كيف نواجه الفقر؟
بقلم/ صادق الحمادي
نشر منذ: 15 سنة و 4 أسابيع
السبت 17 أكتوبر-تشرين الأول 2009 05:03 م

"ما أحوج العالم إلى رجلٍ كمحمدٍ يحلُ مشكلاته وهو يرتشف فنجاناً من القهوة". برنارد شو.

"النقود تجعلني أكثر قرباً من الله". أفلاطون.

* 365 مليون فقير في العالم الإسلامي أي ما نسبته 33% من إجمالي السكان البالغ مليار ونصف المليار، منهم 200 مليون يعيشون على أقل مندولار في اليوم، 12 مليون طفل في سن التعليم لم يدخلوا مدارس التعليم واتجهوا لسوق العمل.

* بلادنا تقبع في مؤخرة دول العالم وتصنف ضمن الدول الأشد فقراً والأكثر تخلفاً عن الركب.

* الفقر مستوطن في وطننا، أناس يسكنون مدن البؤس بلا مياه نظيفة ولا صرف صحي، وآخرون يعيشون في الأرياف في العشش وبيوت الصفيح التي تنعدم فيها مقومات الحياة الكريمة، ويصاحب فقرهم جوع وسوء تغذية وجهل ومرض وتفكك أسري ونمو لبذور التطرف.

* شعارات كثيرة ترفع لمحاربة الفقر وتعلن عن برامج عديدة لكنها تزيدنا فقراً، تمويل المشاريع الصغيرة والمتناهية في الصغر وبرامج الأسر المنتجة والمنح التعليمية والتدريبية ما زالت مشاريع بدائية لم تمكن للفقراء دوراً في خدمة المجتمع، والفقر يتغول ويَتسع قاعدته.

* الجمعيات الخيرية تكتفي بتوزيع المساعدات الغذائية للأسر الفقيرة في شهر رمضان وتركوها بقية العام تصارع الجوع، إنها تصنع فقراء جدد، وتساعد على اتساع ثقافة الاتكال.

* إذا أمعنا النظر في الأسباب الحقيقية وراء انتشار ظاهرة الفقر لوجدنا أن الظلم وغياب الحرية وتغييب حقوق الإنسان وانعدام المساواة وانتظار ظاهرة الفقر تأتي في المقدمة ومع كل ذلك فالمسلمون يتملكون إمكانيات هائلة للقضاء على بؤر الفقر، لكننا لا نلتزم مبادئ ديننا.

* الأحرار انعزلوا عن واقع الحياة وعزفوا عن خوض غمار تلبية حاجات المجتمع وتكاسلوا عن صناعة مستقبل حياة الأمة، بينما حمل العبيد نفوساً مشرعة لخراب العمران وإهلاك الحرث والنسل.

* الزكاة تمنع الفقر وتواجهه إذا ما أخذت بتمام حقها وصرفت على مستحقيها إحياء لثقافة المشروع وبناء القدرات، إضافة إلى الكفارات والصدقات التطوعية والابتعاد عن الربا وتطفيف الميزان وتطبيق مبادئ العدالة الذي جعل من الراشد عمر بن عبد العزيز يعلن خلال عامين من توليه الخلافة خلو الأمة من آفة الفقر. وكان لمعاذ بن جبل رضي الله عنه قصب السبق حين أرسل صدقات مخلاف الجند إلى مدينة رسول الله (ص) في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ما لم يجد في اليمن من يقبلها لاستغنائهم عنها.

* التخلي عن الحرب القائمة هي إشارة البدء لإيقاف الهرولة نحو الفقر، والإصرار على السير في طريق الحرب تسريع لوقوع كارثة المجاعة بحسب توقعات المتابعين ومنهم مستشار رئيس الجمهورية

د. عبد الكريم الإرياني.

* وتظل غزة هاشم تعاني الجوع والحرمان بفعل الحكم الجائر لقوى الاستكبار حين صمت حكامنا إزاء هذه الجريمة وعجزت فعالياتنا الشعبية أن تنبس ببنت شفه.