تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح، يجول في خاطري الكثير من القضايا المتعلقة بهذا الحزب العريق، خاصة وأنني أرى الأنظار تتجه إليه باعتباره الأمل الوحيد للمواطن اليمني الذي فقد الأمل حتى في ذاته كإنسان.
هذه النظرات بكل تأكيد لم تأت من فراغ خاصة بعد أثبت الإصلاح قدرته على التكيف مع كافة الظروف وسط كل الفئات المثقفة والأمية والسياسية والشعبية والشبابية والمرأة وو غيرها، وتعامل بمسؤولية كبيرة مع قضايا كل تلك الفئات، ما جعل احترامه واحترام قدراته – باعتقادي- محط إجماع من قبل كل الأطياف والفئات.
وأنا أتتبع آراء المنصفين من فئات وأطياف مختلفة في التجمع اليمني للإصلاح المتزامنة مع انعقاد مؤتمره العام الرابع وجدتها تتفق في دعوتها للإصلاح بأن يستشعر مسؤوليته الكبرى تجاه هذا الوطن بوصفه الأمل الوحيد المتبقي لدى هذا الشعب، وهو ما يدركه الإصلاح أيضا، ويعكس هذا الإدراك نشاطه الميداني والسياسي المكثف خاصة في الفترة الأخيرة، إلا أن جدلا أثير مؤخراً حول الشباب ومكانهم السياسي في ظل التهميش المتعمد من قبل الأحزاب السياسية، ولمست اتهاماً واضحا للأحزاب السياسية بما فيها الإصلاح بأنها تستغل الشباب استغلالاً سيئاً لتحقيق مصالحها الخاصة.
وهذا الكلام قد يبدوا منطقيا إلى حد كبير إذا ما نظرنا لواقع الشباب السياسي، حيث يقتصر دوره في تعليق الملصقات واللافتات الحزبية، بمعنى أن دوره يقتصر في تنفيذ المخططات الحزبية الميدانية دون إشراكه في عملية صنع القرار الحزبي أو السياسي، وهو تجاهل غير مبرر وغير محسوبة عاقبته، إذ أن تجاهل الشباب يعني تجاهل المستقبل، وعدم الاهتمام بهذه الشريحة من قبل الأحزاب تعني فرش البساط أمام جماعات التيه والتطرف والانحراف لكسب عقول الشباب وتسييرها.
إلا أنني أرى أن نظرة هولاء لواقع الشباب في الأحزاب اليمنية فيها نوع من المغالاة وعدم العدل، خاصة وان الاتهام يأتي معمم دون التفريق بين ما يبذله حزب عن الآخر بين أوساط الشباب.
وبوصفي شاب أستطيع أن أقول من خلال واقعي الذي أعيشه بأن ثمة فرق كبير بين عمل هذه الأحزاب في أوساط الشباب، فالفرق واضح بين من يستخدم الشباب للدعاية الانتخابية وبين من يهتم بهم طوال أيام العام، والفرق واضح بين من يقول الشباب أساس التنمية ومن جعل الشباب أساس التنمية، والفرق واضح بين من يهتم بالشباب في نشرات الأخبار وبين من يضع البرامج العملية للشباب على أرض الواقع.
والشباب يدركون تباين اهتمامات الأحزاب اليمنية الشبابية حق الإدراك، فهناك – في واقع الأمر- برامج شبابية لبعض الأحزاب تستحق الإشادة والتقدير، لا سيما برنامج التجمع اليمني للإصلاح الذي يأتي في مقدمة المهتمين بالشباب بشهادة الجميع.
ومن واقعي الميداني وحتى نضع الأمور في نصابها سأضع باختصار شديد فيما يلي أهم ما يقدمه حزب الإصلاح للشباب لنرى كيف استطاع الإصلاح أن يقدم تجربة فريدة في العمل الشبابي الحزبي، واستحق بذلك اكتسابه الصف الأول في اهتمامه بالشباب، وخروجه عن الاستغلال السيئ للشاب اليمني، فقدم شبابه بأبهى صورة وأروع اهتمام.
