جمعة استعادة الثروة المنهوبة
بقلم/ عبد الملك المثيل
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 29 يوماً
الجمعة 16 سبتمبر-أيلول 2011 04:07 م

عندما قامت بعض الدول الكبرى بتسريب بعض المعلومات عن ثروة علي عبدالله صالح فقط قبل عدة اشهر، مستثنية عائلته وأقاربه وأولاده لغرض في نفس قادة تلك الدول ، التي قالت أن ثروة صالح تقدر ما بين عشرين إلى خمسين مليار دولار أمريكي ، كأرصدة مالية وعقارات وشركات موزعة بين العديد من دول العالم ، إعتقدنا أن الشارع اليمني سيثور ويتفاعل مع الخبر لدرجة جنونية ، فتلك أمواله وثروته التي نهبت بطريقة فيها من اللصوصية والفساد وإنعدام الأخلاق البشرية والإنسانية ، ما جعل صالح وأفراد عصابته القبيحة يهتمون بتوسيع تلك الثروة ونموها على حساب شعب كامل يعاني من الجوع والفقر والمرض وإنعدام الخدمات الأساسية في حياته ، لكن الخبر مر مرور الكرام وكأنه لا يعني الشعب اليمني وثورته على الإطلاق ، بل تم تجاهله من قبل قادة الثورة والمعارضة على حد سواء ليترك ذلك التجاهل ألف علامة إستفهام خلف الكثير من الأسئلة المشروعة ، المقدمة من بعض أبناء الشعب والمهتمين بالشأن اليمني ، الذين استغربوا من طريقة التعاطي مع خبر مهم ومصيري كهذا ، فتلك ثروة وطن وشعب تستحق أن يعمم خبرها على كل مواطن يمني ، في الوقت الذي يجب على كل قوى الثورة والمعارضة بذل كل الجهود واستخدام كافة الطرق والأساليب المتاحة لتجميد تلك الثروة والأموال وإعادتها إلى الشعب اليمني بصفته مالكها الشرعي والوحيد ، أسوة بالدول العربية التي مثل لها ذلك الأمر قدر ومصير شعبي وثوري ، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث لأسباب ومسببات تلزم قادة الثورة والمعارضة توضيحها للرأي العام اليمني في القريب العاجل .

سنستشهد هنا بما حدث في الثورات العربية المباركة ، ففي الثورة التونسية تم الإعلان مباشرة عن حجم ثروة بن علي واقاربه وبعض أركان نظامه في أوربا وأمريكا وكندا ، بينما جن جنون الشارع المصري حال الكشف عن حجم ثروة مبارك وأولاده التي قدرت يومها بسبعة وسبعين مليار دولار أمريكي ، وشاهدنا كيف تصرف المصريون مع قضية إعتبروها وطنية من الطراز الأول تهم كل مواطن مصري أينما كان ، ثم رأينا الصورة تتكرر في ثورة ليبيا التي استعاد شعبها العظيم جزءا من أمواله وثروته المنهوبة ، والواضح أن القوى الثورية في تلك البلدان قامت بعملها على أكمل وجه من أجل تجميد وإستعادة ثروة شعوبها ، معتمدة على الشرعية الثورية المعترف بها من كل دول العالم ، فلماذا لم تتكرر الصورة في الثورة اليمنية ؟ مع علم ومعرفة قوى المعارضة اليمنية وأنصار الثورة من أركان سلطة صالح بوجود ثروة هائلة ليس لعلي صالح فقط ، بل ولأولاده واقاربه واركان سلطته في دول العالم المختلفة .

