|
مأرب برس - خاص
من البديهي جداً أن أغلبنا يعرف معنى المُصطلح اليوناني الأصل " الديمُقراطية " و الذي يعني سيادة أو حُكم الشعب عن طريق الشعب نفسه ، أو عن طريق مُمثلين للشعب ينتخبهم هذا الأخير .. أو ( كما يقولون ) .
حقيقةً لا أدري بالضبط إن كان هناك تقارب أو شَبه بين ديمقراطية الدول العربية و بين الدول الراعية لهذا المُصطلح ، ففي حين أن الديمُقراطية الغربية تعني حرية التعبير و الانتخاب و حتى مُحاسبة المسئولين مع شرط وجود الأدلة الملموسة عند توجيه أي اتهام ..
إضافة إلى ذلك أنا على يقين من وجود نزاهة إيصال الصوت ( الاقتراع ) في الدول الغربية و لكني أعتقد أن حق الفيتو و سُلطة الزعيم ( الأسد ) تُنحر ديمُقراطيتهم على غير قِبله ، وهذا يعني أنهم يفترون على الديمُقراطية و لن يصلوا أبداً إلى تطبيق تعريفا أو تطبيق العُنصر الأساسي في هذا التعريف وهو تفادي حكم الواحد أو الفئة الواحدة للشعب ، فمتى تُطبق الديمقراطية في شريعة بوش اليوم ؟
و إن قيل أن ديمُقراطية الغرب اليوم تُجبر الأسد لتنحي عن السلطة لأسد آخر بعد أخذ مُدته المُحددة فهذا شيء موجود ، لكن الواقع يعكس أنها لا تستطيع إجبار هذا الأسد على سماع آراء غيره أو قبولها فهو الوحيد الذي يُزمجر و هو الآمِر الناهي ما دام على الكرسيّ ..!! فهل قد سمعتم عن أسد قد نفذ ما تطلبه منه القرود ؟
و في الصعيد الداخلي في الجمهورية اليمنية نحن نُحاول تطبيق الشورى تحت غِلاف الديمُقراطية إرضاءً للبنك و للرأي العام الدولي على الأقل في الورق ، بالرغم أن الحبر الذي على الورق و الذي يتحدث في هذا الشأن أكثر من التطبيق الذي هو على الواقع بكثير ، لكننا لا زلنا نُشيد بديمُقراطيتنا الخاصة بِنا المطروحة على الورق بصيغة مبادئ و أسس ، و نفتقر وننتظر للتطبيق الصحيح لها مِن قبل الطرفان على السواء .. الحاكم و المحكوم والذي ينقسم إلى جزئين هما المؤيد و المُعارض .
فالشعب اليوم قد يُمارس حقه في انتخاب من يُمثله و وضع الصوت في الصندوق و للأسف يعتقد أن الديمقراطية رحلة أو كرنفال كل أربع سنوات يتم من خلال الانتخابات فقط و ينتهي المِشوار و يترك الحبل على الغارب ليفعل من يُمثلنا ما يشاء دون حساب أو عِقاب ، أو توجيه له أسئلة مثل ماذا فَعل ؟ و لمَ لم يَفعل ؟ و لِمَ فَعل ؟
و من ناحية أخرى قد لا يُطبق الشعب الديمُقراطية جُل التطبيق من خِلال عدم الأمانة في وضع الصوت لمن يستحق و الانصياع خلف القبَلية الشديدة والمحسوبية ودخيلتنا المُستهجنة الأشد ضراوة ( الحزبية ) ، فإذا كان المُرشح من أبناء القبيلة أو الحزب الفلاني فسيتم ترشيحه و لو كانوا يعلمون أن ابن جِلدتهم هذا (المرشح) لِصاً !!
