كعصف مأكول في مأرب!
بقلم/ د.عبدالحي علي قاسم
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 8 أيام
الخميس 18 فبراير-شباط 2021 02:22 م

 الأرض تحترق على مشارف مأرب، حربا بلا هوادة طرفيها، مشروع وعي، ومسيرة حياة وأخلاق، وآخر حوثي يزج ببشر مسلوبي الوعي والأخلاق في محرقة مأرب التاريخية.

 من يرصد خطب البارود التي تلعلع من أفواه شيوخ مأرب وشبابها، يدرك أن قوما ليس لهم عدة توازي قوة عدد عدوهم، سوى إيمانهم المطلق بربهم، ومعركة كرامة تأبى، وتألوا قسما أن لا يدوس الحوثيون مأرب وفيهم عين تطرف.

 مأرب اليوم تلقن أعداء اليمن والدين هزيمة ثقيلة، غير متوقعة، ليس فقط لحثالة المجوسي وقطعانه المغررين، بل لبقية العصابات المتربصين والمشاركين، والعغافيش المثبطين. تاريخ الجنتين وسبأ ستسجد أمام نصركم ورجولتكم أيها الأحرار الميامين، وشجعان السلاح، وبقية أنصار النبي التهامي.  

خلاصة التأريخ اليمني وعنوانه أنتم بلا منازع عشتم أم استشهدتم! كتبتم حروف النصر بصمودكم، وسطرتم بدماءكم الزكية محرقة تأريخ لأطماع الكهنوت المجوسي لا تقوم بعدها لحياة عصابته قائمة كرامة، ودستم خيانة العصابات ومموليها بوحدة صفكم في وجه أطماع المحتلين وأدواتهم الرخيصة.

 أنتم ذهب الرجولة لا يظهر بريقكم إلا في ميادين الرجولة والفداء، لأنكم بحق من سلالة تأريخ خيار من خيار.

 والله أن أقلامنا لتقف مشلولة، وتفكير مدادها يتصبب خجلا أمام فعالكم العظيمة في ساحة الوغى، وصبركم الأسطوري وجه هذا المد المجوسي، والتآمر العصاباتي الرخيص، فلله در مأرب ورجالها، وتقبل الله عصفها بالأعداء ومحارقها النوعية لقطعان ما نبالي المخدرين، اشباه الحيوانات المضللة، الذي يسوقها المسخ إلى جهنم بوعود دجالية كاذبة. 

 دكوا أوكار التخلف والجهل والطمع بدون هوادة، وافتكوا بمسيرة الخراب والتفجير بدون مواربة، واقضوا بإيمانكم على بقايا هاروت وماروت المشعوذين، وفكوا طلامس حكاياتهم على مشارف مأرب العصية، وحطموا أسطورة مسيرة الطمع والظلم بحيث لا تقوم بعدها لثقافة الخمس والعبودية والتجهيل من قائمة.

مأرب وحدها اليوم أسطورة كرامة لا ينقطع مدد صمودها، تواجه زحف من طوفان الأنذال المخابيل، يرسلهم مسيلمة الحوثي إلى وادي الموت المآربي. لن تتأخر كثيرا نهاية كذاب صعدة، لأن رجال صادق مضر صلى الله عليه وسلم من أهل مأرب ستفتك بمسيلمة الحوثي ليس في مأرب فقط بل ستبلغ كهف مخبئه يوما لا محاله.

اليوم مأرب تقف وحدها بكل أنفة التاريخ وقوته وصلابته أمام مد القرامطة، حزمت ثبات صمودها واستنفرت كرامتها، واستحضرت نخوتها، واعتصبت حمراء مجدها وتاريخها الرجولي، غير آبهة بزحف ما نبالي، ولا تقيم وزنا لرعود الزنابيل، ولا قنافد الظلام الأوسخ تأريخا والأخزى سيرة وعملا.

 مأرب عصية ووديان مقاومتها ستعصف بجحافل الشيطان، ورأس الفتنة، وأداة الملالي ولينصرن الله من ينصره.