الشيوخ الفرنسي يصوت لصالح مشروع قرار ضد الحوثي قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات
يخطف ثوار اليمن مرة أخرى أنظار العالم وتستعيد الميادين زخمها الثوري بعد اشهر من الصمود في الساحات شابها هدوء واسترخاء اقلق الكثيرين,إن الوضع في اليمن اليوم، وما نشهده من تطورات، في مقابل موقف الإقليم والعالم من الثورة اليمنية، يفرض علينا ذلك أن نكون أكثر صراحة ووضوحا في تناولنا للمشهد.
فلم يعد الوضع يحتمل اللهجة الدبلوماسية في الخطاب مطلقا .ولعلي أنناول في ورقتي هذه وبشكل مباشر الخطر الأقرب والأكثر تأثيرا على الثورة , المفاوضات وأثرها على الثورة اليمنية لا سيما في هذه اللحظات الحاسمة , ومتى تكون المفاوظات خادمة للثورة ومتى تكون معيقة لها , وما علاقة ذلك بمواقف الإقليم والرأي العالمي من ثورة الشعب اليمني .
ففي هذه اللحظات التي أكتب فيها مقالي، وشوارع اليمن لم تجف من دماء شهدائنا نسمع من هنا وهناك عن دعوات لهدنات ووساطات ومفاوضات!!
-متى نفاوض ؟
التفاوض دائما لم ولن يكون إلا لصالح المتقدم والمنتصر ميدانيا، فكلما تركنا فترة كافية نصم بها أذاننا عن أي دعوات للحوار والتفاوض حتى يتم التقدم الميداني على أكثر من صعيد , فيصبح التفاوض فقط على طريقة الرحيل الكامل ، وليس تفاوضا على بقاء جزء من النظام , بمعنى آخر أن أي تفاوض الان سينتهي في أحسن أحواله ببقاء جزء من نظام صالح , ولذلك اعتقد اننا بحاجة ماسة الى تقوية الموقف التفاوضي للثوار بتحركات ميدانية نوعية تجعل الخصم يهرول نحو البحث عن طريقة للخروج ولا يفكر مطلقا بأي شكل من أشكال البقاء , عندها يكون النصر الكامل .
- توهم القدرة على تحريك الشعوب !!!
تحركات الشعوب ليست في أيدينا مهما كانت لدينا عوامل تنظيمه، فحركة الشعوب أصعب وأكثر تعقيدا من أن يحركها حزب أو حتى مجموعة أحزاب , أقول هذا حتى نستثمر هذا الحماس الذي عاد وبقوة، والذي تقتله وترهقه المفاوضات والحوارات في لحظة تقتضي فتح القنوات فقط لهذا الحماس، ليتم استثماره وتوجيهه نحو الحسم، والحسم فقط .
- موقف العالم ,,, السعودية وأمريكا نموذجا
إن العالم والإقليم لن يفهم منا إلا لغة واحدة، وهي فرض سياسة الأمر الواقع. فعندما يرى العالم من الشعب اليمني بكل مكوناته إصرارا ثوريا في الميادين , ولا يجد من يشعره ولو بطريقة غير مباشرة أن هناك أمل للتفاوض على بقاء جزء من هذا النظام، لن يملك إلا أن يستجيب لخيار الشعب , وبالتالي على كافة القوى الثورية أن ترمي الكرة في ملعب الساحات الميدانية في مختلف المحافظات، عندها سيؤمن العالم أن مصالحه في الوقوف مع ثورة اليمن.
إن السعودية على سبيل المثال عندما تجد قنوات تستجيب لها في تخفيف التصعيد، ستستفيد من ذلك في دعم بقايا النظام، ولن تتعامل معه على أنه تقدير لها وتغير قناعتها بناء على ذلك.
والولايات المتحدة الأمريكية تدرك أنه مهما كان النظام القادم متعاونا معها فلن يكون على نفس الدرجة من الانبطاح التي كانت تنعم به الولايات المتحدة الأمريكية من قبل نظام صالح , وبناء على ذلك فمهما كانت ترى البديل متعاونا ستبقى تحاول وتحاول أن يبقى جزء من النظام الذي أنفقت عليه الكثير وما زالت , وهذا ما يفسر موقف الإدارة الأمريكية، وتصريحات أوباما الأخيرة التي لا ترقى أخلاقيا إلى مستوى ما يحدث في اليمن.
- فما هو الحل إذا ؟
إن الذي سيحرج العالم أخلاقيا وسياسيا، والذي سيجعل العالم يغير إستراتيجيته في تعامله مع المشهد اليمني هي التحركات الميدانية،والتصعيد الثوري الذي سيجعل النظام يخرج كل ما تبقى لديه من بلطجة ميدانية وإعلامية حينها سنستطيع الحديث عن الحسم النهائي للثورة اليمنية وتحقيق أهدافها. صحيح أن هذا الطريق ثمنه باهظ، لكنه الأضمن على الإطلاق.
- تنوية وتأكيد ..
وأخيرا أود أن أنوه إلى أن التحركات السياسية في ظل الثورات، تختلف اختلافا شبه جذري عن التحركات السياسية في الوضع الطبيعي، وبالتالي علينا أن نعي ما معنى أننا نتحرك في ظل ثورة فلا ينبغي على سبيل المثال، في الوقت الذي تراق فيه الدماء أن نستخدم ألفاظا تفاوضية تضعف حماس الشارع الثوري، الذي نحن في أمس الحاجة إليه في لحظة حاسمة من تاريخ ثورتنا المجيدة , مرة أخرى نصرخ بكل صراحة أن على كل القوى الثورية أن تدرك أن لا قيمة لتحركاتها دون أن يتغير الوضع في الميدان.
إن أي عملية تفاوضية في الوضع الحالي لن تفضي مطلقا إلى رحيل النظام، ولكنها في أحسن الأحوال ستفضي إلى بقاء جزء منه, والذي نسعى إليه هو رحيل النظام كاملا، وهذا لن يكون إلا بفرض أمر واقع في الميادين والساحات، حينها سيكون التفاوض على طريقة الرحيل ودون ذلك لن يقتنع الداخل والخارج برحيل النظام. وهو الرحيل الكافي لإقامة دولة اليمن، وتحقيق أهداف الثورة .
- خلاصة الأمر
أن بقايا نظام صالح والدول المجاورة الداعمة له، والرأي العالمي لن يتغير إلا بطريق واحد، هو الاتجاه نحو الحسم الميداني، وفرض أمر واقع جديد.
ملاحظة ... بدأت بكتابة المقال قبل عودة صالح ... ولا اعتقد أن عودته تستحق تغيير في المقال لأني اعتقد أن ما تضمنه المقال ينطبق على المشهد حتى بعد عودته .