تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
يبدو ان المملكة السعودية غير موافقة على تحركات المجلس الانتقالي والاشتباكات في عدن ، والتحرك ضد الحكومة الشرعية المدعومة من الرياض، ويظهر انها غير راضية “بسلطة بديلة” تحت اي مسمى قبل انهاء المهمة الاساسية وهي “الحرب على الحوثيين” في شمال اليمن
فالمملكة تدعم الحكومة المعترف بها دوليا ” حكومة عبد ربه هادي واحمد بن دغر”، ولم تشارك في حملات ضدها، في الشمال او الجنوب طيلة الفترة الماضية، برغم الحرب المستعرة ضدها، وقبل اسابيع بعد الانهيار المفاجئ والكبير للعملة اليمنية ، وهو الامر الذي كان يهدد حكومة بن دغر ويحملها المسؤولية، تدخلت السعودية لانقاذ الوضع بايداع 2 مليار دولار كوديعة في البنك المركزي.
واشرفت على مهمة الانقاذ الاقتصادي للحكومة بحضور السفير السعودي لاول مرة الى عدن، التي منذ اخراج الحوثيين منها قبل عامين وهي تحظى بسلطة شبه مستقلة عن حكومة هادي في الرياض، مكنها من تكوين كيان سياسي منافس ، مهد له عدم عودة كامل الحكومة الى عدن، ومنها عدم عودة الرئيس هادي.
فخلال 3 سنوات من حربها في اليمن كان الخصم الرئيس هو “الحوثيين” بخلاف المكونات السياسية في الجنوب والتي يحظى الكثير منها بدعم مباشر من دولة الامارات حولت حكومة هادي الى خصم اخر بجانب الحوثيين، واظهرت جزء من الصراع الجنوبي- الجنوبي
لحد الان يبدو ان التحالف العربي بقيادة السعودية لايدعم اي سلطة بديلة عن حكومة هادي ، ولن توافق السعودية ان تستمر الامارات بدعم فريق اخر جنوبي ينقلب على هذه الحكومة في هذا التوقيت الحرج ، لذلك اعلنت الامارات فورا دعمها للتحالف بقيادة السعودية وهدات من اي حملات اعلامية تدعم المجلس الانتقالي، واظهرت انها مازالت تعترف بسلطة السعودية ولاخلاف بينهما، وربما قدمت للرياض الضمانات بان اي سلطة او حكومة بديلة ستكون تحت جناح التحالف السعودي. مع بقاء هادي رئيسا.
السعودية كانت قد اعطت لهادي كامل الصلاحيات في تغييرات حكومية استهدفت رأس الحكومة نفسها باقالته لخالد بحاح الذي جاء على راس حكومة توافقيه، وتعين بن دغر بدلا عنه.
قد يعود الان “بحاح” وهو خبير اقتصادي على رأس حكومة منقلبة على بن دغر. فقد نشط خالد بحاح مؤخرا باظهار رؤية اقتصادية لانقاذ البلد، وكتب في موضوع انهيار العملة موضحا اسباب الانهيار الاقتصادي، وكان قد تحدث سابقا عن فساد الحكومة، وسوء تقديرها وتصرفها، ونشر وثائق تؤكد فساد هذه الحكومة، فهل هي حرب على الفساد ام صراع قوى.
وتحدث “بحاح” بعد تحرك المجلس الانتقالي في عدن عن “شرعية مهترئة” في اشارة الى حكومة بن دغر التي لم تلقى الموافقة من قبل مجلس النواب وبالتالي شرعيتها مشكوك بها على خلاف حكومة بحاح التي كانت حكومة توافقيه، وحظيت بموافقة مجلس النواب 2014.
وبرغم دخول المجلس الانتقالي الجنوبي بصراع مع بن دغر فجر الاوضاع في عدن الا ان السعودية ظهرت بمظهر المراقب واخذت تطلب من جميع الاطراف الهدوء ، وضبط النفس، ولا يبدو انها ستدعم في المستقبل القريب اي سلطة سياسية تنقلب على الحكومة الحالية، لكنها ايضا لايظهر انها بصدد دعم الحكومة الحالية.
