ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس ـ خاص
المسجد الذي مازال يستنزف ملايين الدولارات ولم يتم الانتهاء منه حتى الساعة و اشغل قلوب وأفئدة المساكين وهم يرون هذه الثروة تبدد في شكل استعراضي يشبه إلى حدا ما ملوك وأمراء الخليج في بناء المساجد الفخمة ، وبما أن المقارنة بين مستوى الفرد في الخليج العربي و مع شبه المواطن في اليمن هي مقارنة اعتباطية لما يكتنفها من مساحات واسعة فيما بينهما ، عليه ومن الطبيعي أن يكون مسجد الصالح محل تساؤل الكثيرين حول مدى جدواه خاصة وأن العاصمة تزخر بالمساجد في كل مكان بينما تنقصها المستشفيات والمدارس وملاجئ للأطفال المشردين التي تمتلئ بهم الشوارع والأزقة ، فتلك الملايين تستطيع أن تفعل الكثير ويستفيد منها المواطن بشكل مباشر في حياته ، والرئيس هنا يشيع بأن هذا المسجد من حسابه الخاص ومن نافلة القول فأن الرئيس له الحق بأن يتصرف بماله كيفما شاء وأن يبني المسجد الذي يريد و بأي أسم هو يختاره ، وبما أن الشفافية معدومة لدينا ولا نستطيع أن نميز بالدقة بين المال العام وبين ثروة الرئيس التي قدرت بالمليارات فأن مسألة تمويل هذا المسجد تظل محل شكوك تطل برأسها علينا بين الحين والآخر .
هذا المسجد هو مستفز للمشاعر بشكل عام في وقت ينبغي أن يكون محل ترحيب وإثارة روحية، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد وإلا فأن أمورنا كانت بخير ، فعندما تجد أن كل ما تحقق لليمن منذ ما قبل الثورة حتى هذه اللحظة هي منجزات ما كانت لتحدث لولا أن الله منحنا هذه القيادة الملهمة ألتي استطاعت أن تقفز باليمن إلى مراحل متقدمة ، بينما وعند أول خطوة تتجاوز بها الحدود اليمنية تكتشف أن الأمر كله سراب و لا أثر له ، ورغم التقارير العالمية والأوضاع المحسوسة التي نلمسها كلنا تظل الآلة الإعلامية تخبرنا بعكس ما نراه ، فأنت ولا شك كإنسان عادي ستصاب بإحباط كبير لأنه و حسب المفهوم الديمقراطي الشائع فأن الفردية لا مكان لها إطلاقا في الساحة السياسية .
تجيير الأعمال الغير موجودة وتضخيمها لحساب الفرد الحاكم دون سواه هو أسلوب غير جديد أو مبتكر لأنه أولا من الصعب علي تصور أن هذا النظام يستطيع أن يبتكر أي شيء حتى وأن كان سوداويا في حياتنا ولأنه ثانيا نمط استبدادي سار على نهجه كل ديكتاتور على هذه الأرض ، فيصير التراب والسماء ومنازل المواطنين هي منجزات تاريخية قام بها وحده دون سواه ، بل يظل يرفض وعبر كل مراحل حكمه إشراك إي أحد سواه ، لتتلاشى كل مؤسسات الدولة أن وجدت ويغيب الشعب من المشهد ليتصدره هو فقط ، تارة ببزته العسكرية وتارة أخرى بملابسه الباذخة التي تستطيع وبقيمتها أن تطعم أسرة معوزة ، فيكون هذا الوطن سخرة له ربما من أهم وظائفه أن يصفق ويسبح بحمده .
والآن تتجلى لنا أهم وأكبر منجزات الصالح ألا وهي سعيه الدوؤب على القضاء على بقايا فلول الإمامة المتخندقين في أعالي جبال صعدة الذين يقاتلون لحساب دولة أجنبية أخرى وذلك حسب تعبير ورأي النظام الحاكم ، وبما أن هذا المنجز لم يتحقق حتى الآن وعلى ما يبدوا أنه لن يتحقق في القريب العاجل ، فأنه يرى أن هذه الحرب شرف يجب على الشعب اليمني كله المشاركة فيه والموت من أجله في أكير محرقة يشهدها الوطن ومتى ما انتهت هذه الأزمة حتى تتم مصادرة نتائجها لصالحه دون سواه وتختفي الدماء اليمنية ألتي أريقت من الجهتين لتصير كأحد منجزاته التاريخية العظيمة ويصير كل من قاتل في صفه هو كرت وحان وقت إحراقه .
الحرب بين أبناء الوطن الواحد أمر لا يشرف أحد، والقتل بهذه الطريقة الثأرية وعدم الاكتراث للمهجرين من منازلهم كالنساء وكالأطفال وعدم إيوائهم أسلوب ليس بغريب علينا وهي تذكرنا كثيرا باستباحة المدن التي يخرج منها متمردون على الحكم.
حتى الساعة العالم كله يتجاهل هذه الحرب ألتي أثقلت نفوسنا بالحسرة بعد أن تم إيهامه بأنها حرب إقليمية بين اليمن المنحاز للدولة المناهضة للإرهاب وبين مجموعة تلقى دعمها من إيران وهي الطرف المستهدف عالميا في هذه الأثناء ، بينما الحقيقة ألتي لا يستطيع أحد نكرانها أن هذه الحرب دائرة بين مواطنين يمنيين ، وأن الدماء يمنية والمنازل المهدمة ليمنيين وأن الضرر سيقع على الاقتصاد اليمني الذي يعاني الأمرين منه ألان ، وحرب استمرت أكثر من ثلاثة أعوام دون أن تحسم ، تجعلنا ولضرورة إنسانية نرفض بقائها واستمرارها بهذا الشكل المبتذل . حرب صعدة فضيحة في حقنا وما كان ينبغي السكوت عنها ، لأنها جعلتنا وكمن يكتب ويعيش ويعاشر كل شيء إلا معاناة الشعب الحقيقية ووضعت عزلة بيننا وبين ضمائرنا وكأن الأمر لا يعنينا وكأن أهالي صعدة لا يسكنون هذه الأرض معنا ، وحرب صعدة كشفت الفساد في الجيش وأخلاق الجيش وعقيدة الجيش المشوهة الثأرية وأخيرا كشفت ضعف الجيش الذي أستنزف المليارات من الميزانية ومازال يفعل ذلك .
وأيضا حرب صعدة وباعتراف شخصي مني هي المنجز الوحيد والحقيقي للرئيس صالح الذي لا يستطيع أحد أن يشكك بها ، لأنها إفراز طبيعي لكل المنجزات الأخرى الكاذبة ونهاية تلقائية لطبيعة حكم أعوج لا يريد التصحيح ، وإذا أستمر حال النظام كما هو عليه ، فابشروا بمنجزات أخرى من هذا النوع وخاصة من جنوب اليمن الذي تصلنا أخبار ثورة مسلحة جديدة على وشك الخروج ، وكان الله في عون بلادنا على من ربط ناصيتها بوجوده .