الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ
الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل
أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب
وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي
وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ
منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع
قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو
سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن
موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة
اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة
عام 2009 كان عام التحدي الكبير الذي فرضه التمرد الحوثي في اليمن والذي امتد الى مناطق اخرى خارج الساحة اليمنية ، فمن هم الحوثيون وكيف ظهروا كقوة عسكرية؟.ظهرت حركة الحوثيين في نهاية التسعينيات بقيادة حسين بدر الدين الحوثي الذي استغل ما يسمي تنظيم§ الشباب المؤمن§ الذي كان قد تأسس سنة1990 كمنتدى لتدريس العقيدة الشيعية الزيدية في منطقة صعدة ، بعد أن انشق عن حزب الحق الذي كان من القيادات البارزة فيه ، وكان الحوثي عضوا سابقا في مجلس النواب بعد فوزه في انتخابات عام 1993وعلى الرغم من أن والده كان من أبرز المرجعيات الشيعية للمذهب الزيدي في اليمن فإنه بدا أقرب إلى المذهب الإثنا عشرية الإمامية في إيران خاصة بعد زياراته المتكررة إلى طهران وهو ما عده البعض خروجا لحركته عن المذهب الشيعي الزيدي الذي يتبعه نحو 30 في المائة من سكان اليمن.
في البداية كان نشاط حركة الحوثي لسنوات طويلة ثقافيا وفكريا بعيدا عن السياسة بل إن الحركة تلقت دعما من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلا أنه وبدءا من عام2002 بدأت الحركة تتجه إلى السياسة ، وتأخذ خط المعارضة ضد الحكومة. وركزت الحركة نشاطها المعادي للحكومة اليمنية بشكل مكثف حتى انها بدأت تستهدف القوات اليمنية بعمليات مسلحة مما اضطر الحكومة اليمنية إلى الرد على تلك التصرفات.
واضطرت الحكومة اليمنية لشن حرب مفتوحة حشدت لها30 ألف جندي ، واستخدمت فيها الطائرات والسلاح الصاروخي والمدفعية الثقيلة ، وأسفرت معاركها الأولى عن مقتل حسين بدر الدين الحوثي.
كانت تلك أولى مراحل الصراع بين الطرفين. أما المرحلة الثانية من الصراع فقد بدأت في شباط من عام2005 بقيادة§ الحوثي الأب§ وأسفرت عن اختفائه عن الساحة اليمنية ، وقد أشارت بعض التقارير حينها إلى أنه قتل خلال المعارك ، لكنه ظهر بعد ذلك وعاد إلى البلاد بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه لاحقا بين الحوثيين والحكومة اليمنية في عام,2007المرحلة الثالثة بدأت في أواخر عام2005 وانتهت باتفاق بين الطرفين. ومع بداية عام2007 بدأت المرحلة الرابعة للصراع بقيادة§ عبد الملك§ أحد أبناء§ الحوثي§ وذلك على خلفية اتهامات متبادلة بين السلطات اليمنية والحوثيين بالمسئولية عن العنف. ونحن الآن في المرحلة الخامسة مع ارتفاع وتيرة التوتر بين الجانبين ، والحقيقة أن هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت ومازالت تساهم في تفجر الصراع ، واستمراره بين الحوثيين والحكومة اليمنية. كما أن هناك مؤشرات قوية على أن الصراع الدائر في اليمن هو أحد أوجه الصراع على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. الولايات المتحدة من جانبها تقف إلي جانب الحكومة ليمنية في مواجهتها الحوثيين وتعتبر أن ما يجري يدخل في إطار الحرب العالمية التي تقودها على الإرهاب ولا تفوت الإدارة الأمريكية فرصة إلا وتؤكد هذا الموقف فالسفير الأمريكي في صنعاء سعى دائما إلى تأكيد الصلة الوثيقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة.أما العوامل الداخلية التي تساعد علي استمرار هذه الأزمة فمتعددة وأبرزها البعد المذهبي حيث إن حركة التمرد الحوثية هي في الأساس حركة شيعية تتمركز في محافظة صعدة ذات الأغلبية الشيعية ، وهو أمر يمثل كابحا للحكومة في التعامل معها حيث لا تريد أن تبدو وكأنها تعادي الشيعة في اليمن ، خاصة أن الحوثيين يعملون للعزف علي هذا الوتر لكسب التعاطف الداخلي والخارجي.
ويبدو هذا واضحا من مطالبة حسين بدر الدين الحوثي بتدخل آية الله السيستاني المرجع الش
يعي الأعلى في العراق لمواجهة ما اسماه اضطهاد السياسيين الزيديين في اليمن. كما أن الطابع القبلي المسيطر على اليمن يمثل هو الآخر عائقا أمام السلطات اليمنية في المواجهة مع الحوثيين. ولاشك أن جغرافية اليمن الجبلية تلعب دورا إضافيا في استمرار الصراع حيث توفر جبال اليمن مقرات آمنة لأنصارالحوثي تساعدهم على اتقاء الضربات العسكرية الحكومية ضدهم. والحقيقة أنه قد ساعدت هذه العوامل ليس فقط على استمرار الصراع بل علي تفاقمه بشكل يصعب معه إنهاؤه بشكل حاسم.من المؤكد أن أية مشكلة مهما تكن تعقيداتها يمكن التوصل لحل لها ، لكن شريطة توفر الإرادة لدى أطرافها للوصول لهذا الحل ، ومن ثم تنفيذه بعد لك ، ونقطة البداية لحل أزمة تمرد الحوثيين في اليمن تتمثل في معرفة أسباب هذا التمرد والهدف منه.
*نقلاً عن الدستور الاردني