هذا منطقنا للأسف .. منطق الغاب ، و إن مَثلّتُ ديمُقراطيتنا اليوم بما يحدث في الغابة فلن ابتعد كثيراً ..!! فقد أصبحت قبائلنا و حُكامنا اليوم كقاطنين الغابات ولكن بأسلوب ارقي قليلاً لأنهم يلبسون ربطات عُنق و يستخدمون المناديل ، ولكن في الحقيقة لا الأسد يوماً سيقبل أن يكون غزالاً و لا الزرافة يوماً ستخرج عن طوع قائد قبيلتها و ستتمرد على الجميع وفاءً لقبيلتها ، ولن تُضحي يوماً بنفسها حباً في الغابة ككل ( الوطن ) التي تعيش فيها و هي مع أبناء جنسها سواء كانوا على صح أم على خطا .. أليس هذا حال قبائلنا و أحزابنا اليمنية اليوم ؟
في نفس الوقت القوي يأكل الضعيف كما شريعة الغاب تماماً ، بل أجازت الديمُقراطية العربية اليوم السب و القذف فيما بيننا مُتناسيين قيمنا الإسلامية و أخلاقنا الاجتماعية السمحة ، و لأجل كل هذا ومِن هنا أعتقد أننا نحتاج لعدالة " أدولف هتلر " حتى ننهض بأنفسنا ..!!
نحن اليوم نعيش تَشتت و تعصب لغياب الصرامة و اليد من حديد على من يُخالف القوانين .
و لو فتشنا قليلاً في تاريخ بعض الدول العربية قاصدين الإلمام و التعمق أكثر في هذا النوع من العدالة ، سنجد مثلاً أن القناة التلفزيونية الفرنسية و التي كانت تُمثل الحكومة الفرنسية في أيام العدوان الثلاثي على مِصر أسمت السيد " جمال عبد الناصر " بهتلر العرب و بالرغم مِن بعض الإخفاقات لجمال عبد الناصر لكنه أسس للشعب المصري قاعدة لا بأس بها و حقق الكثير من الإنجازات و مات بطلاً في نظر شعبه ، و لو تأملنا قليلاً في مِصر اليوم التي هي مِثال من أمثلة الديمقراطية الغربية في الشريحة الديموجرافية العربية لوجدنا الشعب يُكيل اللعنات للسيد " حسني مُبارك "
و مِن جهةٍ أخرى و بالرغم من بعض مساوئ السيد " صدام حسين " لكني مُعجب ببعض أعمال وإستراتيجيات ذلك الرجل ، فلازلتُ أذكر ما أخبرني به عميد كلية الإدارة و الاقتصاد في جامعة سبأ ، حين قال أنه لا زال يملك أدوات كهربائية من صنع عراقي ومنها التلفاز و هو في نفس الوقت يُشاهد بأسى عبر هذا الجهاز الدماء الناتجة عن ديمُقراطية الغاب المُتمثلة بالمالكي اليوم .. فمن أسمته الدول الغربية بهتلر الشرق الأوسط سابقاً ، كان يصنع التكنولوجيا لبلده و اليوم الديمُقراطيين في العراق يصنعون الموت و يُروجون لحم نسائهم الأبيض للعالم.!
كلامي أعلاه يبحث عن التسمية فقط للنازي هتلر و الذي لُقب به سابقاً جمال عبد الناصر و صدام حسين مِن قِبل الغرب ، و جانب بسيط جداً من دكتاتورية هذه الشخصية المعروفة هو ما أقصده في ظل شعوب مُثخنة بالطائفية و القبلية و الحزبية العمياء ، فباعتقادي أن الصرامة على من يُخطئ هو الحل الوحيد لنا كشعب يمني و أمثاله العراق ومِصر و سوريا كي نرتقي و لنستخدم الجانب العادل من دكتاتورية هتلر و هي تطبيق الحدود بصرامة ، فلو علقنا يوماً أيادي اللصوص على مداخل ومخارج المُدن مُتغاضيين عن ما يقوله من يَزعمون الدفاع عن حقوق الإنسان ، لما رأينا لصاً بعد اليوم ، و استناداً لما ذكرته أعلاه نُريد هولوكوست بنكهة يمنية للمُفسدين كي نرتقي و لا بأس إن قيل عن ما قام بها أنه هتلر شبه الجزيرة ، لأنها في رأيي عدالة في ظل شعوب مسئولين لا زالوا يعيشون طقوس و عادات الغابات ولا يفقه ما معنى الديمُقراطية .
في الخميس 19 يوليو-تموز 2007 08:42:24 م