الثورة في اليمن.. مكسيكية
بقلم/ حسن العديني
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 6 أيام
الخميس 04 أغسطس-آب 2011 01:03 ص

هذا التعبير سمعته من أستاذ جامعي نابه ولاذع السخرية. والمعنى أن الأمد تطاول من غير أن تنجز الثورة هدفها الأول؛ إسقاط النظام.

سأناقش هذا الأمر بعد تعليق لابد منه على عبارة وردت في افتتاحية لصحيفة "الثورة"، الأسبوع الماضي، وقعها الرئيس علي عبدالله صالح، وأنا أوافقه في كل النعوت التي أطلقها على الحادث، وقد أزيد، إذ ما من بشر سوي يرضى بالقتل ولا يعافه ويدينه. بيد أنه ما كان للرئيس أن ينتهي إلى الحكم بأن استهداف المصلين ليس من تقاليد الشعب اليمني وأخلاقه، كما لو أن القتل قبل الصلاة مجاز ومباح بعدها.

القتل هو القتل عند الصلاة وفي الطرقات والمعابر والميادين والغرف المغلقة. وقد قتل إبراهيم الحمدي في غرفة استقبال فاخرة، فهل يهون من الجريمة أنه كان مدعواً للغداء لا ذاهباً للصلاة؟!

ليكن أن القتل عند الصلاة مجرَّم ومحرَّم. لكن أبشع المجازر وأشنع المحارق ارتكبت ضد المحتجين في الساحات، بينما هم يؤدون صلاة الجمعة.

القناصون فعلوا ذلك في جمعة الكرامة بصنعاء.

والدرك نفذوا محرقة تعز يوم جمعة منذورة للصلاة.

وإذ قلت محرقة فلا أساويها بهولوكست هتلر، فهناك أُجبر الضحايا على استنشاق الغاز، وهنا اصطلوا بنار تلظى.

القتل هو القتل أيا ما كانت الوسيلة، لكن الرسول الكريم قال: إذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة. وقد أخبرني أحد الأصدقاء عن موتة بالغاز لم تكتمل. أراد أن يأخذ حمَّاماً ساخناً في مسكنه بمصر، وكانت السخانات تعمل بالغاز، واستبطأت أمه خروجه ودعت الجيران وكسر الباب ووجدوه ملقياً على حافة الموت، وإذ يستعيد لحظات الخدر والاسترخاء، فإنه يستحضر إحساساً بالمتعة غريباً.

لا أدري إن كان هتلر ورجال الجستابو يدركون أن الموت بواسطة الغاز أقل إيلاماً، لكني على يقين أن جند علي عبدالله صالح يعرفون بالتأكيد أن النار وسيلة عذاب مريعة احتكرها الله لنفسه، وحرمها على العالمين.

***

أعود إلى الثورة التي استعارت نمط المسلسلات المكسيكية الطويلة، وأذكر ما يصعد إلى ذهني الآن من أسباب، وتقديري أن شباب الثورة يتوزعونها مع رجال الدين والأحزاب السياسية والجيش. وقد يكون من المفيد مناقشتها كلها في سياق مقارن مع المسار الذي اتخذته كل من الثورة التونسية ونظيرتها المصرية.

صحيح أن أية ثورة ليست، ولا يمكن أن تكون، نسخة طبق الأصل من ثورة سبقتها، أو أصلاً لثورة ستأتي بعدها، لكن ثمة ملامح عامة مشتركة، وثمة أساليب ووسائل ضامنة للنجاح أو مؤدية إلى الإخفاق، ومن كليهما تستفيد الشعوب فتأخذ بها أو تتحاشاها. ثم إنها بعد ذلك تبدع وتضيف تبعاً لإملاءات الجغرافيا ومتغيرات التاريخ واختلاف شخصية كل شعب.

الثورة البلشفية في روسيا أخذت من الثورة الفرنسية أسلوب الانتفاضة الشعبية، مع جنوح مبكر إلى العنف، ربما أوجبته المقاومة الضارية لجيش القيصر، كما أنها استعجلت الاستيلاء على قصر الشتاء في بطرسبورج، وإعدام عائلة آل رومانوف شيوخاً وشباناً وأطفالاً. وفي هذا تعديل للمجرى الذي سارت فيه الثورة الفرنسية في مراحلها الأولى، إذ تأخر الشعب في احتلال قصر فرساي، وحافظ الثوار على حياة الملك لويس السادس عشر، والملكة ماري أنطوانيت 4 سنوات، قبل أن يقذفوا بهما إلى المقصلة.

والثورة البلشفية، على عكس سابقتها، لم تنزلق إلى تصفيات مبكرة بين قادتها، وانتظرت 10 سنوات كي تقوم بإزاحات سياسية لخصوم ستالين، ثم 10 سنوات أخرى حتى تصعق العالم بالمحاكمات الأشهر لأبرز رفاق لينين، ومن ثم سوقهم إلى الموت موصومين بالخيانة العظمى.

