بطريقة "مذهلة".. لاعب البحرين يسجل "أحد أروع" الأهداف في تصفيات كأس العالم 2026 الداخلية السعودية تعلن إعدام يمني "حدّا" وتكشف ما اقترفه استهداف ناقلة مواد كيميائية قبالة الحديدة والمليشيات تصدر بيانا الخدمة المدنية تعلن الإثنين القادم إجازة رسمية بمناسبة العيد الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة أشادت بجهود الاصلاح.. أحزاب حضرموت تعلن موقفاً موحدا بشأن مطالب أبناء المحافظة العادلة انتفاضة شعبية غير مسبوقة تباغت مليشيات الحوثي في هذه المحافظة 13 شرطاً للقبول.. وزارة الدفاع تُعلن فتح باب القبول والتسجيل في كلية الطيران والدفاع الجوي الرياض تجدد دعمها لجهود إنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل مجلس النواب يعلن موقفه من العقوبات الأمريكية ضد حميد الأحمر ... بماذا وجه الحكومة ؟ أولياء فاسدون.. هكذا وصل قادة الثورة الحوثية الزائفة إلى الثروة الفاحشة وحياة الترف
قبل أيام تلقيت اتصالا هاتفيا من صنعاء على غير انتظار، من السيد حسين الذرحاني المرافق السابق لمرشح اللقاء المشترك للرئاسة الأستاذ فيصل بن شملان، أعرب في اتصاله عن شكره لي لأني برأته في أحد القنوات التلفزيونية من تهمة التورط في الإرهاب قبل أن تبرئه المحكمة بشهور.
وقال الذرحاني إنه بذل جهدا للحصول على رقم هاتفي لهذا الغرض. ومن جانبي قلت له أثناء المكالمة إنه تصرف نبيل منه أن يبحث عن من برأه، ولكن الأهم من ذلك هو أن يقاضي أولئك الذين اتهموه بدون أدلة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية. وعليه (أي الذرحاني) أن يطالب رئيس الجمهورية باعتذار علني في مؤتمر صحفي شبيه بذلك المؤتمر الذي رفع فيه الرئيس صورة الذرحاني واتهمه بالإرهاب لتخويف المواطنين من مرشح المشترك.
ورغم أن سكوت الذرحاني عن مطالبة الرئيس بالاعتذار يثير الشكوك لدينا بأنه ربما كان منذ البداية مطلعا على تفاصيل الخطة الجهنمية لإسقاط بن شملان، ولكن الثقة ببراءته من الإرهاب لم تكن نابعة عن معرفة بالرجل الذي سمعنا باسمه لأول مرة على لسان الرئيس عبر القناة الفضائية اليمنية، بل عن معرفة أكيدة بالنظام الذي لا يتوانى عن استخدام ورقة الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية أو انتخابية، دون شعور بأنه لعب بالنار الحارقة.
هذا لا يعني أن النظام يمكن أن يرسل رجاله لتنفيذ عمليات إرهابية مثل تلك التي تم تنفيذها في الضبة وصافر قبيل الانتخابات، ولكن النظام يعرف جيدا كيف يوحي للإرهابيين بالتنفيذ في الوقت الذي يناسبه، كما فعل للتخلص من جار لله عمر رحمه الله.
قبل اغتيال جارالله عمر حرك النظام الحاكم عربة البث الخارجي التابعة للتلفزيون اليمني لتغطية مؤتمر حزب الإصلاح، وهي العربة التي لا تتحرك إلا لتغطية مناسبات سلطوية، وليس لتغطية أنشطة المعارضة، ومع ذلك رافق العربة 50 فردا، بعضهم لا علاقة له بالعمل التلفزيوني، مثيرين الاشتباه بأن مهمتهم فقط ترتيب المشهد الأخير للحدث المرتقب قبل نقله على الهواء، مما يؤكد أن هناك في السلطة من كان على علم بما سيحدث.
الأمثلة كثيرة على تصرفات مثيرة للشبهة قبل كل حادث إرهابي، ولكن الشيء المؤكد أن معظم العمليات نفذها أفراد مسختهم السلطة، ونقلتهم من معسكر الإرهاب القاعدي إلى معسكر الإرهاب السلطوي. ولهذا فإن معظم الإرهابيين في اليمن لم يعودوا يتلقون التوجيهات من أيمن الظواهري أو أبو الفرج الليبي، بل من ضباط في الأمن الخاص، وهنا تكمن الخطورة.
من هذا المنطلق يمكن القول إن الهجوم الإرهابي على السفارة الأميركية ومدرسة 7 يوليو للبنات تم بأيدي إرهابيين ممسوخين، بأسلوب يختلف عن إرهابيي القاعدة المعروفين بدقتهم في التخطيط والتصويب. ومما يثير الشكوك أكثر هو قيام بعض مواقع الحزب الحاكم قبل أسبوع من الهجوم الإرهابي بتسليط الضوء على خلاف بين مديرة مدرسة 7 يوليو وعناصر وصفتها تلك المواقع بالإصلاحية، كما نشرت خبرا عن تعرض مديرة المدرسة للضرب، فهل كل هذا التمهيد قد تم من قبيل الصدفة من أجل ضرب من تسميهم السلطة طالبان اليمن؟!
الخلاصة هي أن السلطة الماسخة لم تمسخ الأشياء الجميلة وتفرغها من مضمونها، مثل الوحدة والديمقراطية والجمهورية فقط، بل مسخت حتى الأشياء السيئة، وجعلتها أكثر سوءا، حيث حولت الإرهاب من جريمة سياسية إلى رذيلة سياسية.
ولهذا فإن السيد حسين الذرحاني ليس وحده الضحية الذي يستحق الاعتذار من السلطة، بل إن الأستاذ بن شملان يستحق الاعتذار، واللقاء المشترك يستحق الاعتذار، وأسرة الشهيد جارالله عمر تستحق الاعتذار، وأسر الطالبات الشهيدات تستحق الاعتذار، والسفارة الأميركية تستحق الاعتذار، وإرهابيي القاعدة الممسوخين يستحقون الاعتذار.
* المصدر