إلى متى يا معالي وزير الإتصالات ؟
بقلم/ هاني عبدربه قطيان
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و 5 أيام
الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:54 ص

تواصل معي الأسبوع قبل الماضي بعض الزملاء موظفين ونقابيين من بعض فروع مؤسسة الإتصالات الملتهبة بسبب الحروب التي يشنها بعض مدراء العموم ضد موظفيهم على مرمى ومسمع القيادات العليا في الوزارة والمؤسسة العامة وطلبوا مني مشاركتهم والحضور معهم كأمين عام للنقابة العامة في البرنامج التلفزيوني ملفات ساخنة الذي يبث على الهواء مباشرة من الفضائية اليمنية حيث أخبروني أنهم قد قاموا بالتنسيق لذلك سلفاً مع مختصي البرنامج والغرض من هذه المقابلة هي نشر قضايا فساد لبعض مدراء العموم في المؤسسة وفضحهم على الملا والتحدث أيضاً عن سلبيات الإدارة العليا وحالة التدهور و الإنهيار التي تمر بها المؤسسة وتحميل المسئولية عن ذلك كله وزير الإتصالات ومدير عام المؤسسة الحالي , ولا أخفيكم سراً أنني قد وافقت على المشاركة والظهور أمام الشاشة لإستيائي الشديد من قيادتنا العليا بسبب غضها الطرف عن بعض مدراء العموم السيئين عندما طرحت عليهم شخصياً قبل عدة أشهر خلت المشاكل والمخالفات التي يقوم بها بعض مدراء العموم في الفروع دون وجود أي رادع يمنعهم من ذلك ولكن للأسف الشديد لم نلق منهم أي تجاوب معنا سوى وعودهم الأكيدة بأن التغييرات قادمة وستتم خلال عدة أيام ، ولم يخطر ببالي أبداً وأنا أسمع هذا الكلام أن اليوم عند مسئولينا يساوي في الزمن شهر من أيام السنة العادية ، ولكني بعد ساعات قليلة من موافقتي على المشاركة في المقابلة أحسست بغصة ألم في قلبي وحسرة شديدة على موظفي الإتصالات وكيف وصل الحال بهم أن يضطروا إلى نشر غسيلهم أمام الآخرين وتلطيخ السمعة البيضاء لمؤسستنا التي إكتسبتها على مدى عشرات السنين والمغامرة بفقدانها رغم أننا لم نعد نملك غيرها وذلك بعد أن تفاجئوا بتجاهل قضاياهم ومشاكلهم من قبل قيادتنا العليا وتمسكها الشديد والمستغرب ببعض مدراء العموم والدفاع عنهم وتبرير مواقفهم وتصرفاتهم والتضحية بجميع الموظفين من أجل بقائهم وكأنهم ملائكة نزلوا من السماء .

وأنا هنا أطرح السؤال التالي على معالي الأخ / وزير الإتصالات وتقنية المعلومات الدكتور – أحمـد عبيـد بن دغــر ، وعلى الأخ / مدير عام المؤسســة العامـة للإتصالات المهندس – صــادق محمد مصـلح ، وهو : هل تخليص المؤسسة وإراحتها من هؤلاء المدراء الـ.... يحتاج إلى مبادرة خليجية لتبنيها ومبعوث أممي للإشراف على تنفيذها ؟ أم أن هذه القرارات ليست من صميم إختصاصاتكم وأن المتحكمين فيها هي جهات أخرى غيركم ؟ أم أن توجهاتكم أصبحت بالفعل عكس ما قلتم لنا بأنكم ستحاربون الفساد أينما وجد للحفاظ على المؤسسة من الإنهيار والتدمير كما نقرأ ونسمع ؟ أم أننا لازلنا حتى اليوم نبحث عن قلم لتوقيع هذه القرارات منذ أن ألتزم الوزير في محضر إجتماع يناير 2012م بإقرار العمل على التدوير الوظيفي في شهر مارس 2012م ؟

