ماذا بقي من حرية للحكومة اليمنية التي تمثل الشعب ؟ وماذا بقي لها من كرامه ؟
إن الذي يجري على أرض الواقع كارثة انحطاط أخلاقي وهوس سلطوي وطيش مراهقة لا تدرك سوى العنف والقوة ..
طالما ارتكب الحوثيين حماقات كبيرة لكن الحماقات التي يرتكبها مؤخراً مؤشر خطير ودليل واضح على الافلاس الذي تصل إليه هذه الجماعة ..
إعلان هادي مطلوباً للعدالة مثيراً للضحك -فعلاً -..اختطاف القيادات السياسية للأحزاب ينذر بعاصفة تدمر العملية الديمقراطية والسياسية .. الإملاءات التي تقدم لأعضاء الحكومة تحت تهديد السلاح وأيضاً إقامة حوار برعاية بندقية الحوثي يدل على مستقبل سيء للوطن ...
قد يقول قائل إنها ثورة مضادة لثورة فبراير لكن الوقائع تقول أنها ثورة مضادة لكل الثورات السابقة التي اسقطت الحكم الملكي المستبد في اليمن والفساد أيضاً ..
لهذا سيكون أمراً بالغ الصعوبة تحقيقه في وطن يتكاثر فيه الأحرار ويزيد فيه مستوى الوعي والتعلم ..
لا أعتقد أن الشعب اليمني الحكيم سيرضى المساس بعقيدته وحريته وأمنه واستقراه ..ولا أعتقد أيضاً أن تحكم الشعب اليمني ميليشيات لا يملك قائدها مؤهل علمي .. ولتعرف المليشيات أنها أصبحت ممله مثل خطاب قائدها ..
ولتعلم أيضاً أن الشعب ينبذ العنف ولا يرضاه بأي شكل من الأشكال ...وليدرك تماما أن الطبقات والعنصرية والطائفية ليس لها مكانا ً في اليمن وما كان انتهى إلى الأبد ..
كل خطوة همجية يرتكبها الحوثيون كل قتل كل قمع كل إرهاب يمارسه بحق الأحزاب والمواطنين يقرب من نهاية هذا المشروع الغبي بتصرفاته وأهدافه ..
هكذا حكمت هذه الجماعة على نفسها بالفناء بكل خطوة وكل حماقة ارتكبتها وتسقط كل يوم مع كل جريمة يبررها محمد البخيتي أو تفبركها قناة المسيرة ..
وقديما قالوا حبل الكذب قصير فما بالك إذا اجتمع الظلم والكذب فإنه سيكون أقصر وسيزول ..
ومع ذلك يبقى رجاء اليمنيين أن يعود هؤلاء إلى جادة الصواب وإلا سيخرج الشعب وسيقول كلمته سلمياً وسيحطم أحلام الهمجيين على صخرة الصمود والحكمة والحرية ...