يريدها ذكرى اليمة
بقلم/ محمد الحجافي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 23 مايو 2012 03:47 م

منذ اندلاع شرارة ثورة فبراير, الثورة التي لطالما حلم بها الجميع وانتظرها حتى دقة ساعة الحرية بنزول الثوار إلى ساحات الحرية معلنين ثورة ضد الظلم ثورة ضد الحكم الفردي الذي تربع على عرش هذا البلد 33 عاماً، وتسهيل كل إيراداته لصالحه وصالح عائلته....... وشعبه يدفع الثمن ما بين مهاجراً وعاملاً رغم كفاحه وحصوله على أعلى الشهادات الجامعية وفضل الهروب والبحث عن لقمة العيش خارج هذه الأرض الطيبة التي استباحها ولا زال يستبيحها ويرويها دماً من دمائنا الطاهرة.

صالح ذلك الرجل المخلوع من على كرسي السلطة, الذي ظل يوهم هذا الشعب أنه على رؤوس الثعابين وفعلا ً أثبت أنه تركه ولم يسحب ثعابينه من حوله تلك الثعابين التي تعمل ليلاً ونهاراً ظنن منهم أن هذا الكرسي ملك لهم ولزعيمهم الأفعى الكبرى, هذا الرجل يريد لهذا الشعب الآلام ولم يدرك أنه شعب عظيم قادر على التغلب على كل مشاكله, ونفيه لا رجعة له على ترابه الطاهر, متى سيدرك ويتخلى عن جنونه؟! ويؤمن بأن هذا الشعب لا يطيقه, خرج عليه جنوب الوطن وأبنا صعده وأدعي أنه تمرد , خرج عليه الشعب إن لم يكن كله بل أعلبه, وقال: ليس ثورة حاول استفزاز هذا الشعب وثواره صامدون, حاول استخدام كل أساليب البطش بثوار هذا البلد لكنه لم يستطع أن يثني هذا الشعب عن إرادة وهو رحيله مهما كلفهم الأمر, أعترف بثورتنا وقال: مسلوبة ولم يستفزنا, ولكنه في حقيقة الأمر لم يتركها في حالها "ثورتنا " لقد جعلها ذكرى أليمه ففي صنعاء ترك لنا ذكرى جمعة الكرامة الدامية وفي تعز تركلنا ذكرى المحرقة وفي إب ترك لنا ذكرى جمعة الحسم وفي عدن ترك لنا ذكرى محرقة المعلا، وفي حضرموت تركلنا ذكرى محرقة ساحة حضرموت، ويا لها من ذكرى ألم في جداول زمنية متسلسلة وكأنه يقول لنا ثورتكم لن تمر في ذكرى طيبه لكنه لم يدرك أننا سوف نحتفل يوما ونحول كل ذكريات الألم إلى ذكرى يوم رحيله وغروبه عن يمننا الحبيب وننسى كل ذكريات الألم, الوحدة التي هلل وزمر في أنجازها ها هو اليوم يحول ذكرها في قلوب كل ابنا الوطن إلى ذكرى حزن, حصد فيها أرواح رجال الآمن والجيش بما يسمى أنصار الشر...عيه لكن. لم يدرك أن الشعب عازم على لملمة جروحه وأشلائه والوقوف من جديد مهما تكالبت عليه أنيابه وأنياب عائلته وأنصار شرعيته (شريته) ولعل ما قامت به سرية الآمن المركزي الذين غادروا المستشفيات وجروحهم تنزف يوم 22 مايو 2012م بعد تعرضهم الى مجزرة السبعين في اليوم السابق قبل 22 مايوم, من إصرار على المشاركة في العرض الذي صرح به بعض الجند أنهم ليس أقل من غيرهم في حب هذا الوطن ولكي ترتفع معنويات الشعب وإخوانهم من الجيش في أبين, الأمر الذي أجهش أغلب من عرف ذلك بالبكاء فرحنا بأننا نمتلك أمن وجيش يحب الوطن... هل أدرك صالح وعائلته وأنصار شرعيته الإجرامية, أننا دائما نحول أحزاننا أفراحناً وسوف نبني يمناً قوياً مترابط وتضاف إلى أفراحنا ذكرى رحيله وسف نحتفل ونحولها ذكرى نضال وانتصار وعزه...