حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب الحوثيون مذعورون من عودة ترامب إلى البيت الأبيض وسط تقارير حول عملية عسكرية قريبة.. وهذه أبرز تصريحات قادة الجماعة مقتل وإصابة 5 جنود سعوديين بحضرموت وأجهزة الأمن تخصص 30 مليون مكافئة للقبض على الفاعل بالأسماء والتفاصيل.. إليك المرشحون للمشاركة بإدارة ترامب فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات
شكلت السعودية تحالف خليجي- عربي برئاستها قبل سنة تقريباً واطلقت عملية عاصفة الحزم في اليمن.. ذلك جاء بناء على طلب الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي نتيجة الانقلاب الذي قاده المخلوع صالح بجانب جماعة الحوثي والذي هرول الى ساحة الانتقام ليس فقط على خصومه السياسيين فحسب بل على كافة الشعب .
كانت عاصفة الحزم تحلق فوق الاجواء اليمنية بعدما اصبحت كافة المدن وصنعاء العاصمة تحديداً تحت قبضة الحوثيين وقوات صالح الذي فتح لهم المدن والمعسكرات بتخاذل من اتباعه واعوانه المتمثلين به في عموم البلاد .
في ذلك الوقت كان المسئولون الايرانيون يبتهجون بخطاباتهم وتصريحاتهم بأن صنعاء اصبحت العاصمة العربية الرابعة ضمن عواصم الثورة الاسلامية الايرانية او بالأحرى ضمن تمدد مشروعهم في المنطقة.. لكن ذلك المشروع لم ينتهي عند تلك النقطة. انما كان احد الاهداف البدائية لمشروع الهيمنة المبتذجة في المنطقة .
فهدف ايران ابعد من صنعاء وابعد من اليمن.. هي تريد البحار.. تريد ما يوجد في باطن الأرض. تريد الخليج والجزيرة العربية.. تريد عالمها الآخر الذي لم يتشكل بعد في هذا الكون.. مما كان لها ان تستحكم على الاجواء في المنطقة في ظل انشغال الخليج والعالم بمشاكل أخرى دون النظر الى جدية تلك الخطوات التي كانت تستبقها طهران .
عاد الخليجيون الى الطريق.. وبدأوا يستشعرون خطوة الوضع القائم في البلاد والمهدد لهم أولاً وأخيراً.. وكذا خطورة توسع اذرع ايران في المنطقة.. وابعاد المشهد المتصور وخاصة في اليمن.. لكنهم كانوا ينتظرون ركلة قدم تضاف لمطالب الشرعية اليمنية للبدء بالتحرك لفرض السيطرة على الاجواء وبَتْر يد ايران او بالاحرى تلقينها درساً من النوع الصعب .
تلك الركلة أتت بصورة متسارعة عندما كانت جماعة الحوثي بمساندة المخلوع صالح تستعرض بقواتها العسكرية في البحار والموانئ المهمة.. وتهدد بالوصول الى الرياض. وكانت تعمل على حدوث استفزاز من خلال اجراء مناورات على الحدود اليمنية السعودية .
ذلك الأمر أقفل الملف. وانهى استكمال بنود العملية او المشروع الاستراتيجي الذي كان يصاغ هيكلته ويتبلور من قبل دول الخليج بمساندة دول عربية واقليمية ولو بإسناد ضئيل غير ظاهر على السطح.. فكان لها أي السعودية ان قطعت الورقة البيضاوية لتعاود مجدداً نصب وجودها الصارم والقوي في المنطقة والعمل على محاولة اجتثاث اجندة ايران التي تسعى الى احداث زعزعة أمنية وفجوات طائفية وتوسع غير مشروع واحداث قلق عارم يهدد الجميع .
لقد بدأت تتساقط اوراق التوت من شجرة ايران ومشروعها الخطير في المنطقة عبر اجتثاث جذور الطائفية الايرانية.. وتجفيف منابع الظل الذي تنفذ أعمال عكسية بالنيابة ولنا في البلاد وسوريا والعراق امثلة على ذلك .
استطاعت دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص بَتْر يد ايران من تماديها في المنطقة عبر كبح نظام سوريا المتمثل بالاسد.. وتقديم الدعم الكامل لمعارضة السوية.. والعمل على توحيد فصائلها وفرملة تعاطي ايران في الشأن السوري قدر الإمكان.. كما انها استطاعت أيضا فرملة المشروع الإيراني عبر عملية عاصفة الحزم في البلاد بطلب شرعي وغطاء دولي لانهاء سلطة الانقلاب التي قادتها جماعة الحوثي وصالح.. وآخرها قبل أيام اعدام رجال في المملكة يقومون بأعمال إرهابية وتحريضية يتبعون المشروع الايراني... بل أيضا قطع العلاقات الدبلوماسية.. ونسف ما كسبته طوال الفترة الماضية من اهداف استراتيجية تحوم حول تطبيع الخطر الإيراني في المنطقة .
فلقد ذبح حمام المشروع الايراني.. لكنه لا يزال يتجذر رغم كسر احد اجنحته.. وحشره في زاوية التريث واستطراد التفكير في بوادر سياسية لتجنيب التصادم المباشر ..
فإيران من النوع التي تستخدم اسلوب التريث والتهدئة وعدم التهور والاستعجال في الخوض بأي أمر كان.. وهو ما كانت تتخذه وتسلكه في كافة اجتماعاتها الحوارية على طاولة التفاوض مع دول العالم.. لكنها وقعت في مصيدة الاستفزاز دون أي شعور باقتحام السفارة السعودية وهو الامر الذي يؤدي الى اعلان فتيل الحرب.. بكونه امر مرفوض. ولا يحق في الشروع بذلك والجميع ملتزم بالمعاهدات الدولية .
ستحاول ايران سد ثغرة ما حدث بطريقة أو بأخرى بكونها تدرك مخاطر ذلك الأمر.. وستحاول أيضاً ان تتجنب رمي العود الثقاب في الحرب الباردة وتسترجع الى التهدئة وعدم الانجرار في خطب التصريحات المباشرة والتعبير عن ندمها في الاقدام على تلك الخطوة كأقل تقدير.
فالمملكة العربية السعودية لن تتوقف عند تلك الاجراءات بطرد السفير الايراني وقطع العلاقات الدبلوماسية.. بل انها ستضاعف من لغة خطابها.. وستعمل على فرملة بقية عجلات ايران ليس فقط في اليمن بل في سوريا والعراق لحصرها في زاوية الاستنجاد .
ايران لا تستطيع خوض حرب مباشرة سواء باردة او غيرها.. فهي تستخدم اجندتها بالنيابة عنها حتى لا تقع في مصيدة الاستفزاز وتقم على خطوات تهدم مشروعها.. ولا نشكك في ان تستخدم السعودية هذه الثغرات كخطوة قادمة لمحاولة كسر الجناح الآخر من حمام ايران في المنطقة.. وستحاول الاخير اللعب سياسيا تحت غطاء المجتمع الدولي وتستدرج العالم الى طاولة الحوار بكونها تجيد استخدام هذه اللغة واصطناع بنود سلسة ومرنة تلبي احتياجات من على الطاولة وبنفس الوقت تنسف كل ذلك عبر اجندتها بطريقة عكسية.. وهو الاسلوب الذي تستخدمه في جميع حواراتها واتفاقيتها للوصول الى اهدافها في المنطقة .
*نقلا عن جريدة الوطن السعودية