الجزيرة في خطر
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 4 أيام
الخميس 05 يوليو-تموز 2007 07:45 م

هل يحدث انقلاب ما في سياسات قناة الجزيرة؟!! هذا ما تخبرنا به الأخبار من داخل كواليس القناة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط وربما العالم قريباً.

داني شختر من (( ميديا تشانل دوت اورغ )) قال في مقاله بعنوان انقلاب موالي للولايات المتحدة في الجزيرة: إن كان هذا حدث بنفس ما قرأنا عنه من أخبار فإن ذلك يعني نهاية إستقلالية الجزيرة الصحفية والتوجه الراهن، كانت إدارة بوش وراء ذلك!!

إذاً ماذا حدث؟!! الأخبار حملت إلينا تغييراً جذرياً في شبكة الجزيرة، حيث أصدر تميم بن حمد آل الثاني (( نائب أمير قطر وولي العهد )) القرار رقم 28 لعام 2007 يقضي بتغيير مجلس إدارة القناة أثناء غياب وضاح خنفر المدير العام لشبكة الجزيرة وعضو مجلس إدارة القناة.

وضاح خنفر الذي شهدت القناة مع إدارته لها، أكثر فتراتها قوة وتأثيراً، من حرب العراق حيث ذهب وضاح إلي هناك وساهم في إنشاء أول مكتب لأول قناة عربية هناك، حيث ساهم مكتب الجزيرة العربية في نقل أجواء الاحتلال الأمريكي للعراق.الأمر الذي أزعج الحكومات العراقية المتوالية، حتي أغلق المكتب بأمر من الحكومة العراقية وإيعاز من الحكومة الأمريكية!!

كما جاءت حرب لبنان لتعلن الجزيرة العربية أنها صاحبة أكبر تأثير على عقل المواطن العربي، حيث ساهمت في إبراز دور الشعب العربي في دعمه لمقاومة الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية.

كما جاءت أخبار صحيفة الديلي ميرور البريطانية التي قالت أن لديها محاضر صحفية موثوقة تؤكد أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أبلغ توني بلير رئيس الوزراء البريطاني عن عزم الأول ضرب قناة الجزيرة!! لتثبت التأثير الكبير للقناة الصغيرة الحجم في الدولة الصغيرة المساحة!!

وجاء تميز الجزيرة عبر نقلها لأنشطة المسلمين في بريطانيا، والولايات المتحدة، ودعمها لأجندة الإصلاح في العالم العربي الذي يقف ضد الإصلاح الخارجي الذي ميزه الضغط الأمريكي علي حكومات عربية عديدة، حتي جاءت حماس لتعكر المزاج الدولي والأمريكي خاصة. حتي جاء التغيير المفاجيء الأخير!!

لكن السؤال: لماذا تم التغيير أثناء غياب خنفر وبأشخاص أصحاب تاريخ مهني مثير للجدل!!

القصة بدأت حين زار أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني موفد أمني من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسلمه ملفين عن وضاح خنفر، الملف الأول وأعدته المخابرات الفلسطينية، والملف الثاني وأعدته المخابرات الأردنية حيث عاش وضاح خنفر في الأدرن كلاجيء فلسطيني وتخرج من أحد جامعاتها.

وضاح خنفر، الناشط بحركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وأحد أبرز قيادييها في مكتب حماس في السودان، والذي قاد شبكة الجزيرة نـحو تألق ومهنية اعترف به العالم. أزيح الآن من منصبه واستبدل بحمد الكواري سفير قطر السابق لدي واشنطن!! ووزير الإعلام السابق في قطر. مجلس الإدارة ضم أشخاصاً يحملون تارخياً مهنياً مثيراً للجدل، فمحمود شمام المعارض الليبي عين عضواً في مجلس الإدارة الجديد وهو

المسئول السابق للطبعة العربية لمجلة النيوز ويك الأمريكية التي توزع في الشرق الأوسط!!