وفي أحد وجوه الاستفادة، وإن بالمغايرة، استبد بالقادة البلشفيين هاجس وحذر من أن تفضي الخلافات بينهم والصراع إلى انقلاب يأتي ببونابرت روسي يتكلل بالتاج.

من حيث الطابع الشعبي العارم، بدت الثورة الإيرانية أكثر تماهياً مع الثورة الفرنسية من سابقتها في روسيا، وإن لم يتبين أن قادتها انغمسوا كما الروس في دراسة تجربة فرنسا.

وعلى جبروتها الثوري وعنفوانها الكاسح، فلم تتعجل الوثوب إلى القصور الشاهنشاهية، وتركت عرش الطاووس يتهاوى بالضغط وليس بالقفز.

يميز هذه الثورات الكبرى في التاريخ الحديث، أنه كان لكل منها رمز يلهم، وقادة في الميدان يوجهون ويحركون.

الخميني في إيران، لينين وتروتسكي في روسيا، ووراء هذين وذاك هيئة أركان يتولاها قادة ذوو كفاءة وخبرة سياسية، وهم مفعمون بالحماس مستعدون للمخاطرة.

ربما لم يقيض للثورة الفرنسية زعيم ملهم! لأن قيادة جماعية شابة ضمت دانتون وروبسبير وميرابو وكالنت وغيرهم، وحدت مسيرة الثورة، وحمتها من أن تتشتت بها السبل.

***

في نماذج الثورات العربية الراهنة، وفر الفايسبوك للشباب التونسي والمصري اتصالات طويلة بلورت رؤى واضحة لما يجب أن يكون، ولعلها وضعت الخميرة لقيادات سوف تتصلب في الميدان. وعلى نحو ما فقد توفر من التخطيط ما يكفي وزيادة، ومن وحدة الأداء ما ضمن دقة التصويب.

في اليمن، لم يكن هناك زعيم يلهم أو قيادة موحدة الرؤية والهدف على النمط الفرنسي، ولا كانت هناك اتصالات بالفايسبوك تبلور وتخلق. فالذين خرجوا إلى الساحات جمعهم رفض الظلم والغضب للكرامة والنفور من طغيان الفساد. وافتقد الشباب الثائر الناظم الذي يربطهم في عنقود واحد تقف على رأسه جماعة تقود وتوجه. والأرجح أنهم لم يبحثوا عنه في خضم الثورة، ولم يخوضوا حواراً من أجله. وربما أن بعضهم استولت عليه نشوة الزعامة، فآثر أن يكون الأول في الخيمة، على أن يكون السابع أو العاشر في الجسم الكبير.

لقد وحدت قلوبهم المواجع، وفرقت عقولهم الرغبات والشهوات وعبادة الذات، فتحركوا بغير نظام، وتصرفوا من دون اتفاق، وفي بعض المرات تعارضوا وتناقضوا وتناطحوا. والمؤلم أن من استطاع منهم أن يستولي على المنصة ويستأثر بالأضواء، لم يحاول أن يستكشف شخصية القائد فيه، وإنما أخرج من داخله دكتاتوراً صغيراً يلقي الأوامر والنواهي، ويحرض على الضرب.

على كل حال، فقد أدى الوضع المضطرب والتشتت في التفكير إلى تعدد الشعارات وتخبطها في طرق لا يتشكل معها ملمح.

من المهم أن نتذكر أن هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" ظل الوحيد المتكرر في تونس ومصر، وأدى وقعه المتلاحق إلى جمع الناس على كلمة سواء. وأظن الاستمرار والتكرار أشبه بمن يحفر في بقعة واحدة من الجدار، فينجح في النهاية في إحداث ثقب. وهذا ما لا يستطيعه الذي يضرب هنا وهناك.

إن هذا توصيف لواقع حال لا يستهين بتضحيات مئات الآلاف من الرجال الذين تصدوا باللحم العاري لجيش النظام البطاش وآلته العسكرية الفتاكة.

والأمر الثاني الذي أعاق مسيرة الثورة، تمثل في انتهازية طاعنة (طاعنة في السن وطاعنة بالغدر) من بعض رجال الدين، وخذلان بيِّن من قادة أحزاب اللقاء المشترك. أقول هذا دون تجنٍّ، والوقائع شاهدة.

يجسد المثال الأول عبدالمجيد الزنداني صاحب السجل الحافل والبائس. وقد عرفنا الزنداني المتلفع بالدين مرة في هيئة الواعظ والمفتي، ومرة في دور الطبيب القادر على الإشفاء من أمراض استعصت على الطب الحديث، وهو وأيم الحق لم يشفِ أحداً.