فهي الى جانب حربها مع الحوثيين وصراعها الاقليمي مع ايران، فهي لديها الكثير من الملفات المفتوحة في الداخل، الى جانب ثقل الملف الحقوقي الذي تتحدث فيه المنظمات الدولية وعلى راسها الامم المتحدة عن مسؤوليتها بجرائم الحرب في اليمن بنسبة 60 ، اضف انها لم تتواجد على الارض في اليمن، وتركت للامارات ادارة الامر في المناطق الجنوبية “المحررة”
ما يحدث الان ان ذهب للفوضى سيكون ضد مصالح السعودية باستهداف الحوثيين وتحالفهم في الشمال مع ايران، وقد يضعف الموقف السعودي على المدى الطويل، ان هي فقدت جزء من حلفاء الداخل.
الامر لحد الان يظهر انه يذهب الى الفوضى، لكن حتى الفوضى ليست لمصلحة السعودية، التي تفضل ان يذهب الامر الى تقسيم اليمن الى 6 اقاليم تحت رئاسة سلطة شرعية متحالفة معها، كما اقر بذلك مؤتمر الحوار الذي كانت اهم من رعاه. فهل يتم انقاذ الموقف.
الواقع يقول ان هذه الحكومة تظهر اضعف من اي وقت مضى برغم الدعم الكبير من الرياض، وبرغم الاعتراف الدولي، والاسوا انها لم تسطع ان تدير الازمة، ويبدو ان حلفاء الخليج تركوها تواجه مصيرها
مايظهر على الاعلام ان الامارات ستبقى في التحالف برغم سابقة اعلان انسحابها، ولقد حصلت على كل ما يرضيها “حلفاء الجنوب، اقصاء حزب الاصلاح وتقليص الحضور القطري الاخواني” ، وفي المقابل الرياض تريد من الامارات البقاء لانها فعليا لم يعد احد معها في “التحالف العربي” بعد الحياد الكامل الذي اعلنته كل دول التحالف واولها مصر واخرها السودان
لذلك فالرياض تحتاج الى ابو ظبي اكثر من اي وقت مضى، كما ان معركتها الاساسية في الشمال وليس في الجنوب، لذلك فانها تريد فقط السيطرة على الامر امنيا، واعلان اي سلطة بالبقاء تحت جناح التحالف العربي في حربه على الحوثيين، لان التهديد الحقيقي للرياض يأتي اليها من الحوثيين وصواريخهم وتحالفهم مع ايران.
لذلك فالسعودية برغم عدم رضاها فانها لن تحرك الكثير على الارض، ان كانت اي سلطة بديلة سوف تعلن اولا اعترافها بالرياض ، وسلطة الرياض و التحالف السعودي.
ومما يجعل بقاء الحكومة هشا هو فشلها تنمويا واقتصاديا، ووضوح فسادها ومحسوبيتها، في تعين الاقارب والاولاد والزوجات، لذلك فان الشارع اليمني بشكل عام وليس في الجنوب فقط يشعر بعدم الرضا، بعد ان اثبتت فسادها، وعملها لمصلحتها، فهي استندت على تحالفها مع الرياض ولم تدعم موقفها في اليمن ، وتركت الشعب اليمني لمأساته ، وكانت سببا رئيسيا لهذه الماساة.
ان هناك حالة من السخط العام على هذه الحكومة التي تلقب شعبيا “بحكومة الفنادق” بسبب بقائها 3 سنوات في فنادي الرياض، لذلك فان تحرك المجلس الانتقالي ضدها يحظى بزخم شعبي، ان لم يذهب الامر للفوضى والاقتتال الداخلي، او تفيت اليمن، وخاصة تفييت الجنوب الى دويلات، وهو امر لن تقبل به السعودية ولن يكون لصالحها.
ان اقالة الحكومة او ابعادها يجب ان يتبعه حملة محاسبة كبيرة، وهذا مرهون بالسلطة القادمة او الحكومة القادمة والتي ستكون هي حكومة “ابو ظبي” بدلا من حكومة ” الرياض” ، ومن المفترض ان يكون مكانها العاصمة عدن، وليس فنادق ابو ظبي.
كاتبة يمنية