حقيقة الإعلام الموجه من جوبلز وناصر إلى للوزي والجندي
بقلم/ محمد الحميدي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 24 يوماً
الإثنين 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:16 م

شهد القرن التاسع عشر والعشرين من القرن الماضي طفرة متقدمه في مجال تطور وسائل الإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات ساهمت بشكل مباشر في إحداث نقله نوعيه في تقدم وتحديث وسائل التعبير وأوجدت فضائات ومساحات واسعة لممارسة حريتها بإضافتها الوسائل المرئية والمسموعة إلى ما كان قائم من إعلام مقروء منذ القرن السابع عشر .

حيث كان لنهاية الحرب الباردة في بداية تسعينات القرن الماضي سببا\" مباشرا\" لهذه الطفرة بعدما أنهت احتكار المؤسسات العسكرية لهذه التقنيات وسمحة باستخدامها للإغراض المدنية فأصبح العالم بذالك كقرية صغيرة تمكن الإنسان أينما كان من متابعة الإخبار والإحداث والتواصل مع العالم الخارجي وممارسة حرية ألكلمه وكسرت كل محضورات ومحرمات الحكام وتحولت أيضا\" إلى وسيله سهله للتواصل الاجتماعي وتبادل الأفكار وإنشاء العلاقات والمصالح بين مختلف أبناء البشر على وجه المعمورة فتلاشت ألهوه والفوارق التي كانت قائمه في ثقافاتهم بسبب الممارسات السياسية والدينية لبعض الانظمه المستبدة لشعوبها لتعزيز قبضتها وعزل مجتمعاتها عن محيطها الخارجي.

كما أن تعدد مجالات الإعلام الحر ساعد كثيرا\" في تبديد بعض المفاهيم الخاطئة في ثقافات الشعوب المتعلقة بالغزو الثقافي والاستعمار الجديد التي سوقتها أنظمتها المتخلفة خلال الحرب الباردة وساعد هذا التعدد أيضا\" في إدراك المجتمعات لعدد من الحقائق المتعلقة بشراكتها الجماعية في أمن واستقرار كوكب الأرض وواجباتها الاخلاقيه نحو حمايته من مخاطر الحرب والتلوث والكوارث المحدقة به و حاجة الجميع لإرساء قواعد التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين جميع الأمم و ضرورة إعادة صياغة مفاهيم سياسيه واجتماعيه واقتصاديه جديدة لتحقيق ذالك تدعوا الجميع إلى تعزيز المحبة والسلام ونبذ العنف والكراهية والتعصب والإرهاب للمضي قدما\" نحو العلمنة بأهداف وخطى خاليه من الشوائب والثقافات المتحجرة وجعل الإعلام القائم على الصدق وحرية الرأي والتعبير والشفافية وسيلتهم المثلى للتواصل والحوار لتمكين الجميع من تكوين أفكارهم وأرائهم نحو قضايا مجتمعاتهم بشكل خاص والعالم بشكل عام .

إلا إن الملاحظ إن تطور الإعلام واتساع مكانة حرية التعبير وتعاظم مكانتها و سموا قدسية رسالتها قد استفزه كثيرا\" الانظمه الثكنوقراطيه والدكتاتورية ألقائمه في الكثير من بلدان العالم ومنها بلادنا المتدثرة بعباءة الديمقراطية المزيفة فأعلنت عليها الحرب قبل ولادتها واعتبرتها نذير شؤم لزوالها ووضعت كل أنصارها في قائمة ألأعداء وصنفت مفرداتها ككلمه معاديه في قاموسها مسترشدتا\" بالمقولة الشهيرة لوزير الإعلام الألماني جوزيف جوبلز (كلما سمعة كلمة مثقف تحسست مسدسي).

وفي وطننا العربي الكبير أطلقت الكثير من المفاهيم المعادية للإعلام الحر خلال ألحقبه الماضية واستخدمه كل الوسائل لمنع وصول نورها ألى مجتمعاتها وعملت كل مافي وسعها لمنعها من اختراق عفتها كي لا تهدر كرامتها فيقضي على تراثها وحضارتها وتختلط الأنساب فيما بينها أو بالأصح حتى لا تستيقظ الشعوب من سباتها العميق فيصحوا ضميرها وتثور ضد مستبديها لاستعادة حريتها فعملت على مجاراة الإحداث وسارت على ألطريقه الجوبلزيه مؤسس أول وزارة للإعلام الموجه في أوروبا بعصر النازية والطريقة الناصرية مؤسسة أول وزارة ه للإعلام الموجه في الجز يره العربية مشكلتا\" بذالك اللبنات الأولى للإعلام الموجه في بلدان الوطن العربي فسارت على هداها اغلب أنظمة المنطقة ومنها اليمن التي تميزت بشدة قيودها على هذا الجهاز لتحوله من إعلام موجه إلى إعلام مدمر قدمت اسواء نماذجه حقبة الإعلام أللوزي و ما سمي شعبيا\"بالحقبة التي أحكمت سيطرتها على جميع وسائل الإعلام وأجهزته ومؤسساته وحدة من نفوذ ما تبقى منه كما أطلقة العنان للأجهزة الخاضعة لسلطتها وموظفيها بشن حمله همجيه تتنافى مع القيم والرسالة السامية لهذا العمل الإنساني لتضليل مجتمعاتها وتشويه الحقائق فسوقة الأفكار والإخبار المفبركة والمغلوطة لتزييف الواقع الاجتماعي للمجتمع وهو ما يجسده اليوم إعلام النظام مستغلتا\" نسبة الجهل التعليمي والتخلف السياسي الذي أنتجته النظام خلال 33عام باعتباره احد المكونات الاساسيه لديمومته وبذالك ألغى كل مفاهيم ألصحافه والإعلام ألقائمه على المصداقية والدقة والحقائق في تقديم الأخبار والمعلومات الصحيحة للشعب لإدراك ما يجري حولهم وتكوين آلا راء والأفكار لاتخاذ القرارات المناسبة خاصتا\" في ظل مستجدات الثورة التي تمر بها البلاد.

كما أن القائمون على هذا الإعلام قد جردوه من مبادئه الرئيسية المتعلقة بالمسؤليه والحرية والاستقلالية والمصداقية وعدم الانحياز ومراعاة حقوق الآخرين وقدموا بدلا\" عن ذالك الكذب والزيف والتضليل وقلب الحقائق فنشروا الخوف والإرهاب الفكري بين ألعامه وقيضوا الأمن والسلام الاجتماعيين وجعلوا الإعلام كتنين متوحش يمتلك مجموعه من الرؤوس القاذفة للحمم بل أصبح كوحدة مسلحه ردفيه للجيش والأمن تفتك بالشعب أينما كانوا في إعمالهم أو منازلهم ساعدها في كل ذالك استغلال المال العام وإشراك شخصيات رسميه في الحزب الحاكم والدولة من مجموعة العصائر المنتهية لإدارته أمثال (الجندي- الشامي- الصوفي- البركاني- اليماني) الذين يمارسون على الشعب الكذب والدجل ودقة الطبل والمزمار ليل نهار في مخالفه صريحة للدستور وقانون ألصحافه والمطبوعات وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذات الصلة وفي الأخير لا نقول لهولا إلا ما قاله زعيم حركة ربيع براغ التشيكية للقوات الروسية و الالمانيه والبلغارية التي اجتاحت بلاده عام 1968م لمساعدة معارضيه في تنحيته عن السلطة ووقف إصلاحاته من تغيير النظام الشيوعي القائم القائلة(حتى لو دستم الإزهار فلن تأخروا الربيع).