من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية
توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود
بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''
مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''
نشتهر نحن اليمنيين بأننا ألين قلوباً وأرق أفئدة ، ولكن هذه الصفة لا تبدو واقعاً ملموساً إلا عند مغادرتنا حدود الوطن ، وتتجلى في التزامنا بآداب الاغتراب وتقيدنا بالقواعد والقوانين الأمنية والمدنية في كل أقطار العالم ما عدا ( اليمن ) ! حتى غدونا نموذجاً لما يجب عليه المغترب في بلاد المهجر ، وهو ما يلاقي إجمـاعا لدى الكل على جمـالية هذا الخلق ، ولكن الأجمل من ذلك ، ألا نبخـل على ( القطر اليمني ) ولو بقدر يسير من هذا الإلتزام الأخلاقي .
والغريب في الأمر أن ليونة قلوبنا ورقة أفئدتنا ( خارج حدودنا ) ربما تكون السبب في وقوع البعض منا في حوادث نصب واحتيال متقنة في كثير من الأحيان ، تتطلب الحرص والحذر منها ، قبل وليس بعد الوقوع فيها ، كونها من الحوادث النادر تعرضنا لها داخل حدودنا ، ليس لعدم وجودها ، وإنما قد يكون لبدائية تفكير حتى النصابين لدينا !
وهناك الكثير من قضايا النصب التي تعرض لها اليمنيون في المهجر ولايعرف تفاصيلها إلا من كان ضحية لها ، أومحاضر الأقسام التي حررتها ، أوسفارات بلادنا التي ( رصدتها ) ، ومنها ما تعرض له مجموعة من الطلبة اليمنيين الدارسين في إحدى الدول الأجنبية لعملية نصب من قبل عصابة منظمة منحتهم تأشيرات إقامة مزورة .
ولم يكن كاتب هذه السطور بمنأى عن تلك الحوادث ، راجياً المولى أن لايقع فيها ، من يقرأ هذا أو يسمع بها ، وتدور أحداثها في التالي :
بعد محاولات متكرره مع أكثر من سائق تاكسي ، بسبب استغلالهم هطول الأمطار ليلتها في عاصمة إحدى الدول ، لمضاعفة الأجرة المقررة عادة لمشوار عودتي إلى منزلي ، أبدى أحدهم موافقته على الفور بالسعر الذي عرضته أنا على سابقيه ، ونتيجة لعدم تمكني من فتح الباب المقابل له للجلوس في المقعد الذي بجانبه ، أشار لي السائق بالجلوس في المقعد الذي خلفه .
وبعد مسافة تبادلت فيها الحديث مع السائق ، استوقفنا أحد المارة عارضاً الركوب معنا بحجة أنه يشاركنا نفس اتجاه مشوارنا كما هو معتاد في مثل هكذا حالات .
وبسهولة غريبة لم ألحظها حينها ، تمكن من فتح باب التاكسي المقابل للسائق وجلس بجواره ، بعدها استكمل السائق حديثه معي عن المخالفات المرورية وحالات الابتزاز التي يتعرض لها بين وقت وآخر ، وكنت أعتقد وقتها أنه يستجديني بطريقة غير مباشرة لزيادة الأجرة ، ولكن فجأة استوقفه الراكب الذي بجانبه ، طالباً منه تسليمه رخصة القيادة ، فاستغرب السائق وأبدى استنكاره متسائلا :
وماهي علاقتك أو صفتك حتى تطلب مني ذلك ؟
فكشف له الراكب عن هويته بطريقته السريعة و( المتعارف ) عليها ، وبأسلوب توقف معه تفكيري عن الإمعان في طبيعة وحقيقة الموقف .
بعدها لم يتردد السائق في عرض رخصته عليه ، والتي كانت ( للأسف ) منتهيه الصلاحيه ، والغريب عند اخراجه للرخصة سقطت منه عملة أجنبية ، وان كانت لاتشكل قيمه تذكر ، الأمر الذي استغله الراكب ( المفترض أنه شخصية مهمة ) لابتزازي بحجة أني بتفاعلي في الحديث مع السائق على معرفة مسبقة به ، وأنه من المؤكد تعاملي معه في ( تغيير العملة ) بطريقة غير قانونية ، خاصة بعد معرفته بسؤاله مسبقاً ، أني أجنبي .
وبعد محاولات مني ومن السائق لنفي ذلك ، ولابداء حسن النية ، قمت بتسليمه – بناءً على إصراره - مايثبت هويتي وكل ما لدي من نقود ، والتي تصادف أن تكون بطبيعة الحال عملة أجنبية ، هي كل ما أملكه من مصروف شخصي ، على أمل أن تنكشف الحقيقة وأسترجع ما سلمته عند أقرب قسم شرطة ( يدعي ) تسليمنا له .
غير أن طول المسافة وعدم تحقق ما يدعيه بتسليمنا لقسم الشرطه ، أثار شكوكي ، ورحمة من الله بي ، هداني للتفكير في كيفية تمكنه بسهوله – على خلاف ما ادعاه السائق – من فتح باب التاكسي المقابل له وجلوسه بجانبه ، فأصريت على التوجه لأقرب قسم للشرطه بحسب ما يزعم ، أو تسليمي ما أخـذه مني ، وهو ما قوبل عندها بالرفض من قبل السـائق والراكب ( الذي اتضح أنه لم يكن شخصية مهمة ) ، مما دفعني - في محاولة يائسه - لاسترداد ما أمتلكه منهما بالقوة ، غير أن أحدهم وبطريقة محترفة ، أخرج سلاحه الأبيض مشهراً إياه في وجهي ، وفجأه :
فصل التيار الكهربائي ( كما هي العادة في بلادنا ) مما حال دون استكمالي لبقية الفيلم العربي !!!
omarabreen@hotmail.com