مجلس الإدارة الجديد يرأسه حمد بن ثامر آل خليفه وهو رئيساً لمجلس إدارة القناة منذ إنشائها، وعضوية محمود شمام الصحفي صاحب التوجهات الأميركية، واحمد عبدالله الخليفي وهو عضو منتدب، وله صلاحيات واسعة في الإشراف العام علي القناة إدارياً ومالياً وهي صلاحيات فوق صلاحيات وضاح خنفر المدير العام للشبكة (( الجزيرة العربية – الجزيرة الإنـجليزية – الجزيرة الوثائقية - قناة الأطفال – القنوات الرياضية – موقع الجزيرة.نت – مركز أبحاث الجزيرة – مركز التدريب في الجزيرة )) الذي أزيح من عضوية مجلس الإدارة الجديد.

المجلس يضم أيضاً ولأول مرة سيدة هي مريم راشد يوسف الخاطر كاتبة صحفية غير معروفة!! ، وحمد بن عبدالعزيز الكواري وهو الذي أوكلت له مهمة إعادة صياغة استراتيجية المحطة الإعلامية الأبرز في الشرق الأوسط. كما يضم المجلس أيضاً عبدالله مبارك الخليفي وزير الإعلام القطري السابق، وعبدالعزيز آل محمود الذي سبق وأن استبعده وضاح خنفر من رئاسة تحرير الجزيرة نت الموقع الرسمي لقناتي الجزيرة العربية والإنـجليزية!!

محمد غفاري (( الصحفي المختص بشئون الإعلام )) قال لايجبت برس: أن الملاحظ علي مجلس الإدارة الجديد أنهم لا يملكون أي خبرة كافية في إدارة شبكة كالجزيرة، فحتي الصحفيون منهم كمحمود الشمام يحمل أجندة أمريكية كاملة بلا أية تنازلات وهم صحفيون يجيدون الكتابة فقط!!، أما مريم راشد فهي صحفية لم يسمع عنها أحد في المهنة من قبل!! وباقي الأعضاء إما يحملون أجندة أمريكية كاملة كالكواري سفير قطر السابق لدي واشنطن، أو لا يعرفون شيئاً عن الإعلام!!

الغريب أن هذه التغييرات الكبيرة والمؤثرة لم تجرٍ إلا بعد أن انتقل إبراهيم هلال رئيس تحرير الجزيرة العربية سابقاً، إلي الجزيرة الإنـجليزية الآن حيث يشرف علي البرامج والأخبار ونائباً لرئيس تحرير شئون الشرق الأوسط بالقناة التي أثارت جدلاً منذ انطلاقها منذ أشهر. كما ان انتقال عمر البيك مسئول وحدة التنسيق في الجزيرة العربية وحسن إبراهيم كبير منتجي الأخبار إلي الجزيرة الإنـجليزية، وعمر العيساوي صاحب اكبر سلسلة أفلام وثائقية في العالم عن الحرب في لبنان وهو وثائقي من 33 حلقة ويعمل الآن منتجاً في أخبار الجزيرة الإنـجليزية، كل أنهوا التوزان السابق بالقناة العربية حيث تحول الفريق المشرف الآن علي الأخبار والبرامج بالقناة إلي العربية إلي فريق فلسطيني كامل!!

ويعلق غفاري علي ذلك: بأن الجزيرة الآن ليست جزيرة التاسيس، جزيرة التأسيس الآن هي الجزيرة الإنـجليزية مع فريق إبراهيم هلال وأصدقائه، والقناة العربية في تدهور منذ ان تولي رئاسة تحريرها أحمد الشيخ.

جريدة المجد الأردنية صاحبة التوجه الناصري قالت: أن موفداً امنيا من عباس زار أمير قطر وسلمه الملفين، جاء ذلك أثناء قيام عدة صحف قطرية بشن هجوم مكثف علي وضاح خنفر متهمة اياه باستبعاده القطريين من الوظائف الإدارية بالقناة.

وأضافت الجريدة أنه طبقاً لمصدرها فإنه في الفترة الماضية طالما ظل أمير قطر حمد ين خليفة آل ثاني مظلة لاستمرار خنفر في منصبه إلا أن الضغوط المتكررة عليه من جراء انتماء خنفر فكريا للإخوان لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيماً في جماعة حماس، جعله يطلب من نـجله وولي عهده بتشكيل مجلس إدارة جديد أثناء غياب وضاح عن قطر، كما تم تعديل مدته الزمنية من سنة واحدة كما كان عليه الحال سابقاً لتكون ثلاث سنوات!!

