خطاب النصر لدونالد ترامب إستطلاع لـ ''مأرب برس'': أكثر من نصف المشاركين توقعوا فوز ترامب على هاريس تحوّل مثير.. ميتا تسمح باستخدام ذكائها الاصطناعي لأغراض عسكرية أمريكية انستغرام يطرح خيارات جديدة لتصفية الرسائل للمبدعين الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى
يصادف يومنا هذا عيد الاستقلال من نير الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن, حيث اندلعت شرارة الثورة اليمنية ضد المستعمر وأذنابه السلاطين, وقد شارك في هذه الثورة كل يمني شريف وحر, بل وشاركتنا حتى الدول العربية التي كانت قد سبقتنا بالتحرر من نير الاستعمار, ولا ننسى جمال عبدالناصر رحمه الله والذي كان بمنزلة الطليعة النيرة لكل حركات التحرير العربية من براثن الاستعمار وسوء استغلاله.
والمناسبة هي سعيدة بكل المقاييس, حيث تظهر كم أن اليمانيين أقوياء ولا يتحملون أن ترى الدنيا على أرضهم وصيا, ولم تكن اليمن تشهد حركة تحررية من الاستعمار فحسب بل ومن السلاطين ذوي الشالات الكشميرية, وبعد سنوات طويلة تسلم الحكم في جنوب اليمن الحزب الاشتراكي اليمني, والذي يعد من حسناته القليلة أنه قام بإنهاء مظاهر الدويلات التي كانت رائجة آنذاك, وإن كانت هذه الحسنة لم تستمر حيث أصبح سلاطين الأمس حلفاء اليوم بعد أن لبس الاشتراكي عباءة "المصلحجية", بدلا من أفكار الأمس الوطنية.
الشيء المؤسف أن مظاهر الفرح اختفت بهذه المناسبة وحل محلها مشاعر عميقة بالكراهية والبغضاء والحقد, وبدلا من أن نخيف الدول الاستعمارية بإحيائنا لهذه المناسبات ونذكرهم بمصير المستعمر فيما إذا فكر بتدنيس أرضنا الحرام, صرنا نرهب بعضنا البعض, حتى الهتافات صارت مناسبة للمطالبة بتمزيق الوطن وتحول الوطن إلى قطعة جاتوه.
هل كانت تحلم إسرائيل والدول الغربية بأن سياسة الفوضى الخلاقة سيصل نجاحها إلى هذا الحد في العراق والصومال ومصر والجزائر والسودان والسعودية ولبنان والبحرين واليمن, وهل تحول الحزب الوحدوي اليساري التحرري الاشتراكي من صفوف التقدمية والمصلحة العامة إلى حزب عنصري يميني متخلف, وهل أصبح إرث الأجداد ثقيلاً ورخيصاً إلى هذا الحد حتى نقوم بتشويه هذه المناسبة وتحويلها إلى يوم يطالب بضرب الوحدة والعودة إلى ديار التمزق والتشرد والفرقة, هل أصبح معنى الآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) لا يثير في نفوسنا بعضاً من حرصٍ على وحدتنا ومعالجة مشاكلنا بنفوسنا.
أنا في غاية العجب من حقد يجعل المرء يبادر بالانتحار, أو خرق عينه بنفسه, أنا مستغرب من أمة يبلغ حقدها (أعاذنا الله من الحقد) مدى يجعل الأخ عدواً والعدو صديقاً, وأستغرب أن على سالم البيض الذي هرب بالأمس بقارب متهالك تارك كل شيء وراءه ما عدا الأموال التي قبضها ثمن الانفصال, استغرب أنه أصبح يتحدث ويجد أذاناً قليلة تسمعه, إذا كان هناك بقية رجال ألا يستحون من إعارة أسماعهم لشخص ضحى بمصير شعب, وأزكى أوار حرب أهلية شعوا, وباع كل شيء باع الوطن والشعب ودماء الشهداء والمناضلين, وعندما جاء دوره ليشتري لم يشتري سوى زوج لابنته (فنان لبناني مغمور).
هل الزمن تغير إلى الحد الذي لم يعد فيه للأنفة والشهامة والنخوة العربية أي معنى؟, هل أصبحت الأنفة هي التسكع في أروقة المخابرات الاستعمارية من أجل فوضى "خلاقة" في اليمن يكون نتيجتها فصل بضعة من اليمن لوحدها وإعادة الحرب الأهلية بين اليمنيين عقوداً طويلة؟ وهل أضحت الشهامة هي تشبيه الأخ لأخوه بالمستعمر؟, وإطلاق شعار برع برع يا استعمار في وجه أبناء المؤسسة الأمنية التي تحافظ على النظام والأمن في الوطن؟, وهل صارت النخوة العربية هي قطع الطرقات على القاصدين عندن لقضاء إجازة العيد, المفارقة الغريبة أن هذه الجموع الهستيرية تصيح برع برع يا استعمار في وجه قوات الأمن الذين استشهد أجداد بعضهم في جبال ردفان, وشمسان.
الواقع إننا نمر بأزمة أخلاقية كبرى, هي ليست سياسية بقدر ما هي أخلاقية, واتضح لنا إن العولمة نهشت البقية الباقية من الأخلاق والعقل, حتى أصبح البعض يترحم على المستعمر البريطاني, ويعتبر عصر الاستعمار هو العصر الذهبي لجنوب الوطن, وإذا كان كذلك الأمر فلماذا قام أجدادنا جميعا بالتضحية بأرواحهم في سبيل نصرة ثورة 14 أكتوبر, وما يمكن أن يعزيني في جدي وجدك الذين قضوا نحبهم في جبال ردفان وهضاب العوالق.
وبسبب هذه الأزمة الأخلاقية هذه لا استبعد أن يجيب أحد هؤلاء المأفونين بأن أجدادنا قد قضوا نحبهم من أجل قضية خاسرة, فيما يعدون من يلقون بأنفسهم إلى التهلكة في مظاهرات عبثية شهداء واجب, وجهاد مقدس لفصل الأخ عن أخيه, أما جهاد أبناءنا وأجدادنا لفصل اليمن عن عرش إليزابيث فهو عبث في عبث.
لا ادري ماذا سيكون موقف المناضل الشريف راجح لبوزة لو بعث من قبره, هل كان سيمتشق سلاحه ويفرق الجموع التي أضحت تؤمن بأفكار الاستعمار, أم كان سيصفع وجوه أبنائه المتفرجين, ولكني على ثقة بأنه سيكون سيفا يضرب صفحاً ويضرب حداً في سبيل استمرارية وحدة كان لها بداية ولن تكون لها نهاية ما دام قبر لبوزه وغيره من الشهداء الأبطال في أرضنا.
لقد كان بعضاً من رجال لبوزه وأغلب تسليحه وتموينه يأتي من جزء الوطن الذي كان قد تحرر من الإمامة الغبية, وقطعاً لا يمكن لهذا الرجل ومن يحمل تراثه الفكري والجهادي أن يغير اتجاه حربته, فهلا يتشبهوا أفراد تلك الجموع التي تصيح بهستيرية برع برع يا استعمار هلا تشبهوا براجح لبوزة بدلاً من التشبه بالتجار الذين قبضوا ثمن الانفصال وقصدوا الخارج ليصبحوا أقلام رصاص في إدارات القلم المخابراتية الغربية.