وأثناء الثورة عرفه أشد الناس غواية به، ورأوه ينتقل بين العشية والضحى من متملق ذليل في القصر، يدعو لوأد الفتنة، إلى دون كيشوت في ساحة الجامعة، محرضاً ومشجعاً. ثم بعد أن يحمل رداءه على كتفه ويذهب للاختباء في أرحب، يعود من وراء ستار حاملاً بشراسة على الدعوة إلى قيام دولة مدنية، داعياً إلى دولة إسلامية. وفي هذا ما يؤكد الشكوك بنواياه، لأنه يذهب بالناس إلى الاختلاف حول موضوع بعيد، بينما الأساسي الآن إسقاط النظام.

وأما الأحزاب فلقد أقول إنها خذلت الثورة عندما أرادت أن تركب موجتها وتقطف ثمارها دون أن تساهم في تكاليفها. فبينما يدفع الشباب دماءهم بسخاء في ميادين الحرية، راح قادة الأحزاب يجتهدون في النضال على شاشات الفضائيات، ويجرون الاتصالات مع ممثلي الدول ذات التأثير في اليمن، ويستعجلون الحلول كيفما اتفق.

إن من حقهم بلا جدال أن يخاطبوا الرأي العام الوطني والعالمي، وأن يتصلوا ويجتمعوا بكل ذي قدرة وذي شأن، لأن كل ثورة وإن كان السلاح وسيلتها، تحتاج إلى عمل سياسي يكملها، عمل سياسي موصول بالمناضلين في ميادين الكفاح، وليس معلقا في الهواء.

إن من حقهم ذلك، ولكن وفق ضوابط ينبغي احترامها.

وأولها أنه لا بد أن يكون واضحاً أن الشباب هم صناع الثورة، وهم وقودها. ولربما نتذكر أن قادة الأحزاب السياسية في مصر كانوا يعلنون باستمرار أنهم مجرد مؤيدين للثورة، لم يحوزوا شرف قدح شرارتها.

والثانية أن سقف المطالب الوطنية ارتفع بعد 11 فبراير عما كان عليه أثناء تصلب الحزب الحاكم أمام الدعوة للحوار الوطني، أو قبوله التكتيكي دون رغبة في التوصل إلى اتفاق.

والثالثة أنهم، والأمر كذلك، لا يستطيعون أن يضعوا توقيعاتهم على أية مبادرة غير مقبولة من الشباب، أو لا تنص صراحة على رحيل النظام.

وقبل هذا كان مؤملاً من قادة المشترك أن ينزلوا إلى الساحات لشد أزر المعتصمين، وألا يكتفوا بتلك الزيارة اليتيمة غداة جمعة الكرامة.

كان مؤملاً أن يعطوا الشباب من خبراتهم وتجاربهم السياسية، وأن يسعوا إلى توحيد المفترقين في الساحات.

وأحسب، وقد تناقشت مع العديد من الشباب، أنهم كانوا على استعداد، وكانوا على أمل، ثم تسرب اليأس إلى قلوبهم والنفوس.

يأتي بعد هذا مساهمة الجيش، وهي مأساة لوحدها. وأتذكر يوم نزل الجيش المصري إلى ميدان التحرير في القاهرة، بعد هزيمة الشرطة على يد الثوار، أنني كنت أجلس أمام التلفاز مع الصديق عبدالله عبدالقادر الأغبري، وأنه لم يستحسن استقبال الشباب لطلائع الدبابات بالهتاف "الجيش والشعب إيد واحدة". وعبدالله محلل سياسي مقتدر، وفي حواراتي معه على مدى سنوات، أشهد أن تنبؤاته أيدتها الأحداث، أكان ذلك بشأن القضايا الوطنية أو القومية. لكنه ذلك اليوم أبدى تخوفاً لأن الجيش كما اعتقد سوف يقمع المعتصمين، وخالفته الرأي من الوهلة الأولى. وقلت إن الجيش المصري يمتلك تقاليد وطنية راسخة، وهو يعرف أن وظيفته الأساسية الدفاع عن مصر وحدودها، ويعرف كذلك رغم كامب ديفيد أن إسرائيل هي العدو الأول والثاني والثالث والعاشر. ومن المستحيل أن يصوب الجيش المصري الرصاص إلى صدور المصريين، وذلك كان.

مأساة الجيش اليمني أنه لم يبنَ على قواعد وأسس وطنية. ومنذ نشأته كجيش حديث بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر، لم يخض حرباً على حدود البلاد.

