاهدون صادقون وغيرهم لاعبون وكاذبون وظلوا يقرعون طبول إفكهم على أسماع قصيري النظر والتأمل .

وما أشبه الليلة بالبارحة – كما يقول العرب القدماء – وقد كنت بالأمس وبعد خطاب مرسي الذي أنصت له الدهر والعالم , أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك , والتويتر ) فرأيت فيه عجباً مع قلته , بل رأيت غثاء يجلب القئ والطراش , رأيت تلك الاسطوانة المشروخة , لا زالت تعمل , ولا زال أولئك المغالطون في غيهم سادرون ويعملون دون كلل ولا ملل , ولا زال بسطاء الناس يصدقونهم بسذاجة طفولية بريئة .

وإلى هؤلاء جميعاً أذكرهم بهذه الحقائق

• أن الإخوان المسلمين مدرسة فكرية واحدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب , ومن أقصى المشرق إلى أقصى المغرب , تعمل لصالح فكرة موحدة في أكثر من 90 دولة من دول العالم .

• أن لدى الإخوان المسلمين مشروع نهضوي رائد وموحد يعملون لنجاحه في كل بلدان العالم الإسلامي

• أن الإخوان المسلمين وحدة واحدة لا تتجزء فالفكر الذي في تركيا ومصر وفلسطين , هو نفس الفكر في اليمن والأردن وسوريا

• أن الإخوان المسلمين يخضعون لمدرسة وفكرة وقيادة موحدة , فالمدرسة التي أخرجت أردوغان وهنية ومرسي , هي التي أنتجت الكثير من القيادات من هذا النوع لم نعرفها بعد في بقية البلدان

ولذلك فبما ان المعطيات واحدة , فلم يصر البعض على القول بأن إخوان مصر وفلسطين وتركيا ليسو كإخوان اليمن , فاؤلئك صادقون وهؤلاء كاذبون عجباً لهؤلاء مأي منطق هذا المنطق الذي يتحدثون به , وكيف يمكن أن نوافقهم في ماخالفو فيه كل عقول البشر , أليست كل عقول العالم تؤمن أن المعطيات إذا أتفقت في أكثر من نظرية فإن النتائج والبراهين متحدة قطعاً ؟

ياقوم اسألوا علماء المنطق والحساب والهندسة والشريعة , وسيخبرونكم الخبر اليقين , سيقولون لكم أن المعطيات الواحدة تعطي نتيجه وبرهان ومخرج واحد لا يختلف .... فلم الإصرار على أن مدرسة الإخوان أخرجت نماذج حضارية ونهضوية وتنموية رائدة .... لكن في تركيا وفلسطين ومصر فقط مع العلم أن هذه الدول هي الوحيدة التي استطاع الإخوان أن يصلوا إلى حكمها

ياقومنا إن كانت هذه الحقائق حقائق – وهي كذلك – فبالله عليكم ماهذا الإصرار العجيب من البعض على أن مخرجات مدرسة الإخوان في اليمن غيرها في الدول الأخرى (تلك إذاً قسمة ضيزى)

ياقومنا هذه هي الحقيقة – مدرسة الإخوان واحدة واحدة في المعطيات والبراهين – فلم نغالط أنفسنا ونعيش على الأوهام والخيالات

ياقوم هذه الحركة نجحت في كل مكان قادته – بفضل الله سبحانه – وسيكون النجاح حليفها بإذن الله في كل مكان ستقوده , ياقومنا لتكن العبرة لنا في من نجح وسبق , بدلا من تعجيز وتخوين وتحبيط من يحاول اللحاق بالركب , إنني أعرف أن بعض قومنا سيرمي كلامي عرض الحائط على أحسن تقدير , لحاجة في نفسه يريد قضائها ولا أظنها تنقضي , لكنني أقول ما حكاه رب العزة والجلال عن مؤمن آل فرعون .. الذي كرر كثيراً ياقوم ياقوم ياقوم حتى قال ( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله) والأيام بيننا شاهد وحكم