ولا أقول هذا رداً على أحد ولا دفاعاً عن الإصلاح بل هو من باب التوضيح لمن يعتقد بأن أمر الشباب يهمه، كما هو توضيح أيضا للشباب أيضا من الذين لا يؤمنون بالعمل الحزبي:
أولاً من الناحية القانونية:
تحدد المادة الـ 69 من النظام الأساسي للإصلاح نظام العمل الشبابي داخل الحزب حيث ينشأ مكتب خاص بالشباب والطلاب للاهتمام بمن هم فوق سنة الثامنة عشرة ورعايتهم وفق ما تحدده لوائح مجلس الشورى، وتقول رؤية الإصلاح للشباب ما يلي:
1- تنشئة الشباب على التمسك بمبادئ الدين وقيمه وأخلاقه الفاضلة وتمثلها فكراً وسلوكاً وتعميق حبهم لوطنهم وتنمية روح التعاون وإيثار المصلحة العامة وإحياء روح الفداء والمسؤولية والتضحية .
2- توفير الظروف والمناخات الكفيلة ببناء الشباب وتنمية قدراتهم العقلية والبدنية بكافة وسائل التوجيه والترويح والرياضة الهادفة ليتمكن من الإسهام في بناء اليمن ونهضته .
ويبقى هذا الكلام حبر على ورق شأنه شأن بعض الأحزاب الأخرى ما لم نقرأ النقاط التالية.
من الناحية التعليمية:
-يعتقد الإصلاح بأن الشباب هم عماد الحياة وعصبها، ورعايتهم تعني رعاية الحياة، لذا فالإصلاح يهتم بالشاب منذ مراحل تعليمه الأولى ويتمثل هذا الاهتمام بحث الجميع على التعليم والدفع بهم إلى المدارس ومن ثم إلى الجامعات، وفي المدارس يقوم الإصلاح بالعديد من الأنشطة العملية كدورات التقوية والمخيمات العلمية ووسائل الإيضاح الأخرى.
-في مرحلة الجامعة ينظم الإصلاح مئات الدورات العلمية والمهارية للشاب الجامعي عبر لافتاته المختلفة، داخل وخارج مقر الإصلاح بالإضافة الى برنامج القراءة المتعددة.
-كما يهتم الإصلاح بأفراده الشباب من الناحية التعليمية اهتماماً خاصا فيحاول جاهد توفير فرص الدراسة لهم ومساعدتهم على إكمال دراستهم الجامعية خاصة مع الظروف المادية الصعبة لمعظم الشباب، كما يحرص على إطلاعهم على مختلف العلوم والمستجدات، ويدفعهم على عدم الاكتفاء بالمنهج الجامعي بل عليهم التوسع والإطلاع لما هو أوسع من هذه المناهج التي تعاني أصلا عقم شديد.
من الناحية الاجتماعي والتربوي:
-ولعل الجانب الاجتماعي من أهم ما يتميز به شباب الإصلاح، حيث تجد الروح الواحدة التي يحرص الإصلاح على تواجدها بين أفراده، ويضع البرامج الكفيلة بضمان ذلك، بحكم أن الإنسان في عمر الشباب تحتاج عاطفته إلى مجتمع قرين بالمجتمع من حوله، يفهمه ويتفهم احتياجاته، خاصة مع التفكك المجتمعي المخيف الذي وصل إلى إليه المجتمع اليمني بحكم الفقر والعوز وحاجة كل أسرة لأن تهتم بشؤونها حتى تستطيع العيش، وبالتالي يعيش الشاب الإصلاحي حالة من التوازن والاستقرار المجتمعي الرائع، فهو ينظر وقت الحاجة إلى مجتمعين كل منهما يكمل الآخر ليقدموا له ما يريد.
-إن مرحلة الشباب هيمرحلة.بدء التفكير في خيارات الحياة والمستقبل، الزواج، التعليم،الرقي الاجتماعي لذا يهتم الإصلاح اهتمام كبير بتربية هذا الجيل تربية صحيحة تقوم على أساسين متكاملين وهما أساس المثل والأخلاق والفضيلة مثل قيم التعاون والتضامن والحوار والصدق والإيثار والايجابية والأمانة والضمير وغيرها، وتقوم التربية بتكامل مع ذلك على أساس فهم ماهية حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق الشباب بصفة خاصة مثل الحق في الحياة الكريمة والحق في التعليم الجيد والحق في الصحة والحق في العمل والحق في الكرامة وغيرها من الحقوق الإنسانية الأساسية.