قد نستثني الحرب لتثبيت الجمهورية، ذلك أن أعداء خارجين ألقوا بثقلهم لدعم الملكيين، وبينهم إسرائيل وإيران الشاهنشاهية، فضلاً عن بريطانيا ودول عربية معروفة. من هذه الحرب أخذ يتخلق جيش وطني لم يلبث أن أجهض منذ أحداث أغسطس 1968 وما بعدها، وكفَّ الجيش عن أن يكون وطنياً، وتحول إلى ميليشيات تتبع مراكز قوى قبلية. وقد حاول إبراهيم الحمدي في ما بعد أن يبني جيشاً وطنياً، مستنداً إلى النماذج الباقية من الضباط الذين تربوا في وهج معارك الدفاع عن الثورة، لكن مشروعه أجهض أيضاً قبل اكتماله.

وعلى نحو ما، فإن الحروب التي خاضها الجيش اليمني هي حروب داخلية، يستوي الأمر في ذلك في الشمال والجنوب. ولو أننا قمنا بجردة، فسنجد حربين بين الشمال والجنوب في 72 و79، وهما حربان داخليتان من واقع أننا بلد واحد. ثم في الشمال حربان في المناطق الوسطى أوائل السبعينيات ومطلع الثمانينيات. وفي الجنوب انقلاب تطور إلى حرب أهلية ضارية في1986 . وأما بعد الوحدة فأعنف الحروب شهدتها البلاد في1994 ، تلتها 6 حروب في صعدة، فضلاً عن مئات الحروب التي جرت بين وحدات من الجيش والقبائل. وليس خافي الدلالة أن الجيش لم يطلق رصاصة واحدة عندما احتلت إريتريا حنيش. وقد نذهب إلى أن الدولة في الجنوب كانت طرية العود عندما احتلت السعودية الوديعة والشرورة، لكن في المعنى الأخير لم تحصل مقاومة.

الأدهى أن العجز أمام إريتريا في 95 لقي تهليلاً من الإعلام والزبانية، ووصف بالحكمة، وجرى التعتيم والتمويه على نتائج التحكيم، واكتفي بالابتهاج أننا استعدنا الجزيرة سلماً لا حرباً، ولم يصارح الشعب بأن إريتريا كسبت في البحر، وهو الأهم.

إن الحكمة في إدارة الصراع مع إريتريا، غابت دائماً في إدارة الخلافات في الداخل.

وإذ نرى الأمر على هذا النحو، فإن الجيش في اليمن يفتقر لعقيدة وطنية، وتربيته العسكرية قامت على أنه المدافع عن الشرعية، وترجمتها الحقيقية أنه المدافع عن كرسي الحاكم. واستدعى هذا أن قوام الجيش طائفي وعشائري بالأحرى. وقد سئل الرئيس في إحدى المرات من قبل إحدى الفضائيات عن مغزى تمكين أقاربه من قيادة القوى الضاربة في الجيش ومفاصله الرئيسية، ورد بصراحة أنه بهذا يضمن عدم قيام انقلاب عسكري على حكمه.

المعروف دائماً والثابت أن الجيوش حينما تبنى على أسس وطنية وبعقيدة راسخة البنيان، لا تفكر بالانقلابات، إذ إنها تنصرف إلى المهمة الرئيسية التي وجدت من أجلها. غير أن الرئيس ورده التلقائي ذاك كان يعترف أنه يبني جيشاً مهمته الدفاع عن سلطته.

لهذا قام الجيش بدور الشرطة كعادته، واستبسل في الحرب ضد المواطنين العزل.

مع هذا فقد ضاعت فرص أمام الثائرين، وأفلتت من أيديهم، والفرص لا تتسكع أمام الأبواب كما يقول مثل سويدي. وظني أن الفرصة مرت من أمام بوابات ساحات التغيير أكثر من مرة.

المرة الأولى عقب جمعة الكرامة.

والمرة الثانية بعد إطلاق الصاروخ داخل قصر الرئاسة، إذ كانت قوات الحرس مرتبكة خائفة من مصادر خطر لا تعرفها.

غير أن العثرات والعوائق لا تعني أن الثورة فشلت وانتهت. فالنظام ساقط أغلب الظن. لقد سقط أخلاقياً عندما استخدم العنف المفرط، وفشل سياسياً عندما بالغ بالمناورات، واقترب وابتعد ووافق ونكث، ولم يقبل بأي خيار سوى أن يبقي سلطة الدولة في يده بأي ثمن، ومهما بلغت تضحيات الشعب دماً وفقراً وجوعاً.

وسقط أخلاقياً وسياسياً وإدارياً عندما عجز عن توفير الخدمات والسلع الضرورية، وأوقع الشعب في حال أهون منه حال سكان غزة.

لقد انهارت الحصون، وسقطت خطوط المقاومة، وبقي الجيش خط الدفاع الأخير، وقد تم اختراقه. والجيوش آخر من يسقط في حياة الدول والإمبراطوريات، لأن الدولة ليست بدلة كاكي وبندقية فقط. فإلى متى الصمود؟

وأي يوم تكون النهاية؟

* عن صحيفة «الشارع» اليمنية.