* وأنا بهذه المناسبة أستنكر وأستغرب لهذا التصرف الذي إنتهجته قيادتنا في هذه الفترة فلسان حالها كأنه يقول لمدراء العموم سيتم تدويركم وتغييركم قريباً وفي نفس الوقت لكم الحق في إنهاء وإستكمال العبث الذي بدأتموه منذ توليكم مناصبكم ، فتجد أن هذه الفترة الطويلة التي مرت منذ إقرار العمل بالتدوير ( حوالي ثمانية أشهر ) أتاحت لهؤلاء المدراء دق المسامير الأخيرة في نعوش فروعهم من خلال الاستيلاء على ما تبقى فيها من إمكانيات والتلاعب بكل بجاحة بمصروفاتها وميزانياتها معتمدين في ذلك كله على قول المثل:( يارايح كثر الفضايح )، كما أنهم قاموا بتكليف زبانيتهم وتابعيهم في مناصب إشرافية لا يستحقونها وحجزها لهم دون وجه حق ، وكذلك استطاعوا بدم بارد الإنتقام من الموظفين الذين طالبوا بتغييرهم وقاموا بإهانتهم ومحاربتهم بشتى الطرق والمجالات المادية والمعنوية وغيرها مستغلين في ذلك السلطة الممنوحة لهم بحكم مناصبهم وهم ضحايا كثر إذا أردتم أن نستعرض أسماءهم ، كما أن هذه الفترة أعطتهم الوقت الكافي والفرصة الغير متوقعة التي لم يحلموا بها من قبل ليتمكنوا من جلب الوساطات وتوفيرها بكافة الأحجام والأنواع من أعضاء مجلس نواب وشورى ومحافظين و وجاهات قبائل وغيرها والتي لاحظها الجميع تتردد بإستمرار للتوسط لإبقائهم في مواقعهم الحالية أو تدويرهم إلى مواقع أفضل من السابق وهنا سؤال يطرح نفسه:

إذا كان هناك مدير عام على (100)موظف وبسبب إدارته السيئة في جميع النواحي أصبح 10% من الموظفين مصابين بأمراض نفسية وعصبية والآخرين محبطين بسبب إهمالهم وتجاهلهم وتكليف آخرين أقل منهم مستوى وكفاءة في مناصب إشرافية لا يستحقونها وبقية الموظفين يائسين ولا يقوموا بأي عمل يذكر وإذا سألتهم عن طلباتهم ليعودوا كما كانوا عليه كان طلبهم وأمنياتهم أن يتقاعدوا بأسرع وقت لأنهم خائفين أن يصبحوا في أي وقت بدون وظيفة بسبب تصرفات بعض مدراء العموم الذين لا يخافون الله في رعيتهم ، فهل من الحكمة بمكان أن نقوم بتدوير هذا المدير العام اللامسئول من إدارته إلى إدارة أخرى يدير فيها (500) موظف ؟

، وهل من المعقول أن الإصلاحات والإنجازات التي لم يستطع تحقيقها مدراء العموم هؤلاء خلال السنين الطويلة التي مرت عليهم وهم في مناصبهم سيتمكنوا الآن من تحقيقها في هذه الأشهر وتحديداً منذ توجهكم للعمل بالتدوير الوظيفي ؟

وبعد تحليل وتفكير طويل وجدت أن مؤسستنا وسمعتها أسمى وأغلى من كل شيئ فقمت بعد ذلك بالتواصل مع زملائي في الفروع وترجيتهم طالباً منهم تأجيل هذه المقابلة التلفزيونية فترة من الزمن على أن تكون كما يقال آخر العلاج الكي ، وكذلك أن يصرفوا نظرهم عن أي نية للإعتصام أمام مجلس الوزراء أو أمام وزارتنا أو في المؤسسة وترك فرصة ومجال لقيادتنا الحكيمة لحل هذه المشاكل بكل جدية وبأسرع وقت ممكن لأن الكرة دائماً ما تكون في ملعبهم ويجب أن يقوموا بتحريكها قبل أن نفقد (جميعنا ) السيطرة على زمام الأمور وقبل أن يستغل ذلك الآخرين الذين يتربصون بنا وينتظرون الوقت المناسب لتخريب مؤسستنا وتدميرها .

ولا يسعني في آخر المطاف وطول إنتظار للفرج إلا أن أكرر و أقول :

إلـى متــى  ؟ ،،،، يا معالـي وزير الإتصـالات الدكتور / أحمـد عبيـد بن دغـر