انتفاضة اليمن الكبرى ومغالطات السلطة
بقلم/ د. أحمد الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 25 يوماً
الإثنين 19 سبتمبر-أيلول 2011 05:34 م

تابع العالم بسالة وشجاعة الشعب اليمني العظيم في انتفاضته الكبرى ضد العائلة العسكرية الحاكمة..استشهد العشرات في صنعاء وتعز من كل فئات الشعب, أطفال وشباب وشيوخ..وجرح المئات بعد قصف بربري بختلف الأسلحة بما فيها تلك التي أرسلتها السعودية للنظام!! لكن شعبنا العظيم خرج من عرينه كما قال الزبيري:

خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابها...

 نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها..

أي شعب عظيم أنتجته اليمن..اليمنيون يعلمون العالم فن الثورات على الطغاة.. الرحمة لشهدائنا الأبرار..وشفا الله جرحانا..والخزي والعار لكل من يدعم نظام صالح الدموي ويصمت على جرائمه في حق شعبه.

السعودية أسرعت بإرسال مبعوثها النحس الزياني دون حتى النطق بكلمة تدين بها قتل المدنيين العزل..حتى لو كان أبو جهل يحكم السعودية لحركته دماؤه العربية!!! ترى أي دم يجري في عروق آل سعود؟

محاولات السعودية لوأد الثورة صارت مكشوفة بشكل فاضح ..الإصغاء للزياني خيانة للوطن والشعب ودماء الشهداء..

تابعت ملف حقوق الإنسان الصادر حول اليمن والذي يدين في مجمله جرائم عصابات النظام ضد الشعب اليمني العظيم..لقد استخدمت عصابات النظام الكثير من أسلحة الحروب البرية والجوية في أرحب الصامدة وأبين وتعز وعدن وصنعاء والحديدة وبقية المحافظات. جيش النظام يقصف ساحات الثوار السلمية وحارات المدن ويقطع كل أسباب الحياة عن من يشاء ومتى شاء!!.. هل هذه رسالة الجيش, وبأي عقيدة يقوم بهذه الأعمال البربرية ؟.

تصر بقايا النظام على استخدام كل أساليب البطش والتنكيل وكأنها في زمن النمرود وهولاكو...لكن للأسف أشقاؤنا في العروبة والدين ما زالوا لم يحسموا أمرهم ولم يبارحوا مربع السلبية واللامبالاة إنما يشجعون النظام بصمتهم..تري هل من سبيل لنقل اليمن لمجاورة تركيا! ..نحن بين عمان الصامتة والسعودية التي تعرفون. ولنا الله, نعم المولى ونعم الوكيل.

لست هنا في موقف معاتبة الجيران والعالم عن السكوت المشين فيبدوا أنهم لا يريدون أن يسمعوا إلا لصوت بوق النظام عبده الجندي..وما أدراك ما الجندي, الذي بدأ مشواره السياسي ناصريا عروبياً ينبري للدفاع عن قضايا أمته, لينتهي به المطاف إلى حاجب في بلاط العائلة المغتصبة للسلطة!! يقوم بسب هذا وقدح ذاك في لقاءات صحفية تهين الوطن والموطن على السواء..الجندي لا يلام فهو قد ارتضى لنفسه دور بوق القذافي موسى إبراهيم الليبي " يسميه أصدقائي الليبيون اللمبي" !! بل من يلام هم أولئك الذين يحضرون مؤتمرات الجندي من الإعلاميين والصحفيين..مؤتمرات الجندي تشبه مزادات أسواق النخاسة, ليس إلا , لا علاقة لها البتة بالإعلام!!..يتطاول الجندي على قامات وطنية بوزن الأستاذ محمد سالم باسندوة, ويوسعه شتماً لأنه مدني حضاري لا يستند إلى قوة عسكرية أو عصبية قبلية تحميه..ويتهمه أنه كان معدما فأغناه صالح وأولاده..وكأن صالح أنفق على باسندوه من ورثة أبيه في سنحان!!

إعلام السلطة وأبواقه سيكتبهم التاريخ كمؤسسين لمدرسة القرف الإعلامي!!

أعود هنا لذكر جرائم النظام التي بدأت المنظمات الدولية في إدراجها في سجلاتها..هناك من البراهين الدامغة التي يمكنها أن تقذف بقادة عصابات النظام إلى مصير مجرمي الحرب في صربيا..المهنيون اليمنيون في الخارج وبالتنسيق مع المنظمات الدولية وأحرار العالم أقسموا على بذل كل ما يستطيعون لإدانة عصابات النظام وإقتيادها إلى محاكم مجرمي الحروب..

استوقفني هنا موقف الدكتور أبو بكر القربي الذي سيعقد مؤتمر صحفي في جنيف لتبرير جرائم النظام ضد الشعب اليمني.. أنا لا ألوم كثيرا الجندي والبركاني ويحيى الراعي فهؤلاء قد يكونوا أصلا لا يعرفون معنى الحرية وحقوق الإنسان!! لكن القربي عاش ودرس في بلدان تحترم الحيوان وكامل حقوقه, فما بالك بالإنسان..؟

سيقف القربي الطبيب في صف المرض ضد المريض , سيسجل سابقة خطيرة الدكتور القربي..سيترافع لصالح حكم عائلي بدائي, لصالح مصاصي دماء, ضد شعبه الذي انتفض لكرامته وحريته, ضد شعبه الذي أبهر العالم بصبره على حماقات وظلم النظام الذي أوصل البلد إلى مصاف الدول الفاشلة والمتسولة..

القربي سينبري للدفاع عن نظام تسلم السلطة والدولار ٤ ريالات وأوصله إلى أكثر من ٢٠٠ !!!.. القربي سيدافع عن نظام يتم حرق وصلي أبناء شعبه على الحدود السعودية أثناء هروبهم من أخدود صالح الإقتصادي.. سيدافع القربي الطبيب عن نظام لم يستطع تخليص شعبه من أمراض القرون الوسطى!!!

ألا تخجل من نفسك ياقربي وأنت تدافع عن هولاكو اليمن الذي أدخل اليمن في سلسلة حروب لا نهاية لها..

ماذا ستقول ياقربي لجامعتك التي تخرجت منها-جامعة أدنبرة العريقة- إذا سألتك عما تفعله هذه الأيام وأنت تقوي شوكة المرض على حساب جسد وروح المريض..أهذا هو الطب الذي تعلمته يا دكتور أبو بكر ؟

كيف ستبرر ياقربي مذبحة أرحب وجمعة الكرامة وأخدود ساحة الحرية بتعز ؟ ماذا ستقول لهم ياقربي: ستقول لهم طاف عليهم طائف من ربهم وهم نائمون !!!

كلمة أخيرة دكتور أبوبكر القربي..بالله عليك يادكتور ألم تحترم إصرار شباب الثورة علي تحقيق حلمهم بإقامة دولة المساواة والعدل والمؤسسات ؟. أرجو ألا تكون عبده جندي آخر وبدرجة دكتوراه .

تذكر يادكتور أن شهادتك ستبقى جيلاً بعد جيل يتذكرها اليمنيون, الذين ما زالوا كثير منهم يراهنون على وطنيتك وإنسانيتك, وأنك لن تكون أقل وطنية من السيد عبد الرحمن شلقم الليبي..

أريد منك تحكيم ضميرك الإنساني يادكتور أبوبكر وتذكر أنك مسؤول أمام المولى عز وجل عن كل كلمة ستنطق بها حول الوضع والثورة في اليمن.