مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية
عندما تنظر لبعضها لأول وهلة تظن أنها مبنية من الإسمنت أو الفولاذ أو الحديد، وإذا دققت النظر في زخارفها ستجزم بأن من أبدعها يمتلك أضخم آلة هندسية على وجه الأرض .. غير أنك لو صببت عليها دلوا من الماء لاشك أنها ستغمرك برائحة فواحة بعبق الطين !!
العمارة الطينية هي ميزة وادي حضرموت بالجمهورية اليمنية، حيث أصبح الوادي وأهله معلما أثريا وتراثيا يشهد له كل زائر أو باحث بعمق الحضارة وامتداد التاريخ..
وادي حضرموت أو (وادي الأحقاف)، ويكفيك بالأحقاف علما بقدم جذوره التاريخية وفترات سكناه الغابرة حيث تمتد إلى الأمم الأولى كقوم عاد وثمود وغيرهم من الأمم السابقة الساكنة من قبلهم ومن بعدهم وما زالت الأجيال تتعهد سكناه حتى يومنا هذا
وادي حضرموت أو (وادي الأحقاف)، ويكفيك بالأحقاف علما بقدم جذوره التاريخية وفترات سكناه الغابرة حيث تمتد إلى الأمم الأولى كقوم عاد وثمود وغيرهم من الأمم السابقة الساكنة من قبلهم ومن بعدهم وما زالت الأجيال تتعهد سكناه حتى يومنا هذا، ومنذ تلك الفترة السحيقة بدأت البنايات تتعالى، وكان أيضا لبروز فن العمارة الطينية
بهذا الوادي تاريخا بعيدا، فهي تعبر عن ارتباط الإنسان اليمني عامة والحضرمي خاصة ببيئته الطينية، كما تعد الجذور الثقافية والفنية للبناء التقليدي القديم، فعملية البناء لا تتم إلا بعد خطوات متناسقة ومترابطة يرسمها البنّاء لمن يعملون خلفه، إذ يقوم البنّاء(المعلم) باختيار الطين المناسبة من أماكنها لاختلاف الطين نفسها كونها أنواع متعددة ليست جميعها صالحة للبناء، فيتم إحضارها وجمعها على شكل أكوام ويصب عليها الماء وتخلط بمادة(التبل) وهي مخلفات نبتة القمح الزراعية، والتي تعتبر العامل الرئيسي الموفر لتماسك الطين، ومن ذلك المزيج تصبح الطين في حالة فيزيائية أخرى(بلاستيكية) يسهل تشكيلها إلى أي شكل فتصنع أعدادا هائلة من اللبن ويدعى(المدر) وتترك في الشمس لعدة أيام حتى تجف لتستخدم بعدها في بناء المنازل والبيوت ذات الطبقات المرتفعة.
وعند اكتمال البناء يتم غالبا كساء الجدران من الداخل والأسطح بمادة بيضاء تسمى(النورة) تصنع من الحجارة الجيرية، وفي أحيانا قليلة يكسى البيت كاملا من الداخل والخارج بهذه المادة،إلا أن النورة المستخدمة داخل البيت ليست كالمستخدمة خارجه حيث تتميز الأولى بزيادة البريق واللمعان والنعومة ويطلق عليها اسم(الملس)، وأهمية ذلك الكساء حماية الجدران من الأمطار والمياه السائلة المؤثرة عليها وإظهار البيت في صورة جميلة فريدة، كما يتم نقش السقوف بنقشات بديعة خلابة.
وعن أشكال بعض البيوت الحضرمية التي تشاهد كأنها قصور في تصاميمها الرائعة، والمتواجدة بالذات في مدينة تريم، فلم تظهر إلا بعد هجرة الأهالي إلى دول أخرى كشرق آسيا وأوروبا، فاقتبس المهاجرون تلك الأشكال وأبدعوا في بنائها وإقامتها بحرفية فائقة وعالية، لا تختلف عن أصلها إلا من حيث صناعتها بالطين وكسوتها بالمادة الجيرية البيضاء وإبراز زخارفها بعمل يدوي متقن دون استخدام الآلات الهندسية أو القوالب الفنية التشكيلية، أما البناء الإسمنتي في الوادي فلم يظهر إلا في قرون متأخرة من الزمن بمدينة سيئون لينتقل بعدها إلى بقية مدن الوادي، إلا أن البناء الطيني ما زال هو المسيطر.
ولم يكن اختيار أهالي وادي حضرموت العمارة الطينية رمزا للبناء في بقعتهم الأرضية إلا لما يتميز به هذا الفن المعماري من خصائص ومميزات تؤهله لأن يكون البناء الأفضل في الوادي، فالتأقلم المباشر لتلك المباني بين جو الوادي (الحار الجاف) من أهم الأسباب التي ألزمت الأهالي اختيار هذا النوع من المباني، حيث يخفض من درجة الحرارة لساكنيه خلال فصل الصيف، ويمتلك نوعا من الدفء في أيام الشتاء، كما يحضى بمقاومته لأزمات الدهر وعوامل الزمن لتصل أعمار بعضها إلى عدة مئات من السنين رغم ارتفاعاتها العالية كما هو الحال في مدينة شبام