وقال موقع (( مدونة المحررين )) أنهم لاحظوا أن ثمة تغييرات في سياسة القناة التحريرية في الفترة الأخيرة، حيث لوحظ انـحياز نسبي لفتح تمثل في استضافة أشخاص يمثلون فتح وإفساح المجال أمامهم لنقد دائم لحماس، في المقابل فإن الجزيرة غيبت وزير خارجية الحكومة الفلسطينية محمود الزهار الذي ينتمي لحماس والمتحدث باسم حماس في غزة سامي ابو زهري وعضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال وهي أسماء عرف انتقاداها المتشددة لقيادات من حركة فتح مؤثرة فيها.

حافظ الميرازي مدير مكتب الجزيرة العربية في واشنطن قال لجريدة الحياة اللندنية أنه سبق أن قال في احتفال الجزيرة بعامها العاشر أنه: يعتبر تجربة الجزيرة القطرية عظيمة ولكن لا يوجد ضمان لاستمرارها كما هي الآن. واضاف: ماذا لو تغيرت القيادة السياسية في قطر وقررت إلغاء الحريات المسوح بها في القناة، ألا يقودنا ذلك لاشكالية تتمحور حول أنه غير قادر علي تقديم إعلام حر في عالم غير حر!!.

حافظ الميرازي الذي ترك مكتب واشنطن واستقال وأنشأ قناة اسمها الحياة وهي قناة من المنتظر ان تقدم إعلاماً قوياً في مصر حيث ستختص بالشأن الداخلي المصري، قال أنهم أخبروني أنني سأعو د يوماً للجزيرة لكنه قال ان كل ما يهمه حول المحاولة في مصر.

عباس ناصر أيضاً مراسل الجزيرة الأبرز في الحرب اللبنانية الأخيرة انتقل للبي بي سي بعد التغييرات الأخيرة بمجلس الإدارة والسياسة التحريرية وعباس مسلم سني من لبنان!!

غسان جدو أيضاً صاحب التوجه الإخواني وهو مدير مكتب الجزيرة العربية في لبنان قال لجريدة السفير اللبنانية، أنه قال لحمد بن ثامر رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة انه يود ان يعود إلي الصحافة، وأضاف: أخبرت وضاح بذلك أيضاً ففوجئت به يقول لي أنه يريد هو الاخر أن يعود صحفياً أو حتي رجل أعمال فالإدارة ابتلاء!! (( درس وضاح الإعلام والفلسفة وإدارة الأعمال ))!!.

سيطرة التيار الليبرالي الحر وأصحاب التوجهات الأمريكية الكاملة في أروقة القناة الأكثر تاثيراً في الشرق الأوسط يضع مصداقة وحيادية القناة في الميزان.

ويبقي الرهان علي الشعوب العربية التي اقتربت منهم الجزيرة حتي أصبحت قناة الناس، ليصححوا مسار الجزيرة إن أخطأت.

يبقي لي أن أسأل نفسي: ماذا قرأ المسئولون القطريون في ملف وضاح خنفر؟!! وماذا يكتبون في ملفي في جهاز أمن الدولة في مصر؟!!

ماذا تكتب الأنظمة العربية المستبدة عن الصحفيين الذين ينتمون إلي تيار الحرية والمقاومة؟!! وهل ستتغير أجندة الجزيرة في الشرق الأوسط الشهور القادمة بسبب ملف أمني من نظام مخابرات فلسطيني وآخر أردني سلم القضية الفلسطينية للولايات المتحدة وإسرائيل!!؟

إلي أن نـجد تفوقاً ملموساً للجزيرة الإنـجلزية بعد أن انتقل إليها مؤسسو الجزيرة العربية، ثم نفاجيء برحيلهم لأنهم أزعجوا الإدارة الأمريكية أو حتي حركة فتح لنفاجيء بعالم شرق أوسطي تحكمه الولايات المتحدة حكاماَ وإعلاماً!!نتمني لوضاح خنفر التوفيق في حياته المقبلة بعيداً عن صياغة سياسات القناة التي أصبحت مقيدة الآن!! نحن نتمني ذلك، لكن أنت ماذا تتمني؟!!

 عن مدونة "أنا إخوان":