البحرية البريطانية: تلقينا تقريرا عن حادث بحري على بعد 25 ميلا غرب المخا حكم قضائي يعمّق الخلاف بين الرئاسي والنواب شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة بعداغتيال وزير الإعلام في حزب الله..مصادر تكشف تفاصيل لن تكن معروفة وغامضه احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا
ذكرت الكثير من المصادر الإخبارية وجود تحركات حثيثة وتوجه جاد لتعيين العديد من سفراء اليمن في الخارج ، وهذه خطوة جيدة في الإتجاه الصحيح وخصوصاً في هذا الوقت الذي يحتاج الوطن فيه إلى سفراء ورسل يمثلون الوطن وهمومه ويبيضون وجه اليمن المشرق الذي تعرض للتشويه ويصححون الإنطباعات الخاطئة التي تكونت لدى الكثير من الشعوب عن اليمن بسبب السياسات الخاطئة اللامسئولة التي جعلت من العمل الدبلوماسي - في الفترة الماضية - غنيمة وفرصة العمر تتقاسمها بعض الأسر المتنفذة في البلاد، وهذا الأمر لا يخفى على الكثيرين.
لقدجرت العادة - خلال السنوات الماضية- أن يتم رمي المعايير العلمية والمهنية عرض الحائط عند القيام بتعيين الدبلوماسيين ومعاونيهم، فلم يكن للكفاءة والنزاهة والوطنية والخبرة أدنى إهتمام، بل إن معايير المناطقية والأسرية والحزبية والولاءات الضيقة كانت هي الأكثر أهمية وهي التي يبنى عليها قرار التعيين لمثل هذه المناصب الحساسة.
لذلك، لا غرابة أننا كنا ولا زلنا نسمع عن كثير من الإختلالات والفوضى والفساد في معظم سفاراتنا في الخارج ، فقد أصبحت تلك السفارات تؤدي دوراً معاكساً لما ينبغي ، بل غدت السفارات اليمنية في كثير من البلدان مثاراً للغرابة والسخرية بسبب ما يحدث فيها من ممارسات خاطئة تضر بسمعة اليمن ومصالح اليمنيين ومن أهم هذه الأمور ما يلي:
وجود مظاهرات واحتجاجات من وقت لآخر في السفارات للطلاب بسبب مستخقاتهم أو عدم دفع السفارات للرسوم الدراسية ...ولم أقرأ يوما من الأيام بأن طلاب السودان أو الصومال أو إثيوبيا قد تظاهروا أمام سفارات بلدانهم لنفس الأسباب.
عدم شعورمعظم اليمنيين في الخارج بوجود سفارة بجانبهم وقت الشدائد ووقت المناسبات ، فتجد أن اليمني يجد نفسه غريبا في كثير من السفارات ولا يجد الرعاية والدعم كما هو الحال في سفارات البلدان الأخرى وقد عايشت هذه التجربة شخصياً في عدد من البلدان التي زرتها.
يوجد العديد من السفراء أو مساعديهم أو العاملين في كثير من البلدان ممن لا يجيدون تحدث لغة تلك البلدان وإن تحدثوا فهم مبتدئون، ويبدو أن بعضهم يعينون من أجل تعلم و إتقان اللغة في الموطن الأصلي ...وهذا – بالطبع- ينطبق على نسبة لا بأس بها من الدبلوماسيين والعاملين في السفارات.
أبناء كثير من المتنفذين معينون في العديد من سفارات اليمن- بدون وجه حق- كما أننا نجد أن هناك فائض من الموظفين في السفارات ممن يستلمون رواتب ضخمة و لا يقومون بأعمال مقابل ذلك.
أصبحت العديد من السفارات في الخارج مثل مجلس الشورى في الداخل ،حيث يعين فيها المتنفذون أو غير المرغوب بوجودهم داخل البلاد أو المحظوظون الذين يمنحون هذه الفرصة لكسب المال وقضاء أوقات جميلة والتنزه والسياحة على حساب الخزينة العامة للدولة .
أما الفساد المالي في السفارات فالمصيبة أعظم ، الفساد المتعلق بالإيجارات والمقرات والنفقات التشغيلية والرسوم التي يتم تحصيلها، ووو ، فهذه كلها ، مصيبة وكارثة لا يدركها إلا الراسخون في العلم.
تشعر بالأسف والحسرة عندما تسمع كلاما أو خطاباً ليعض سفرائنا في الخارج، حيث تشعر بضحالة وتدني ثقافتهم وركاكة خطابهم ولغتهم وافتقارهم القدرة على الحديث المبني على ثقافة وتعليم ووعي راسخ بخلاف سفراء الكثير من البلدان الذين لديهم كفاءة عالية وثقافة سياسية عامة عميقة.
هذه بعض الأوضاع الخاطئة والممارسات المؤسفة في بعض السفارات التي تسئ إلى بلادنا في الخارج وتعكس صورة قبيحة عن اليمن حكومة وشعباً وعلى نفقة الشعب المسكين ...فهل سنشهد تحولاً إيجابياً في هذا الصدد!!!؟
إن السفراء الذين سيتم تعيينهم في الأيام أو الأسابيع المقبلة يجب أن لا تخضع مسألة تعيينهم للوفاق أو المحاصصة، بل ينبغي أن يكون للكفاءة والخبرة والنزاهة والمهنية الأولولية في التعيين . وإذا كان لا بد من الوفاق والمحاصصة، فليكن وفاقاً من أجل الوطن، فلدى كل الأحزاب والأطراف كفاءات نزيهة وكفؤة ومحايدة يمكن أن تمثل الوطن في الخارج بشكل مشرف وتلتزم بسياسة حكومة الوفاق الوطني ونهج رئيس الجمهورية المنتخب.
وتجد الإشارة في هذا السياق إلى أن المرحلة الحرجة - التي تمر بها البلاد حالياً - تقتضي أن لا يكون السفراء من ذوي الولاءات للأشخاص أو المتنفذين ، بل ينبغي أن تكون معايير الوطنية والكفاءة والخبرة والنزاهة هي الأساس في التعيين من أجل مصلحة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره.
إن اليمن بحاجة ماسة – في الوقت الراهن – إلى سفراء يساهمون بشكل فعال في تطوير علاقة اليمن ببلدان العالم ونقل صورة مشرقة عن تأريخ وحضارة وواقع اليمن. ويتحمل السفراء مسؤولية بناء علاقات تعاون وشراكة حقيقية مع تلك البلدان، وعليهم أن يكونوا حلقة وصل فاعلة في تعزيز التعاون وتحقيق الحد الأقصى من المصالح للشعب اليمني في المجالات السياسية والإقتصادية والتعليمية والثقافية، وعليهم أن يدركوا بأنهم مسؤولون عن مصالح الجاليات اليمنية في الخارج ورعايتها وتقديم كل سبل الدعم والتسهيلات لتعزيز ولائهم لهذا الوطن الغالي ، وعليهم أن يدركوا بأن الأموال التي يحصلون عليها كمرتبات وغيرها هي من خزينة وضريبة الشعب الكادح وعليهم أن يخدموه بأمانة وصدق.
فهل سنشهد في الأيام المقبلة تعيينات للسفراء تليق باليمن وبالتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب اليمني على مدار العقود السابقة والتضحيات العظيمة التي قدمها شباب اليمن في ثورتهم المباركة في كل أنحاء الوطن الغالي!!!؟ نأمـل ذلك.