صحفي اقتصادي يكشف ''جذر المشكلة'' في أزمة أسعار الصرف باليمن ويستشهد بسوريا بعد الأسد كيف تعافت عملتها سريعًا؟ ترامب يكذب بحق السعودية والأخيرة ترد ببيان رسمي قوي وصارم الكشف عن آلاف تحت الأنقاض... حقائق صادمة عن قطاع غزة بعد الحرب ترمب يعلن الموجهات من جديد مع إيران ترامب يقلب موازين الاتفاقات و يكشف عن خطته للاستيلاء على غزة ونيتنياهو يرحب عاجل .. انتحار قيادي حوثي في أحد مراكز الإحتجاز بمحافظة مأرب وهو رهن التحقيقات جامعة إقليم سبأ تحتضن ندوة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسرطان. الحوثيون يهددون شركات الطيران الأجنبية ويمنعونها من دخول الأجواء اليمنية بعد تصنيف الحوثيين كإرهابيين.. هل آن الأوان لرفع تجميد قرارات المركزي اليمني ؟ مسار سياسي أم حسم عسكري.. أي حلّ للقضاء على الحوثيين؟
قراءات في النهضة اليمانية
إن هدف هذه القراءات هو البحث في عوامل القوة الكامنة التي أودعها الله تبارك وتعالى في مجتمعنا حتى يتمكن اليمن من تحقيق نهضة حضارية شاملة، وكنت قد وضعت جملة من الرؤى التي تصب في غاية واحدة وهي (تنمية ناجحة شاملة ومستدامة) ، وكان آخرها كتاب سميته (اليمن : دولة عظمى) وقبله وفي عام 1997 أنجزت كتاباً سميته (كيف ينهض اليمن ) وبقيت متسلحاً بهذا اليقين على امتداد عشرين عاما، وأنا أعمل في مختلف المهام والمناصب التي تقلدتها في الدولة اليمنية ،وصرت اليوم وأنا أعمل منذ أربع سنوات في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أكثر يقينا وإيماناً في إمكانية تحقيق هذا الحلم العظيم.
ولذلك سأحاول ترجمة المعارف التي اكتسبتها في هذه المؤسسة الدولية الرائدة، وأن أترجم عملياً جملة من القراءات التي أجدها مناسبة في إخراج اليمن من جموده الراهن وتشتت خياراته، سعياً إلى تشكيل رؤية حضارية متكاملة تكون صالحة في بلوغ هذه الأهداف في مختلف نواحيها الفاعلة. إن مشكليات الواقع اليمني لايمكن فصلها عن نطاقها الإقليمي والدولي ، وإن رمنا بناء نهضة حضارية شاملة فإن علينا أن نضع على أنفسنا سؤالاً ذا شقين ، نقوم من خلاله لاحقاً باستكشاف عوامل القوة في جوانبها الكيفية والكمية لإنجاح هذا المطلب ، ولا ريب في كون الثورة الشبابية قد أعادت بناء المعادلات الوطنية برمتها وفق متغيرات ومتحولات من الصعب تجاهلها ناهيك عن تجاوزها .
إن خلق مشروع نهضوي شامل تدخل في إنجازه جميع القوى والتيارات هو أمر يضمن لنا تدريجياً الاستفادة من كل عناصر القوة الوطنية في بلادنا ، وسيعمل تدريجياً هذا المشروع على توحيد الإرادات واكتشاف إمكاناتنا وقدراتنا في كل مؤسسة بشرية وتنموية بلا استثناء، ونتمكن شيئاً فشيئاً من تجاوز المعوقات والإشكالات، ولا جرم في كون توحيد قوانا واهتماماتنا سيكون من شأنه حل ومعالجة كل هذه القضايا المعقدة على الساحة الوطنية ويقلب المعادلات في صالحنا العام.
وعلينا في البدء أن نتساءل لكي نستطيع لاحقاً وضع تصور نهضوي دقيق لتجاوز التهديدات والمخاطر التي تعيق نمونا الحضاري ، ويمكنني أن أختصر كل ذلك في هذين السؤالين نحن اليمانيين ولعل الأمر ماذا نريد؟ وكيف نصنع مانريد؟ يبدو بسيطاً للوهلة الأولى، ولكنه في الحقيقة يختزل في طياته حياة مجتمعية طويلة عاشها بلدنا منذ دخول الإسلام وحتى الآن، ليجد اليمانيون أنفسهم يتجرعون دوماً ذل السلطان وجوره ودموية الصراعات ومآسيها، فجرى تسخير قدرات أبناء اليمن في خدمة غايات لاتلامس حقيقة حاجاتهم ولا تعالج أولويات حياتهم ، وسأقوم في هذه القراءات بالإجابة عملياً على ماذا نريد وكيف نصنع مانريد ...وسنكتشف معا كم منحنا الله من قدرات وإمكانات كانت كافية لتحويل وتغيير حياتنا، لنصبح وفي بضع سنين من أقوى دول العالم علماً وتقدماً وازدهاراً ، وأقول والحق يقال : إن أزمة اليمن اليوم هي أزمة إنسان كما كانت منذ مئات السنين الأزمة نفسها ، ولكن بأشكال متغايرة ومعطيات متقاربة، كما أنها أزمة وعي بامتياز على مستوى الفرد والمجتمع من جهة والحكم والمؤسسات من جهة أخرى ، وأسأل الله التوفيق والسداد في بيان هذه العلائق ضمن طرح أولي يركز على ما نريد؟
أستاذ علم اللسانيات بكلية اللغات جامعة صنعاء
مندوب اليمن المساعد بمنظمة اليونسكو