كيف تجرأ الحوثي على رفض شريعة رسول الله
بقلم/ د . بلال حميد الروحاني
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
الأحد 19 مايو 2013 03:08 م

لقد ملينا ومل اليمنيون من كثرة التغني برسول الله (ص) من قبل الحوثي, ونسمعه دائماً هنا وهناك يرفع شعار رسول الله والدفاع عنه ومهاجمة من يطعنون فيه, ويرفعون قول الله تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا), وكنا نقول: أن الحوثي يستخدم هذه الشعارات تقية, ليكسب له أنصاراً ومعاونين, ولكن العجب كل العجب أن التقية خانته هذه المرة!! فلم يتمالك أن يعمل بها!!, فإذا به بكل جرأة ووقاحة يرفض شريعة الله ورسوله, والتي قبلتها كل التيارات التي لا تهتم بالشريعة وليست من آل البيت, وإنما لعظمة هذه المسألة في نفوس اليمنيين لم يتجرأ أحدٌ على رفضها, وإذا بأتباع إيران وعبيدها يتجرؤون ولا يقبلون بها.

 فأين شعارهم (وإن تطيعوه تهتدوا)؟!! هل بلغ الكذب بهم إلى هذا الحد؟!! فوا عجباً كيف يتجرأ بعض الناس ولا يستحي بالبقاء مع الحوثي ومناصرته!! وقد فضحه الله على رؤوس الملأ, فماذا بقي لهؤلاء؟ وما ذا ينتظرون من فضائح حتى يقتنعوا بأفكار هذه الفئة الحاقدة على سنة رسول الله وشريعته؟! هل تعجبكم الشعارات الجوفاء الخالية من العمل؟ وهل تقنعكم هذه الشعارات؟

أين إيمانكم؟!! وأين ضمائركم يا من تتعاطفون مع الحوثي؟!! كنا نتوقع أن تخرجوا جماعات وفرادى من الانتماء لهذه الأسرة والتي لا يعلم سندها إلا الله, بعد هذه الفضيحة المدوية!!, فلم نسمع يوماً أن أحداً من ذرية محمد r وقف ضد شريعته ودينه سوى أبو لهب فهل هذه الأسرة لها علاقة به.

هل الأموال التي يوزعها عليكم تغنيكم من الله شيئاً؟ وهل القات والشَمَّة التي يعطيكموها تغنيكم من عذاب الله؟!!!

 إن من يبيع دينه بعرض من الدنيا لن ينفعه شيء في الآخرة.

وفي الأخير لن نطيل الكلام على أتباع الحوثي سواء ممن ينتسبون لآل البيت أم من غيرهم.

 لكن نقول لهم: اسألوا سيدكم عدة أسئلة, واحرصوا على أن يجيبكم بإجابات مقنعة, واضغطوا عليه ليبين موقفه الحقيقي من الإجابات بدون تقية ولا مغالطات:

الأول: ما معنى قوله تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا)؟

وهل المقصود الشعار فقط أم العمل؟

ولماذا أنت تكره بل وتحارب سنة محمد بن عبد الله ) ص) وترفض شريعته؟

الثاني: ما معنى قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)؟

لماذا وصلت جرأتك أنك ترفض سنة الحبيب محمد ؟

ألا تستحي من الله, ألا تستحي من المسلمين؟

هل رَفْع الشعارات من الدين, أم العمل واتباع محمد من الدين؟

وهل يكفي في حب محمد الشعارات فقط؟

وهل هذا من الكذب أم لا؟

الثالث: ما معنى قوله تعالى: ( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم)؟

ومن المقصود بها حسب علمك؟ وهل من يرفض منهج محمد (ص) يدخل معهم, أم تغنيه الشعارات والصراخ بها ليلاً ونهاراً بدون عمل؟

الرابع: ما معنى قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا)؟

هل من يرفض الشريعة المحمدية يعتبر منافقاً أم مؤمناً؟

وهل سنكون منهم؟

الخامس: هل نحن أيها السيد باتبعانا الأعمى لك, ندخل في قول الله تعالى: (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار)

وفي الأخير: نقول لأتباع الحوثي:

أين عقولكم؟ ومن أخذها عليكم؟ لماذا لا تبحثون عنها؟

 لماذا سلمتم مفاتيحها لساداتكم وكبرائكم؟

 ألا تخشون أن تقولوا يوم القيامة: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)

هل تقرؤون هذه الآية أم لا؟ هل مرت عليكم يوماً ما؟

وهل تخشون على أنفسكم أن تتخذوا ساداتكم وكبرائكم أرباباً من دون الله, يحلون لكم الحرام ويحرمون عليكم الحلال, ألا تخافون أن تقعوا في قول الله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ).

نصيحة لكم: أكثروا من هذا الدعاء:

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

وأنبهكم على مسألة في غاية الأهمية: إن ساداتكم يمنعونكم من التأمين في قول الله تعالى في سورة الفاتحة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) وهم كذلك لا يؤمِّنون فلذلك شابهوا اليهود والنصارى في كثير من العقائد والانحرافات, وهم يجرونكم نحوهم, فلو أمَّنتم لوفقكم الله للصراط المستقيم. والله أعلم بنياتكم.