-يقوم الإصلاح بتشجيع الشباب على المشاركة المجتمعية التنموية في المجالات المختلفة وفتح المجال لهم وخاصة للمبدعين والمتعلمين منهم في مختلف المؤسسات الأهلية والسياسية والحقوقية والإعلامية، في حدود إمكانياته طبعاً.
-كما يهتم الإصلاح بجانب القراءة والإطلاع لدى الشباب، فوضع البرامج الخاصة المنظمة لذلك، وبالرغم أن ذلك كله يكون بشكل اختياري بحت، إلا أن نجاح هذا البرنامج يتمثل في الوعي الكبير لدى شباب الإصلاح، وهنا أتذكر تعليق أحد أعضاء هيئة التدريس بعد أن واجهة عقول شبابية إصلاحية ناضجة تحاوره بالحجة والمنطق داخل قاعات الدراسة في الجامعة التي عادة ما يستغلها عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس في التسلق إلى مناصبهم عن طريق "سلم السب والشتم والتسفيه" لفكر الإصلاح، فقد علق أحد الدكاترة المنصفين منبهرا بقوله "صحيح أن الإصلاح لم يهتم كثيرا بإنشاء قنوات إعلامية كبيرة، لكنه اهتم بأن يكون كل فرد من أفراده قناة إعلامية بحد ذاته"، وهذا يعكس حرص الإصلاح الكبير على أن يهتم شبابه بالإطلاع والقراءة والتثقيف.
المجال السياسي:
-ربما الكثير من غير الإصلاحيين لا يعرفون واقع الشاب السياسي الفعلي داخل الإصلاح، ويعتقدون أنهم مجرد قاعدة جماهيرية لتنفيذ ما يملى عليهم، وهذا في الحقيقة غير صحيح، وهو متناقض أصلاً مع طبيعة العمل السياسي، فليس هناك قاعدة جماهيرية شبابية دون قيادة شابة تديرها، إذ أن الانسجام عادة لا يكون إلا بين فئتين متساويتين، وهذا يعني – منطقياً- أن الشباب يقودهم شباب.. وهذا ما هو حاصل داخل تنظيم الإصلاح، إذ أن الفرصة السياسية لدى الشاب الإصلاحي متاحة له بشكل كبير للتنقل بين المواقع القيادية المختلفة، ولعل من المهم أن نذكر أن معظم منهم في الصفوف القيادية الأولى كانوا قيادات طلابية شبابية.. صحيح يوجد صفوف قيادية مستحيلة على الشباب لكن على الأقل ما هو متاح لشباب الإصلاح داخل تنظيم الإصلاح أكثر بكثير مما هو متاح في بقية الأحزاب.
-إقامة المحاضرات التنويرية المستمرة حول الواقع السياسي ورؤية الإصلاح لهذا الواقع والاستفادة من آرائهم وطرحهم، وتقام هذا المحاضرات من أعلى مستويات القيادة، وهذا يعكس نظرة الإصلاح المهمة للشباب.
الجانب التنموي والاقتصادي:
-النقطة الأخرى التي يوليها الإصلاح اهتماما كبيرا، هي تنمية القيادات الشابة، إذ أن المفهوم لدى كل شاب إصلاحي أنه قائد لنفسه ولغيره، وهناك العديد من البرامج التي ينفذها الإصلاح لتنمية القيادات الشابة وبالأخص الطلابية، ويعكس ذلك النشاط الطلابي الواسع داخل الجامعات وخارجها التي يديرها الشباب أنفسهم.
