تعصب يؤدي إلى تدمير وطن!!!
بقلم/ علي الأهدل
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 03 أغسطس-آب 2011 12:44 ص

حين تتناقش مع أي من إخواننا ممن هم في الأحزاب المعارضة او في الساحات او ممن يناصرونهم حول الأزمة التي تمر بها بلادنا الحبيبة (اليمن) فإنك تشتم رائحة لم تكن تصنف ضمن الروائح التي عرفناها وودرسناها في صفوفنا المدرسية او حتى في قاعات الجامعات ولذلك لا تستطيع تسميتها.

لكنها بالطبع ليست رائحة زكية بكل المقاييس, نستطيع توصيفها بأنها تنم إما عن حقد دفين أو عمى للقلوب التي في الصدور, وأنا هنا لست متحاملًا في هذا التوصيف على احد من أولئك النفر.

إن القول بأن الرئيس علي عبد الله صالح وخلال 33 عاما من حكمه لم ينجز شيئا سوى الفساد, هذا قول تشتم منه تلك الرائحة, و حقيقة الأمر أن المنجزات التي تحققت خلال 33 عاما لن نستطيع أن نحصيها في مقالة كهذه – وإن كانت ليست عصية على الحصر !! والحقيقة الكبرى ان تلك المنجزات لم ينجزها الرئيس بعمل يده بل أنجزها الشعب اليمني على مدى 33 عام وان كانت في أيام حكمه!.

إننا حين ننكر كل هذه المنجزات التي بين أيدينا والتي ننعم بها وبخيراتها – وإن كان ذلك النعيم نسبيا طبعًا – فإننا بذلك لا ننقص من قدر هذا الرئيس بقدر ما ننقص من قيمة وقدرة هذا الشعب على البناء والتعمير والإنجاز في مختلف المجالات وإن كانت هذه الانجازات التي نفخر بها كشعب عريق لا ترقى إلى مجال المقارنة مع دول سبقتنا في البناء والتعمير سواء من دولنا العربية او تلك الغربية او حتى مع نماذج تعتبر طفرات استثنائية – مثل ماليزيا التي هي مضرب مثل لأصحابنا - بل يجب ان تكون المقارنة لمنجزات الـ 33 عاما مع ما كان قبلها ومن نقطة الصفر التي تولى فيها الرئيس مهامه, ولا يقول لي احد ان تلك المنجزات كانت بسبب حركة الزمن الطبيعية, وهي من الحجج التي يجادل بها أولئك النفر؛ لأن القمر لا يرمي إلينا بجامعات ومصانع ومزارع وطرقات واتصالات ومؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية أثناء دورانه حول الشمس في الليل والنهار أولا ولأن زمن نظرية الطبيعة والصدفة قد ولى أيضا!!

إن إخواننا في من أولئك النفر لم يكتفوا بنكران منجزات هذا الشعب التي بناها وأنجزها من عرق جبين أبنائه في الداخل والخارج, بل ولكي يدللوا على عدم وجودها فقد تمادوا وسعوا بكل ما أوتوا من قوة وبكل ما يملكون من أدوات وأساليب إلى تدمير تلك المنجزات وتخريبها وتشويه صورتها الجمالية وشل فعاليتها لتصبح بذلك وكأنها لم تكن فعلا.. لماذا كل ذلك؟؟ حتى يثبتوا لنا انه لا يوجد هناك شيء أنجزه هذا الرئيس علي عبد الله صالح وهم لم يدركوا أن هذه المنجزات هي ملك هذا الشعب وهو من أنجزها فعلا, وهو بالتالي من سيحافظ عليها ويحميها من عبث العابثين.

طبعا حينما نقول أن هذه ملك الشعب والشعب هو من أنجزها لا ننكر دور الرئيس كونه رئيسا لهذا الشعب خلال هذه الفترة التي بنيت فيها تلك المنجزات وان له الفضل في تهيئة الظروف السياسية والأمنية ولاقتصادية وكذا إشاعة الديمقراطية والحرية بكل أدواتها الصحفية والحزبية التي بفضلها وغيرها أصبحت هذه الأحزاب أحزابا وهذه المعارضة معارضة!! وإلا فليتذكر كل من قادة ومفكري ومنظري هذه الأحزاب كيف كان الوضع السياسي في اليمن السبعينات وبداية الثمانينات؟؟ وليقولوه لنا.

إنه من الغبن والغباء معا أن يتم تدمير وطن بكل مقوماته الاقتصادية والاجتماعية وكل مؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية بهدف إثبات أن علي عبد الله صالح لم ينجز شيئا وان 33 عاما من حكمه لم تكن إلا فسادا وتخلف وفقر وجهل.

مثال من واقع عملي: أنا أعمل في إحدى شركات صناعة الاسمنت في اليمن – إحدى مجالات الصناعة - ومن خلال دراسة تاريخ وتطور هذه الصناعة في اليمن على مدى 33 عاما وجدت انه لم يكن في عام 1978م سوى مصنع حكومي واحد – باجل - تصل إنتاجية طاقته التصميمية إلى 270000 طن/ السنة, وحاليا ونحن في عام 2011م هناك أكثر من عشرة مصانع تعمل في صناعة وتعبئة الاسمنت في اليمن بطاقة إنتاجية تقارب الـ 9000000 طن/ السنة تغطي احتياجات السوق اليمنية في مجالات البناء والإعمار وتصدر كميات أخرى إلى بعض أسواق البلدان الإفريقية, ناهيك عن المصانع المرخص لها لتستثمر في هذه الصناعة والتي هي تحت التنفيذ وتلك المصانع التي تخطط لرفع طاقتها الإنتاجية لتصل خلال العام 2015 في مجملها إلى أكثر من 15000000 طن / السنة.

إننا نطلب من أصحاب العمى وممن يدورون في فلكهم أن يعمدوا الى عمل مثل تلك المقارنات وأثارها الاقتصادية في مجالات متعددة منها على سبيل المثال الحصر, الصناعات, الجامعات, الاتصالات, الطرقات, المدارس, المزروعات... الخ وبعيدا عن التعصب والحقد الذي قد يودي بنا جميعا الى الهاوية وفي سبيل ماذا؟؟ في سبيل الوصول إلى الحكم!!!

هل يعلم أولئك النفر انه لم يكن في اليمن قبل عام 78م شيء اسمه تفاح وموز وبرتقال وفرسك يمني والتي جميعها كانت تستورد من أمريكا والبرازيل ولبنان وحتى من الصومال!!! وأن الكوسة والباذنجان والملوخية لم تكن تعرفها الكثير من الأسر والمناطق اليمنية, وهل يدرك إخواننا أيضا ان خطباء مساجدنا كانوا بعقود عمل من جمهورية مصر العربية – من الأزهر الشريف - ناهيك عن المدرسين والأطبـاء... الخ طبعا قد يسخر البعض من الملوخية؟؟ وهل هي انجاز؟؟

أنا متأكد أن كل ذلك يعلمونه ويدركونه, ولكنهم فقط - ولأنهم قد تبرمجوا على أنهم في خصومة مع الرئيس علي عبد الله صالح - فهم بذلك لا يريدوا لأحد من أبناء شعبنا ان يرى ذلك حتى يثبتوا ليس لأنفسهم بل للآخرين صحة ما يدعون!! والحقيقة المرة أنهم فعلا في خصومة مع الوطن بأكمله وليس مع علي عبد الله صالح. 

Alahdal4@gmail.com