عزاء واستدراك
بقلم/ عمار التام
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 26 إبريل-نيسان 2021 12:48 ص
 

رحم الله الشهيد اللواء الدكتور عبدالله الحاضري مدير دائرة القضاء العسكري الذي أعلن موقفا واضحا من نظرية الولاية والاصطفاء الملعونة، وأشرف على محاكمة قادة الانقلاب الهاشمي الحوثي بنفسه، ولازم الجبهة منذ فترة، وعاش سنيا جمهوريا رحمه الله تعالى حتى لقي الله شهيدا مقبلا غير مدبر، خالص عزاءنا ومواساتنا للأستاذ سيف الحاضري ولكل أهل الشهيد ومحبيه،وندعو كل الهاشميين بالشرعية أن يسلكوا نهج اللواء الحاضري رحمه الله بإعلان موقف واضح من خرافة الهاشمية العنصرية وفضحها وتعريتها باستمرار، وتشكيل ألوية وكتائب لقتال الحوثي، ليقطعوا الطريق على كل متقول عليهم ويحققوا شرف الإنتماء لليمن واليمنيين. 

كما أن التعميم على براءة كل هواشم الشرعية ولا سهم لهم في معركة قتالية أو جبهة إعلامية لمواجهة فكرة خرافة الهاشمية العنصرية وفضحها وتعريتها باستمرار،قياسا على الدكتور عبدالله الحاضري رحمه الله وتوظيفا لحدث استشهاده غير صحيح بل حماقة مركبة،والصحيح هو أن يكون حدث استشهاده دافعا لهواشم الشرعية لسلوك نفس النهج الذي كان عليه رحمه الله

المؤشرات الكثيرة والواضحة تؤكد أن للهاشميين بالشرعية كيان وهم قوة منظمة متناغمة بقصد أو بدون قصد: انسياقا وراء خصائص السلوك الهاشمي الذي يساعد على انتاج كيانهم داخل الدولة والمجتمع .

لكن قطعا أغلب هواشم الشرعية ليسوا حوثة وهم جمهوريون سنيون إلا من رحم الله ووضح موقفه من الفكرة الهاشمية وتبرأ منها وسعى لفضحها باستمرار، من فعل ذلك فهو يمني أصيل كالدكتور الحاضري رحمه الله.

وبذلك فمواجهة كيان الهاشميين داخل الشرعية بفكر وثقافة الدولة، وقيم المواطنة المتساوية فقط، دون غفلة وحسن ظن مفرط.

أما منهجية التطرف والتعميم في التخوين لكل هاشمي بالشرعية فهي منهجية استخباراتية انتقائية مرفوضة لأنها لا تبني وطن ولا تواجه امامة بقدر ماتعطي هواشم الحوثي مبرر لردة الفعل واستعطاف من في الشرعية، وهدف هذه المنهجية هو خلط الأوراق وتكميم أفواه اليمنيين عن الحديث والكلام عن الهوية والقومية اليمنية ووضع ألغام أمامها لتظهر بمظهر عدم الاتزان بسلوكها المتطرف.

المسألة بالنسبة لليمنيين اليوم مسألة دولة وتصحيح مسار وهم موجوعون جدا، وفكرة خرافة الهاشمية العنصرية هي عدو اليمنيين الأول، ومن حق اليمنيين اليوم الاحتياط لمستقبلهم وجعل الشك في أي منتسب للهاشمية مقدما على حسن الظن حتى يثبت المنتسب للهاشمية نسبا من الفكرة الهاشمية العنصرية براءته،ويتحقق ولاءه لليمن والجمهورية.

لذا فتيار التنوير القومي لليمن يتسلح بالوعي والحكمة والرقابة الدقيقة بآليات الدولة لمن بداخل الدولة نفسها حتى يتبين خيط الجمهورية الأبيض من خيط الإمامة الأسود، وعلى إخوتنا الهاشميين بالشرعية تفهم ذلك وتقدير ردة الفعل لدى رواد الوعي القومي اليمني،كما أن عليهم الابتعاد عن المناصب السيادية والقيادية الحساسة بهذه المرحلة ولهم كل الشكر والتقدير .

أخيرا فإن العواطف المشرِّقة والمغرِّبة من أقصى اليمين الى أقصى الشمال مدا وجزرا بسبب الأحداث لا تبني دولة أبدا، بل تقود إلى مزيد من النكبات وتتسبب في الكثير من الهزائم.

 ستستمر معركة اليمنيين مع فكرة خرافة الهاشمية الإمامية العنصرية مثل المواجهة مع الباطنيين الحشاشين في عهد السلاجقة والإيوبيين والعثمانيين، حتى يطمأن اليمنيون على مستقبل الأجيال القادمة وعدم السماح لخرافة الهاشمية بانتاج نفسها مجددا، وفي نفس الوقت فإن اليمنيين مؤمنون يعبدون الله تعالى بالعدل والانصاف، ولن يظلموا أحدا أو يزروا وازرة وزر إخرى:

فقط سيوزينون طيبتهم المعروفة بسياج الوعي القومي اليمني المستنير حتى يعود اليمن سعيدا كسالف عهده إن شاء الله.

رحم الله اللواء الشهيد عبدالله الحاضري واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، ورحم الله كل شهداء اليمن الجمهوريين جميعا.