لقد مثلت مسالة ثروة صالح وأولاده هما وطنيا لدى العديد من المهاجرين اليمنيين منذ سنوات مضت ، وقد تم خلالها مخاطبة العديد من المنظمات الدولية المتخصصة في أمور كهذه بغرض الوصول لأفضل وأنسب الطرق للكشف عن تلك الأموال وإعادتها إلى الشعب اليمني ، ثم إستبشر أولئك المهاجرون خيرا لحظة إنطلاق الثورة اليمنية العظيمة ، فرفعوا من سرعة عملهم معتمدين على أنفسهم في كل شيء ، فتنقلوا بين الدول والولايات والتقوا بصناع القرار في أكثر من مكان ، مطالبين بالكشف عن ثروة صالح وأركان سلطته من اقارب ومساعدين ، والعمل على تجميدها تمهيدا لتسليمها لمالكها الشرعي والوحيد ، غير أن غياب الطلب الرسمي من قبل الشرعية الثورية وقوى المعارضة اليمنية ساهم بشكل كبير في التعاطي الروتيني مع جهود أولئك المهاجرين من قبل دول الخارج المحتكمة إلى القوانين في كل أمورها ، وعليه فنحن هنا ندعو قادة المعارضة أولا ثم قادة الثورة بتبني هذه المسألة الوطنية وسرعة العمل على تجميد تلك الثروة واستعادتها ،داخليا وخارجيا ، عبر إثارة الرأي العام اليمني أولا وإبلاغه بأمواله وثروته المنهوبة ، ولتكن الجمعة القادمة جمعة إستعادة الثروة المنهوبة ، ثم يجب تقديم طلب رسمي وعاجل لكل الدول في أوربا وأمريكا وكندا عبر لجنة خاصة مهمتها تحقيق ذلك الهم الوطني في أسرع وقت ممكن .

سنتجنب الحديث عن جهود المهاجرين وما قاموا به في موضوع كهذا ، حتى لا يقول قائل أننا نسوق لأشخاص ونكتب لأسماء عملت في صمت وقامت وتقوم بواجبها الوطني قبل كل شيء ، لكننا أمام سكوت المعارضة وقوى الثورة عن قضية مصيرية كهذه قد نكشف عن تلك الجهود ونوضح للرأي العام اليمني كيف تم الرفض المباشر من قبل قوى وأسماء معينة في التعاطي مع أولئك المهاجرين والوقوف معهم من اجل تحقيق ما سعوا إليه .

إننا أمام هذه القضية الوطنية الهامة ، نحمل قادة المعارضة وقوى الثورة ومن اعلنوا إنضمامهم إليها من أركان سلطة صالح ، المسؤولية الكاملة في تجاهل هذه القضية وحجبها عن الرأي العام اليمني إعلاميا وسياسيا وثوريا ، وعلى قادة المعارضة وأنصار الثورة من سلطة صالح تحديدا أن يعلموا أن موقفهم ذلك يعتبر تسترا على جريمة فساد ولصوصية ، بل ويوضح خوفهم من شيء ما قد يعني للمشككين وجود ثروة وارصدة لهم في الخارج أيضا ، وتلك مسألة لا نتهمهم بها لكنهم بتصرفاتهم يدفعون الناس لرمي التهم عليهم وبيدهم وحدهم

إثبات تلك التهم أو نفيها

* المستقبل يعني مصالحهم......

يستغرب البعض من طريقة تعاطي دول العالم الكبرى مع قادة وأنظمة الدول التي تشهد الثورات والتغيير ، حيث تقوم القوى الدولية الكبرى بنسيان الرؤساء والقادة السابقين بل وتتركهم ليلاقوا مصيرهم المحتوم كما حدث لمبارك وبن علي والقذافي ، وتلتفت للتعامل والتعاطي مع النظام الجديد أو القادم لأنها أصلا تؤمن بعمق بأن التغيير حتمي وحادث تاخر أو تقدم ، ولهذا ترى محقة بأن مصالحها يجب أن تستمر ومن يملك التحكم في صناعة القرار فقطعا ستتعامل معه لأن مصالحها مرهونة بيده ويجب أن تستمر في المستقبل .

أملنا ورجائنا أن يفهم قادة الثورة والمعارضة هذه النظرية الدولية ، لعلهم يقنعون أنفسهم بضروة السير إلى الأمام في كل ما يخص ثورة الشعب اليمني العظيم .

aalmatheel @yahoo.com