-يهتم الإصلاح بأفراده الشباب من حيث غرس قيم الحوار واحترام رأي الآخر والوقوف عند الجوانب الصائبة من الآراء المختلفة، وعدم التعصب لما نقوله، وهذا في الحقيقة كلف الإصلاح كثيرا من الوقت والجهد، إذ أن تركيبة الإصلاح تقوم على التدين، والتدين في هذا الوضع التي تمر به الأمة الإسلامية يستدعي من البعض – بفهم أو بدون فهم- الوقوف بحزم شديد أمام بعض القضايا، وبالتالي يصبح القبول بالرأي الآخر صعب للغاية لدى البعض، لكن الإصلاح استطاع أن يغرس هذه القيمة باحتراف حتى صارت السمة السائدة في شباب الإصلاح، ويحضرني هنا النقاشات الواسعة التي قام بها شباب الإصلاح مع قياداتهم في لقاءات خاصة، وكان يتكلم الشباب في أمور كانت تعتبر سابقا بالنسبة لهم من أمور "خارج إطار النقاش"، وثقافة الحرية هذه من أهم الثقافات التي يحتاجها الشاب، وقد صار يعشقها شباب الإصلاح ويعتبرونها منهج استراتيجي.
-يساعد الإصلاح شبابه على تبني المشاريع الاقتصادية الصغيرة وذلك بتشجيعهم معنويا وإدرياً، من خلال تقديم البرامج والخطط الاقتصادية التي تجعل من الشاب قادراً على إدارة حياته اقتصاديا، وإعطاء النصائح والإرشادات الكفيلة بذلك.
هذه بعض الخدمات التي يقدمها الإصلاح للشاب اليمني بشكل عام وأعضائه الشباب بشكل خاص، وهي تعكس إدراك الإصلاح الكبير بأهمية هذه الشريحة، وقد أكون قد قصرت كثيرا في عرض ما هو واقع، لكني في الأخير لست باحثاً في هذا المجال بل قارئاً لواقع أعيشه أنا وشباب الإصلاح، صحيح أن ما يقدمه شباب الإصلاح هو كثير بوصفهم المحرك الفعلي للحزب بل إن التضحيات في معظمها تكون في أوساط الشباب، ويدفع الشباب أثمان باهظة نتيجة نضالهم مع أحزابهم، إلا أن هذا يعد أمراً طبيعياً للغاية، فالانتماء الحزبي لم يكن يوماً من الأيام مغنماً بل هو عملاً فدائيا، لا يقرره إلا من ارتضى النضال من أجل نفسه والآخرين.
وفي الأخير يجد شباب الإصلاح أنفسهم ممتنين لهذا الحزب العريق الذي يعد من أهم مقومات حياتهم، فيعتقد البعض أن الإصلاح أعطاه أكثر من 50% من حياته والبعض الآخر أكثر من هذه النسبة، ويكفي للمتبع لأمور الشباب أن يبحث عن الطموحات لدى أوساط الشباب الإصلاحيين ليدرك ما معنى كلامي السابق، ليدرك تماماً عدم واقعية ما ذهب إليه بعض المحللون من أن الإصلاح يستخدم شريحة الشباب للمناكفة السياسية، وكأوراق يعلب بها وقت الحاجة، وباعتقادي أن هذا الكلام نابع من عدم إطلاع عن قرب لواقع شباب الإصلاح داخل تنظيمات الحزب والاكتفاء بما قد يقوله الآخرون ممن كان لهم تجربه قصيرة في حزب الإصلاح لم تصل حد الاندماج الفعلي مع أنشطته وبرامجه.
كما أحب أن أوجه الدعوة لمن ما يزال يتجاهل أهمية الشباب ودورهم الفاعل في صنع المجتمعات أن يستفيد من تجربة الإصلاح الفريدة ويضيف عليها ما يراه مناسباً، فقد أثبتت مختلف الدراسات الاجتماعية إن مستقبل أي وطن ومجتمع، يكون نابعا من طاقات عناصرها الشابة، فهم الركن الأساس الذي ينبغي أن ترتكز عليه المجتمعات في تنميتها وتطورها وسعيها نحو الأفضل،لأن مرحلة الشباب وحسب طبيعتها الديناميكية في كافة المجالات وخاصة لدى الجيل الناشئ يظهر لديهم حب إثبات الذات وإبراز قدراتهم في قيادة المواقع والمراكز المهمة في الحياة الخاصة والعامة، لذا تبرز أهمية مشاركتهم في مختلف المجالات التنموية عبر إتاحة الفرصة لهم للمساهمة في صنع القرار.وللتذكير فقط: اليابان من صنع شباب