الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلاّ المرضى ومهما حاول الإنسان الصحيح (الطبيعي) الشعور بأوجاع ومعاناة المريض من الصعب معرفة مدى معاناته الكبيرة مع المرض، إلا إذا كنا جزءًا منه.. وما يخفف من آلام المريض والعبء عن أسرته خلال فترة العلاج هو توفير الرعاية والعناية الصحية التي تساعد المريض على قهر المرض، ولكن عندما لا تقدم المستشفيات الحكومية والتي هي في متناول جميع المواطنين الخدمات الصحية المرجوّة منها، وتعاني من تدنٍ واضح في مستوى الأداء، ناهيك عن الإهمال والتسيّب والنقص في الأدوية وغياب الصيانة والتقنيات الحديثة، و تجعل المريض يكابد الأمرّين ويتضاعف ألمه إلى جانب أوجاع المرض المعتادة.
فالمجال الصحي يحظى بأهمية فائقة كونه إحدى البنى الأساسية في المجتمع و مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تأمين أفراد يتمتعون باكتمال صحي (بدني وعقلي) ليحيوا حياةً منتجة اجتماعياً واقتصادياً.
وعند رصد النواقص وجوانب التقصير لا يعني أننا نبحث عن المساوئ بغرض التشهير والإساءة، إنما الهدف لفت النظر إليها ليسهل تداركها واحتواءها حتى تصل مستوى الخدمات والرعاية الصحية في بلادنا إلى مكانة لائقة تساعد المجتمع على إيجاد نظام صحي فعّال وقائم على أسس علمية صحيحة يؤدي دوره كما هو مطلوب منه.
فقد كثرت في الآونة الأخيرة شكاوى المواطنين حول تدهور الخدمات الصحية بالذات في مستشفى الجمهورية التعليمي م/ عدن، هذا المستشفى التي يعتبر من أقدم المستشفيات في اليمن أصبح اليوم بحالة يُرثى لها، ومع ذلك لا يزال صامداً ويستقبل المرضى الوافدين إليه من مختلف محافظات الجمهورية خاصةً الأسر الفقيرة التي لا تمتلك الإمكانات المالية للعلاج في المستشفيات الخاصة، إلاّ أن أحوال المستشفى لا تُسر ويشكو من نقص كبير في الخدمات وبدلاً من أن ينعم المريض بالراحة والعافية، ينشغل في التفكير في كيفية توفير المال الكافي لكي يدفع تكاليف علاجه مروراً بإجراء العملية وانتهاءً بشراء الأدوية والإبر والمغذيات والمحاليل والفحوصات والأشعة اللازمة والتي من المفترض أن يحصل عليها المريض بالمجان، بينما المستشفى لا يوفر للمريض أكثر من مجرد سرير متهالك وبضعة لقيمات، وهذا أيضاً لا ينطبق على جميع الأقسام فمنها من يعاني من قلة عدد الأسِرَّة، ويرقد بعض من مرضاهم على الأرض.
منذ سنوات طويلة لم يتغير مستوى الخدمات في مستشفى الجمهورية بل ازدادت الأوضاع سوءاً عن السابق، والكثير من الأجهزة والمعدات المتواجدة بالمستشفى قد عفى عليها الزمن والبعض الآخر يحتاج إلى صيانة مستمرة، ناهيك عن الرعاية الصحية الرديئة سواء كان في قصور الكادر التمريضي والتعامل اللا إنساني مع المرضى أو من بعض طاقم الأطباء المتخصصين وغيابهم المستمر عن متابعة حالة مرضاهم دون رقيب أو حسيب ناهيك عما يحدث من أخطاء طبية فادحة يتم التستر عليها وحماية الأطباء والمسؤولين عنها مما يحول دون تقديمهم للعدالة، أما عن النظافة فحدث ولا حرج فقد أصبحت الصراصير والفئران والقطط والبعوض تقاسم المرضى غرفهم ومغاسل المياه باتت مرتعاً للأوساخ.
أن المستشفى يعاني من الإعياء الشديد بسبب الافتقار للوسائل والإمكانات المادية وعدم وجود طاقم طبي وتمريضي مؤهل فلم يعد المستشفى مؤهلاً لعلاج المرضى إنما يزداد الضغط على المواطن البسيط الذي هو بحاجة ماسة إلى الخدمات الصحية النوعية.
ولا نعلم ما هي الأسباب وراء ذلك حتى نلتمس العذر للمستشفى عن التقصير الحاصل في أداء واجبها، والمستغرب أنها أصبحت هيئة بنفس هذا الوضع المزري .. فلو صُرف على هذا المستشفى ربع الموازنة المرصودة لسد الاحتياجات الأساسية لكان بحال أفضل مما هو عليه الآن.
نتمنى أن تشغل المشكلة الصحية بال المسؤولين في وزارة الصحة العامة والسكان وتُحل مثل هذه الإشكاليات التي تتعلق بحياة الناس وإيجاد المخارج والضمانات المناسبة لإنهائها وعدم تكرارها.